تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ألفاظ القران عند السامرائي]

ـ[العمري]ــــــــ[18 Jan 2010, 11:09 ص]ـ

.. لا ريب ان الالفاظ هي اداة القران في تعبيره فالناظر في القران والمتأمل في آياته يجب ان يستوعب دلالات معاني هذه الالفاظ وكيف استعملها القران ن خلال سبر اغوار المفردة بطول القران وعرضه فلا يكفي معرفة المعنى المعجمي للمفردة فقط اذ ان القران له استعمال خاص للمفردة العربية المكونة لآيات هذا الكتاب العزيز.

والدكتور فاضل السامرائي يعي هذا تماما لذلك افرد لهذه المفردة كتابا كاملا هو (بلاغة الكلمة في التعبير القراني) حيث كان دافعه لتأليف هذا الكتاب كما يقول " لم ار كتابا يبحث في المفردة في القران الكريم ويبوبها على موضوعات ويجمع ما تشابه من ذلك ويدرسه فحاولت ان اضع بداية متواضعة في هذا الموضوع " (1) وفي الكتاب عدة امور منها:-

الحذف والذكر

يقرر الدكتور فاضل السامرائي ان القران " يحذف من الفعل للدلالة على ان الحدث اقل مما لم يحذف منه وان زمنه اقصر ونحو ذلك فهو يقتطع من الفعل للدلالة على الاقتطاع من الحدث او يحذف منه في مقام الايجاز والاختصار بخلاف مقام الاطالة والتفصيل " (2) " ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) القدر4 وقوله (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء 221 - 223فقال في هذه الايات (تَنَزَّلُ) في حين قال: (إِنَّ

(الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

فصلت 30 فقال في ايتي القدر والشعراء (تَنَزَّلُ) بحذف احد التاءين وقال في فصلت: (تتنزل) من دون حذف وذلك والله اعلم ان التنزل في اية فصلت اكثر مما في الايتين الاخريين ذلك ان المقصود بها: ان الملائكة تنزل على المؤمنين عند الموت لتبشره بالجنة وهذا يحدث على مدار السنةفي كل لحظة ففي كل لحظة يموت مؤمن مستقيم فتتنزل لتبشره بالجنة فأعطى الفعل كل صيغته ولم بحذف منه شيئا واما لية الشعراء فان التنزل فيها اقل لان الشياطين لا تتنزل على كل الكفرة وانما تتنزل على الكهنة او على قسم منهم وهم الموصوفون بقوله (كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ) ولا شك ان هؤلاء ليسوا كثيرا في الناس وهم ليسوا بكثرة الاولين ولا شطرهم بل هم قلة فاقتطع من الحدث فقال: (تنزل) بحذف احد التاءين. وكذل ما في سورة القدر فان تنزل الملائكة انما هو في ليلة واحدة في العاموهي ليلية القدر فهو اقل من التنزل الذي يحدث باستمرار على من بحضره الموت فاقتطع من الحدث (3) ومثلها الفاظ (توفاهم/ تتوفاهم) و (تفرقوا/تتفرقوا) و (تولوا /تتولوا) وغيرها (4) وليس الفعل بل واي كلمة تختلف عن اختها في زيادة حرف او نقصانه.

الابدال

وهو وضع مفردة بدلا عن مفردة اخرى شبيهه بها مثال ذلك مكة وبكة في قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) ال عمران 96 وفي الفتح (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) الفتح24 " فقال في اية ال عمان (بكة) وقال في الفتح (مكة) وسبب ايرادها بالباء في ال عمران ان الاية في سياق الحج (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) فجاء بالاسم (بكة) من لفظ (البك) الدال على الزحام لانه في الحج يبك الناس بعضهم بعضا أي يزحم بعضهم بعضا وسميت (بكه) لانهم يزدحمون فيها وليس السياق كذلك في اية الفتح فجاء بالاسم المشهور لها اعني (مكة) بالميم. (5) ومشابه لذلك (بسطة/بصطة) و (اللائي/اللاتي) وغيرها (6).

المترادفات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير