ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Jan 2010, 07:51 ص]ـ
ونسيت أن أضيف ما يخص الخضر عليه السلام.
قال تعالى:
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} (الكهف:66)
ورشدا: أي صوابا أرشد به، وكما هو وضح فإن الرشد عكس السفه والحمق، وقد نفذ الخضر عليه السلام طلب موسى عليه السلام، فأتى بمعاصي في وجهة نظر موسى عليه السلام، ولكنها لم تكن بجهالة بل تنفيذا لأوامر الله تعالى، قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام:
{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} (الكهف:82).
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jan 2010, 04:56 م]ـ
الناس في ارتكاب المعاصي نوعان:
النوع الأول: هو ذلك المراقب لله في عمله الحافظ لحدوده ولكن قد تزل به القدم تحت ضغط الشهوة أو الغضب أو غيرها من دوافع الوقوع في المعصية ولكنه سرعان ما يفيق أو يَذَّكَّر إذا ذُكِّر، وهذا النوع هو المقصود في الآية (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) سورة النساء (17)
وفي قول الله تعالى:
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (135)
والنوع الثاني: ذلك الذي لا يتورع عن السيئات ولا يردعه تذكير ولا ترغيب ولا ترهيب فهذا النوع مصر على أعماله المشينة عن سابق قصد وتصور لما يفعل، وهذا في الغالب من أهل النفاق الذين لا يرجون الله واليوم الآخر أو من الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم وإنما هم مسلمون بحكم التنشئة، وهؤلاء هم الذين لا تسعفهم توبتهم حين يعاينون الموت وهم المعنيون في قوله تعالى:
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) سورة النساء (18)
وبهذا يظهر الفرق بين من يعمل السوء بجهالة وبين غيره وهو المصر على المعصية إما استحلالا لها أو لعدم الاكتراث لعواقبها.
وكلام بن عباس رضي الله عنه صحيح لأن المؤاخذة لا تكون إلا بعد العلم فمرتكب المعصية الجاهل بأنها معصية لا يدخل تحت معنى الآية، ولكنه ذلك العالم بالحكم ولكن غلبته شهوته أو غضبه فوقع في الزلل وهذا هو المقصود بالجهالة وهو الانسياق وراء دوافع الشهوة أو الغضب أو الحسد أو الكره أو العناد.
وبهذا لا أرى إشكالا في الآية ولله الحمد والمنة.
هذا والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.