(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)) سورة آل عمران
وتربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مستقاة من القرآن حيث حثهم على الصبر ووعدهم بالنصر وقد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة وقد يكون فيهما معاً.
بايعه الأنصار على بذل المال والنفس وسألوه: ما لنا؟ قال: لكم الجنة.
وجاء السابقون من المهاجرين فقالوا:
أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.
وهنا نلاحظ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصبر وفي نفس الوقت يبعث الأمل في النفوس.
وهذا أمر قد استقر في نفوس أهل الإيمان وهو نتاج التوجيهات القرآنية:
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)) سورة التوبة
فلاشك في أن الأصل هو أن يعمل للمؤمن للآخرة وهذا الذي يجب أن يتربى عليه المؤمن:
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)) سورة الإسراء
والنصر حاصل لأهل الإيمان في جميع الأحوال وإن فاتت الدنيا وحصل فيها ما حصل من البلاء:
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) سورة غافر (51)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:30 ص]ـ
إن المؤمن إذا دخل في أي معركة وهو مخلص لله تعالى فهو منتصر لا محالة؛ لأنه قد ينتصر بالتمكين له في الأرض، وقد ينتصر بالشهادة في سبيل الله تعالى، وربما كان النصر باستشهاده والتمكين للمؤمنين من بعده، وكل أوجه النصر هذه ثابتة ..
ولذلك فإن تنبيهك في محله، فيجب أن يبين للجميع حقيقة النصر، وما أحوج الأمة في هذا الزمن لفقه مسألة النصر، ومدارسة معانيه.
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 09:37 ص]ـ
قال تعالى {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيما}
جاء في التفسير الميسر:
(وكان ذلك الجزاء عند الله نجاة من كل غم، وظفراً بكل مطلوب)