[مقيدات لطيفة حول التفسير وعلوم القرآن من مراسلات العلامة ابن سعدي]
ـ[طلحة الجغبير]ــــــــ[21 Jan 2010, 02:17 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ...
فخلال تصفحي لكتاب (الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة) والتي تمثل الرسائل الشخصية العلمية المرسلة من علامة القصيم عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، إلى تلميذه العلامة ابن عقيل حفظه الله، وقفت على بعض ما يحسن تقييده مما تعلق بعلوم القرآن والتفسير، فأحببت نشرها إظهارا لها، فأسأل الله أن ينفع بها كاتبها وناقلها وقارئها ....
1 - ( ... وأما أولى التفسير الموجودة بالمطالعة؟ فلا أحسن من ابن كثير لفهم المعاني، ولا مثل صديق [أي فتح البيان لصديق حسن خان]، وحاشية الجمل لمسائل العربية والنكت اللطيفة) [الأجوبة: 110]
2 - في رسالة مؤرخة في العاشر من شعبان سنة 1360 هـ، ويذكر فيها الشيخ رحمه الله خبر سفره للرياض باستدعاء مستعجل من الملك عبدالعزيز رحمه الله، يفهم منها أن هناك من اعترض على تفسير الشيخ فتم الإستدعاء لمدارسة هذا الكتاب وعرضه على العلماء، قال الشيخ ( .... وفعلا بادرنا للحضور وإحضار التفسير فرآه بعض المشايخ فاستحسنوه ولم يحصل بحث في مسألة واحدة أصلا). [الأجوبة: 98]
قلت: وفيها فوائد:
أولا: قال المحقق: (ومن هنا نعلم يقينا أن تاريخ تأليف هذا التفسير قبل عام 1360 هـ) أي أتمه قبل الثالثة والخمسين من عمره رحمه الله.
ثانيا: وفيها حرص ولاة الأمور آنذاك على تصفية العلوم والكتب، وعرضها على العلماء بأسلوب المدارسة والمناقشة.
ثالثا: قال السعدي مبينا السبب لكتابته لتلميذه عن ذلك (أخبرتك بحاصل ذلك خوفا من أن يصور على غير صورته) وهذا من معالم التربية في حياته رحمه الله لمن تأمل!!
رابعا: وقع الإبتلاء في حياة العلماء.
3 - وصفه رحمه الله لكتابه (القواعد الحسان) بالمفيد، وأنه قد صنفه في رمضان، قال رحمه الله: (في رمضان صنفنا كتابا مفيدا وهو قواعد في تفسير القرآن، بلغ سبعين قاعدة، ...... وقد يسر اللله إتمامه في أول شوال) [الأجوبة: 138]
4 - فائدة عامة: (فبعض الكلام إذا كان مشكلا وتتبع الإنسان صاحب الكتاب وما سيق لأجله ربما يتضح معناه بخلاف إذا طلب تفسير الكلام مفردا) [الأجوبة: 197] قلت: وقد يفيد هذا في مسألة أثر السياق في فهم المعنى.
5 - وصف السعدي لكتابه (خلاصة التفسير): (أفيدك أني في رمضان لقلة الدروس وكان قد أشار علي بعض العارفين الناصحين لما كثر الإقتراح حول نشر التفسير وأبدينا الإعتذار أنه طويل جدا لا بده يبلغ بالطبع 7/ 8 مجلدات فيعسر نشره وتتعذر النفقة الكافية تبرعا أو تجارة وأيضا الناس اليوم مالهم رغبة بالمطولات.
فأشار علي من ذكر من مدة بكتب خلاصة للتفسير فما زال هذا الرأي يقوى عندي فيوم دخل رمضان استعنا بالله وكتبت خلاصة التفسير ويسر الله إتمامه في 3 شوال ويمكن يبلغ مجلد واحد لطيف ................ وطريقة هذا التصنيف أولا مقدمة في الأوصاف العامة التي وصف الله بها القرآن ثم ذكر آيات في التوحيد والإيمان والكلام عليها ثم آيات في الرسالة والمعاد وبقية العقائد والكلام عليها ثم آيات جوامع في الأخلاق الدينية العمومية ثم ذكر آيات الأحكام ثم ذكر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن وما يستفاد منها ثم ذكر فوائد منثورة وبها انختم الكتاب ... ) [الأجوبة: 240 - 241]
قال المحقق: وقد طبع باسم "تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن" وسياتي وصف الشيخ له ولا يبدو أن هذه التسمية من قبل الشيخ حيث سيأتي مرارا الإشارة إليه باسم الخلاصة.
6 - تقييمه للمنهج العلمي الذي يدرس بالمعهد التابع للمعارف وكلامه عن الإتقان للسيوطي: ( ... وأما أصول التفسير وعلومه التي تلقى في المعهد فإنها قسمان: قسم مأخوذ بحروفه من كتاب الإتقان للسيوطي الذي قررت المعارف الإستمداد منه فهذا فيه أصول نافعة وقواعد وضوابط في علم التفسير جليلة لا يستغنى عنها في علم التفسير وهي أيضا مما أجمع عليه المفسرون ولكنها كغيرها يوجد فيها مواضع قليلة جدا ينتقد عليها ولم أعثر على شيء من هذا النوع إلا في مبحث كيفية نزول القرآن فإنه نقل فيه عبارة الإتقان بحروفها وحكى الأقوال فيها حكاية مجردة فحكى بعض الأقوال المنتقدة
والقسم الثاني مما زاده الأساتذة المصريون من أنفسهم وهذا القسم كله مباحث نفيسة جدا في تقرير النبوة والتحدي بالقرآن وبيان بلاغته وجلالة قدره وعلو مكانته نود لكل مسلم وطالب علم أن تكون هذه المباحث الجليلة نصب عينيه وقبلة قلبه لما لها من الأثر الطيب والمكانة والتحقيق) [الأجوبة: 257]
7 - كلامه عن مختصر أحمد شاكر لتفسير ابن كثير: (الجزء الأول من مختصر ابن كثير أهداه لي الشيخ أحمد محمد شاكر وإن تم الظاهر يصير عليه العمل لأنه زبدة تفسير ابن كثير) [الأجوبة: 286 - 287]
8 - وللشيخ كلام لطيف حول قول الله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق .... ) يرجع له (350 - 355)
9 - ونقل الشيخ لتلميذه الفوائد حول آيتي الدين والوضوء (من سورة المائدة) والتي قيدها في تفسيره مع زيادات يسيرة (ينظر الأجوبة 356 - 370)
والحمد لله رب العالمين ....
¥