تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(تيسير اللطيف المنان) من نماذج التفسير الموضوعي التي تستحق العناية]

ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Jan 2010, 11:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من والاه ... أما بعد:

فإن كتاب (تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن) للشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي

من الكتب النافعة في فهم كلام الله تبارك وتعالى, وقد خصصت هذا الموضوع للتعريف بهذا الكتاب لأن كتاب التفسير (تيسير الكريم الرحمن) قد طغت شهرته على الكتاب المذكور, حتى إن الكثير يظن أن الكتابين كتاب واحد , ولا يعرف أنهما كتابان مختلفان لكل كتاب منهجه وطريقته.

والحقيقة أن كتاب (تيسير اللطيف المنان) يعتبر في الاصطلاح العلمي المعاصر من كتب (التفسير الموضوعي) بل هو من أنفعها.

فقد اشتمل الكتاب على ستين موضوعا من مواضيع القرآن الكريم , هذا على سبيل الإجمال , وفي ثنايا هذه الموضوعات مواضيع متفرعة عنها, وهذه المواضيع شاملة للعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق وقصص الأنبياء وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد بيّن رحمه الله منهجه في مقدمة كتابه حين قال:

(أما بعد، فقد كنت كتبت كتابا في تفسير القرآن مبسوطا مطولا، يمنع القراء من الاستمرار بقراءته، ويفتر العزم عن نشره، فأشار علي بعض العارفين الناصحين أن أكتب كتابا غير مطول، يحتوي على خلاصة ذلك التفسير، ونقتصر فيه على الكلام على بعض الآيات التي نختارها وننتقيها من جميع مواضيع علوم القرآن ومقاصده، فاستعنت الله على العمل على هذا الرأي الميمون، لأمور كثيرة منها: أنه بذلك يكون متيسرا على المشتغلين، معينا للقارئين، ومنها: أن القرآن العظيم ليس كغيره من الكتب في الترتيب والتبويب، لأنه بلغ في البلاغة نهايتها، وفي الحسن غايته، وفي الأسلوب البديع، والتأثير العجيب ما هو أكبر الأدلة على أنه كلام الله، وتنزيل من حكيم حميد، فتجده في آية واحدة يجمع بين الوسائل والمقاصد، وبين الدليل والمدلول، وبين الترغيب والترهيب، وبين العلوم الأصولية والفروعية، وبين العلوم الدينية والدنيوية والأخروية، وبين الأغراض المتعددة والمقاصد النافعة، ويعيد المعاني النافعة على العباد، ليتم علمهم، وتكمل هدايتهم، ويستقيم سيرهم على الصراط المستقيم، علما وعملا).

وطريقة الشيخ رحمه الله في عرض المواضيع أن يذكر في بداية الموضوع الآية أو الآيات التي هي أصل في هذا الباب ثم يبدأ بضم النظير إلى نظيره وترتيب المسائل الكبرى ثم ذكر المسائل التي ذكرت في آيات أُخر لها تعلق بالموضوع, فلا ينتهي من موضوع إلا وقد أتى على جُل مسائله التي ذكرت في القرآن مراعيا ما كان له شاهد أو بيان أو تخصيص أو تقييد بالسنة.

وإليك أنموذج من طريقته التي سار عليها رحمه الله

فصل في آيات في الأطعمة ونحوها والصيود وتوابعها

قال الله تعالى:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 29].

{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 119].

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157].

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3].

وبعدها: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة: 4]. {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير