تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإجماع في التفسير]

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Feb 2010, 11:17 م]ـ

اذا نقل الإجماع في تفسير كلمة أو أية وثبت الإجماع فكيف يسع من علم الإجماع الخروج عليه؟

الإن هذا الإجماع إن كان متعلق بأصل من أصول الدين كان الخروج عنه هدما لذك الأصل. وقد خرج أناس من هذا الدين بمخالفتهم لهذا الإجماع:

-فالأحمدية "القاديانية" خالفوا الإجماع المتعلق بختم النبوة والرسالة بتأويلات باطلة للآيات والأحاديث. فأحدثوا في الدين فتنة عظيمة.

-ومن يتبع بعض الأفكار الهدامة أمثال الشحرورية ومن أمثالهم خرجت منهم طوام أغلبها مكفرة. كإنكار الصلاة المعلومة بالدعاء وبعضهم جعلها بالحركات والخضوع وانكار الزكاة والجن والملائكة. بل وصل الأمر ببعضهم أن أنكر ان العرب هم العرب وقال أننا بنوا اسرائيل!!!!.

ولا شك أن كل فتنة حصلت في أيات الصفات كان سببها خرق إجماع في تفسير كلام الله أو إحداث بدعة لا زالت الأمة تإن من أثرها.

-فالجهمية خالفوا الصحابة في فهم الأيات فابتلوا بإنكار الصفات حتى أصبحوا يصفوا الخالق بما لا ينطبق الا على العدم.

-والأشاعرة قالوا مذهب السلف أسلم وزعموا أن مذهبهم أحكم ومع هذا وجدنا حيرتهم واختلافهم. فلم يكن هذا من الإحكام لأن الإحكام يتطلب الفهم الدقيق الخارج عن الإختلاف والبعيد عن التردد الذي أصله الحيرة.

-والإمامية زعموا ان القران لا يفسر كما فسره الصحابة. ولكنهم زعموا أن القرآن لا يعلمه الا المعصوم. ثم خرجوا بمقالة المعصوم كلامه صعب مستصع .. ثم قالوا الراد على الفقيه المتبع لأهل البيت إنما هو على حد الشرك بالله تعالى!!!!.

-وبعض المعاصرين فسروا الخالق بأنه الطبيعة نفسها جريا على آثار خطى الملحدين من الطبيعيين والفلاسفة

ثم إن كان هذا الإختلاف يتعلق بفرع من فروع الدين فإنه:

-إما يتعلق بالعبادات: فيكون الخارج عن قولهم تعبد الله بما لم يتعبد به أحد من أهل القبلة فيكون محدثا في دين الله ما لم ينزل به سلطانا.

-وإما أن يتعلق بمخصوص معلوم فهموا المراد منه ولم يحدث خلاف فيه.فإحداث قول يخرج عن إجماعهم انما هو خلاف وصف الله عز وجل للقران:

"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ " [آل عمران/7] فأغلب الكتاب محكم يفهم بسهولة ويدخل المعنى المتحصل ذهن السامع ويخرج منه بالفهم المطلوب منه:

"وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ " [البقرة/99] ولم يكن كفرهم إلا بعد فهمهم ما يخاطبهم هذا القران "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس/15] وما طلبوا تبديله الا بعد أن علموا ما يطلبه منهم. وبعد ذلك أحدث هؤلاء وسيلة جديدة وهي اللغو: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [فصلت/26] فلذلك أمرنا الله بخلاف فعلهم:"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف/204]

وقد حذرنا نبينا عليه الصلاة والسلام من هؤلاء:

"سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ"صحيح مسلم - (ج 1 / ص 23)

واغلب من يدعي العقل والتجديد حقيقة يذهب عن ذهنه أمور:

-أن التجديد هو اعادة القديم بإزالة الرواسب المتراكمة على أصل الشيء والتجديد لا يعني الإبتداع.لذلك يسمى كل عالم ممن أحيا السنة وأمات البدعة مجدد بينما يطلق على من ظن أن القديم لا يناسب الحديث وزعم أن من قبله من الصحابة والتابعين على باطل أنه مبتدع.

-أن العقل لا يعني الفهم المحدود للشخص. لأن العقل هو ما يتفق عليه العقلاء دون خلاف أنه من الممكنات أو المستحيلات أو الموجودات.والخلط يكون عند من يظن أن فهمه المتعلق برواسب تعليمية هو العقل.

-ان العقل قد يدرك حكمة في الشيءوقد يغفل عنها. وأن مجاله هو إدراك أن الخالق واجب طاعته.قبل أن يدرك الحكمة من الشيء:"وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ" [الأنعام/121] فالشياطين تأتي أوليائهم وتقول لهم ما الفارق بين لحم من ذكر اسم الله عليه ومن لم يذكر اسم الله عليه؟ فمن أطاعهم فقبل أكل ما حرمه الله أشرك بحكمه تعالى. والعقل يدرك أن طاعة الخالق هي الأصل لا تغير صفة المأكول.

-أن العقل يحيل أن يكون اللاحق اذا خالف السابق على صواب الا اذا كان السابق على خطأ. فان كان الخالق عز وجل كفل بحفظ الدين استحال ان يحدث ذلك الا وأن تكون طائفة محافظة على الشرع. وانتفاء هذه الطائفة ينفي حفظ الدين , وبذلك ينفي العقل أن يكون المخالف للسابق فيما كانوا عليه إلا مخالفا لهم لذلك بين الله هذ القاعدة عندما أخبر نبيه أن يقول للمشركين:

"وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" [سبأ/24]

أما فيما لم يثبت فيه إجماع للصحابة ومن بعدهم فلا يخلوا من معرفة لكل الأقوال أو عدم المعرفة بذلك. وعند المعرفة لا يجوز الخروج على الأقوال المنقولة والتي لا يعلم خلافها لان الخروج عن هذه الأقول هو خروج عن الاجماع ان التفسير لا يحتما الا هذا أو ذاك ....

والحال الثاني الأسلم هو أن يتبع المشهور الذي تلقته الأمة ويطرح الذي اندثر من أقوال. لأن اندثار هذه الأقوال دليل على فسادها لأن الله كفل بحفظ الدين.

والله تعالى أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير