تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مناقشة حول " لطيفة للقرطبي" مبشرة ... ولكن ....]

ـ[أنين الحق]ــــــــ[18 Jan 2010, 02:09 ص]ـ

في تفسير القرطبي لقوله تعالى:

{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (النساء 54)

قال:" أم يحسدون محمداً على ما أحل الله له من النساء فيكون المُلك العظيم على هذا أنّه أحل لداود تسعا وتسعين امرأة ولسليمان أكثر من ذلك.

واختار الطبري أن يكون المراد ما أوتيه سليمان من الملك وتحليل النساء.

والمراد تكذيب اليهود والرد عليهم في قولهم: لو كان نبيا ما رغب في كثرة النساء ولشغلته النبوة عن ذلك، فأخبر الله ـ تعالى ـ بما كان لداود وسليمان يوبخهم، فأقرت اليهود أنه اجتمع عند سليمان ألف امرأة ... وعند داود مئة امرأة .... وكان له يومئذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسع نسوة.

ثم قال القرطبي: إن سليمان ـ عليه السلام ـ كان أكثر الأنبياء نساء.

والفائدة في كثرة تزوجه أنه كان له قوة أربعين نبيا، وكل من كان أقوى فهو أكثر نكاحا.

وفرَّع القرطبي على ذلك لطيفة هي:

"أن كل من كان أتقى فشهوته أشد، لأن الذي لا يكون تقيا فإنما ينفرج بالنظر والمس، ألا ترى ما روى في الخبر: (العينان تزنيان واليدان تزنيان) رواه مسلم.

فإذا كان في النظر والمس نوع من قضاء الشهوة قلَّ الجماع، والمتقي لا ينظر ولا يمس فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه فيكون أكثر جماعا.

وقال أبو بكر الوراق: كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع فإنه يصفي القلب، ولهذا كان الأنبياء يفعلون ذلك."

المناقشة:أولا: هل مثل هذه اللطائف تخدش الحياء؟

ثانيا: لو كانت تخدش الحياء فلم قيدها الإمام القرطبي وهو من هو؟

ثالثا: هل هذه يطلق عليها المقوله المشهورة:" ليس كل ما يقرأ يقال" ولماذا؟

رابعا: ما رأيكم في الربط بين اللطيفة والحديث الصحيح؟

رابعا: هل نستطيع فهم هذه اللطيفة على أنها تحمل بشارة للمتدينين أو الملتزمين في شبابهم وحياتهم الغريزية وفي نفس الوقت يستفيق بها الشباب الضائع ويستفيد منها؟

خامسا: إذا كانت هذه حقيقة لها ما بعدها فهل نستطيع نشر مثل هذه اللطائف دعويا؟

سادسا: ما النتائج المترتبة على نشر مثل هذه الفوائد في مجتمعاتنا المحافظة وانعكاسها على تاليها؟

من خلال هذا الطرح يدور النقاش فمرحبا ألف

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jan 2010, 07:11 ص]ـ

المناقشة: أولا: هل مثل هذه اللطائف تخدش الحياء؟

هذه المسائل تصلح للنقاش بين بعض الفئات دون بعض، ومثلها كثير في كتب أهل العلم في الفقه والحديث والتفسير وغيرها من فنون العلم الشرعي. والمنهج منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى جواز نقاش مثل هذه المسائل في حدود الأدب واللياقة وحسن اختيار المكان والمخاطب المناسب. وتدوينها في كتب العلم حرصاً على توثيقها جعلها تقع في يد كل أحد كما تفضلتم. ويبقى دور المعلم والمربي قائماً بحسن التوجيه والبيان لمثل هذه اللطائف وموضعها من العلم. حيث إنها مما يدخل تحت عموم فضل الله الذي آتاه الله آل إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.

ثم إن عبارة (تخدش الحياء) عبارة هلامية، فما يخدش حياء بعضهم قد لا يخدش حياء الآخر بحسب تربيته التي نشأ عليها في بيئته، ولا شك أن كمال الحياء ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وهو القدوة عليه الصلاة والسلام.

ثانيا: لو كانت تخدش الحياء فلم قيدها الإمام القرطبي وهو من هو؟

لو كان يرى أنها مما لا ينبغي ذكره لما قيدها، لكن العلماء استجازوا مثل ذلك في كثير من المسائل ولولا تقييدهم لها لذهب العلم بها، وهي مسألة علمية صحيحة لا مطعن فيها من حيث العلم والتجربة تؤيد ذلك غالباً. ويبقى موضوع إثارتها محل اجتهاد ونقاش. ولا يزال الرجال يتفاخرون بقدرتهم في هذه الأمور ويتندرون فيما بينهم بها، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم محل قدوة في ذلك لمن وفقه الله لحسن الاقتداء والعدل.

ثالثا: هل هذه يطلق عليها المقوله المشهورة:" ليس كل ما يقرأ يقال" ولماذا؟

أوافقك على أن هذه المقولة تنطبق على هذه المسألة، في بعض المواقف. لكن لا بأس بها في موقف علمي مناسب يتدارس فيه ما تدل عليه هذه الآية، وكلام هؤلاء العلماء الأكابر كافٍ للدلالة على قبولها، وهم أكثر ورعاً وأدباً منا.

رابعا: ما رأيكم في الربط بين اللطيفة والحديث الصحيح؟

ربطٌ موفق، فكثرة الإمساس تقل الإحساس. ومن أدمن النظر إلى الحرام قل استمتاعه بالحلال، والكلام في هذا طويل مبسوط في مواضع متفرقة من الكتب، والقصص.

رابعا: هل نستطيع فهم هذه اللطيفة على أنها تحمل بشارة للمتدينين أو الملتزمين في شبابهم وحياتهم الغريزية وفي نفس الوقت يستفيق بها الشباب الضائع ويستفيد منها؟

ألق نظرة على بعض الاستشارات الطبية في عدد من المواقع المتخصصة لترى صدق هذا الفهم، فمن حفظ الله في جوارحه حفظه الله في صحته وشبابه، ومن أرخى العنان لشهواته فقدها حيث يحتاجها، والجزاء من جنس العمل.

خامسا: إذا كانت هذه حقيقة لها ما بعدها فهل نستطيع نشر مثل هذه اللطائف دعويا؟

الحكيم يعرف متى ينتفع بمثل هذه الفوائد، فليست مما يأخذ طابع النشر العام فيما يظهر، وإن كان اطلاع القراء عليها ينفعهم ويذكرهم بأمور لا تنفك حاجتهم إليها، ولن يتوقف عندها إلا القلة.

سادسا: ما النتائج المترتبة على نشر مثل هذه الفوائد في مجتمعاتنا المحافظة وانعكاسها على تاليها؟

من خلال هذا الطرح يدور النقاش فمرحبا ألف

هذه تحتاج أن تقوم بتوزيع استبانات تستطلع من خلالها رأي الجمهور وتخرج بعدها بنتائج علمية عن الأثر المترتب بعد أخذها حظها من الوقت. وهذه مسألة تربوية لها أهلها المعنيون بها.

ونحن نقول مرحباً بك ألف، وجزاك الله خيراً على حسن عرضك لنقاشك، ولعله هو الذي دفعني للمشاركة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير