تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن المتتبع لكلام ابن قتيبة عند تفسيره لآيات القرآن الكريم يظهر له جليا أنه موقر للسلف الصالح، لا يعدل بهم أحدا، ويرى أنهم أصح الناس فهوما وعلوما، وأن قولهم في الكتاب والسنة هو الحق الذي يجب المصير إليه، وتتضح عناية ابن قتيبة بتفسير السلف من خلال أمور كثيرة؛ منها:

1 - يعد ابن قتيبة من أوائل الأئمة الذين اعتنوا بتفسير السلف، و أكثر من النقل عنهم، يقول د مساعد الطيار: " ولا أعرف أحداً من اللغويين سبقه إلى فعل ذلك "، وقد نص ابن قتيبة في مقدمة مصنفاته ك" تأويل مشكل القرآن " و " تفسير غريب القرآن " على اعتماده فيها على تفسير السلف، والمطلع على هذه المصنفات يجد مصداق ذلك.

2 - من مظاهر عناية ابن قتيبة بتفسير السلف أنه كان في كثير من الآيات يقتصر على تفسيرهم ولا يجاوزه إلى غيره، حتى تجده في بعض الآيات يقول: " قد تكلم المفسرون في هذه الآية بما فيه مَقْنَع وغناء عن أن يوضح بغير لفظهم ".

3 - تبين لي أن الإمام ابن قتيبة عندما يطلق لفظ " المفسرين " فإنه يريد به مفسري السلف، وهذا لا شك يدل على عظيم عنايته واحتفائه بتفسيرهم، وأظهر الأدلة على أنه يقصد السلف بوصف المفسرين أنه يمايز دائماً بين المفسرين من أهل اللغة وبين المفسرين من السلف، فيطلق على الأولين " أهل اللغة " أو يذكرهم بأسمائهم، ويقصر وصف المفسرين على السلف.

4 - يلمح القارىء لتفسير ابن قتيبة مظهراً آخر من مظاهر عنايته بتفسير السلف، وهو: التقليل من قيمة المنقول عن غيرالسلف، والتوقف عن بعض التفسير لكونه لم ينقل عنهم، والشواهد كثيرة على هذا.

الوقفة الثانية: لا أتفق مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن حفظه الله فيما ذكره من أن ابن قتيبة يرى أن الأحرف السبعة هي وجوه الاختلاف السبعة بين القراءات، وذلك أن الأوجه السبعة التي ذكرها ابن قتيبة لا تعد قولاً في معنى الأحرف السبعة، فإن ابن قتيبة عنون لها فقال: " وجوه الخلاف في القراءات " ولم يقل الأحرف، وهناك فرق بين القراءات والأحرف، ومن الخطأ تفسير الأحرف بالقراءات.

والإمام ابن قتيبة أراد بهذا بيان أوجه اختلاف القراءات ‘ ثم أوضح بعد ذلك أنواع اختلاف القراءات، يريد بذلك الرد على الزنادقة والملاحدة الذين طعنوا في القرآن الكريم من جهة اختلاف القراءات فيه.

أما رأي ابن قتيبة في معنى الأحرف السبعة؛ فقد أفصح عنه بقوله:

" وقد غلط في تأويل هذا الحديث - حديث الأحرف السبعة - قوم ‘ فقالو: السبعة الأحرف: وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج. وقال آخرون: هي سبع لغات في الكلمة، وقال قوم: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال.

وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل.

وإنما تأويله: نزل على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن، يدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاقرءوا كيف شئتم ".

ثم احتج بحادثة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما.

وهذا يجلي حقيقة اختياره في معنى الأحرف السبعة. أما عَدّ كثير من الباحثين ما ذكره ابن قتيبة من وجوه الاختلاف السبعة في القراءات قولأً له في معنى الأحرف السبعة فله أسباب - لعلي آتي عليها إن شاء الله تعالى في مشاركة قادمة، فقد أثقلت كثيرأ في مشاركتي الأولى - وجيهة.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:46 ص]ـ

كلام ابن قتيبة رحمه الله تعالى ظاهر المعنى، ولا يخلو من حالين:

أولهما: أن يكون على القراءة، وهو ظاهر اللفظ الذي نقله الشيخ عبد الرحمن حفظه الله تعالى وأوضحه وتابعه عليه الشيخ عدنان ..

ثانيهما: أن يكون معناه أنه ليس لنا أن نفسر كلام الله تعالى، وعلى هذا فهو مردود بإجماع علماء الأمة في كل عصر على تفسيره، والتعبير عن معانيه، والجمع بين ما ظاهره التعارض منه، ونحو ذلك من أوجه التفسير.

والله تعالى أعلم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Dec 2009, 05:05 م]ـ

الوقفة الثانية: لا أتفق مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن حفظه الله فيما ذكره من أن ابن قتيبة يرى أن الأحرف السبعة هي وجوه الاختلاف السبعة بين القراءات، وذلك أن الأوجه السبعة التي ذكرها ابن قتيبة لا تعد قولاً في معنى الأحرف السبعة، فإن ابن قتيبة عنون لها فقال: " وجوه الخلاف في القراءات " ولم يقل الأحرف، وهناك فرق بين القراءات والأحرف، ومن الخطأ تفسير الأحرف بالقراءات.

والإمام ابن قتيبة أراد بهذا بيان أوجه اختلاف القراءات ‘ ثم أوضح بعد ذلك أنواع اختلاف القراءات، يريد بذلك الرد على الزنادقة والملاحدة الذين طعنوا في القرآن الكريم من جهة اختلاف القراءات فيه.

أما رأي ابن قتيبة في معنى الأحرف السبعة؛ فقد أفصح عنه بقوله:

" وقد غلط في تأويل هذا الحديث - حديث الأحرف السبعة - قوم ‘ فقالو: السبعة الأحرف: وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج. وقال آخرون: هي سبع لغات في الكلمة، وقال قوم: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال.

وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل.

وإنما تأويله: نزل على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن، يدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاقرءوا كيف شئتم ".

ثم احتج بحادثة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما.

وهذا يجلي حقيقة اختياره في معنى الأحرف السبعة. أما عَدّ كثير من الباحثين ما ذكره ابن قتيبة من وجوه الاختلاف السبعة في القراءات قولأً له في معنى الأحرف السبعة فله أسباب - لعلي آتي عليها إن شاء الله تعالى في مشاركة قادمة، فقد أثقلت كثيرأ في مشاركتي الأولى - وجيهة.

بارك الله فيكم أخي العزيز ونفع بعلمكم، وأشكرك على هذا التصحيح والتصويب جزاك الله خيراً، وفي انتظار بقية إفادتك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير