تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(6) استعداده للعلم وحبه له وتمكنه {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].

(7) شفقته على الضعفاء وتواضعه مع جلال قدره، وعلو منصبه، فقد خاطب الفتيين السجينين فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39]. وحادثهما في أمور دينهما ودنياهما بقوله: {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ} [يوسف: 37]. وقال تعالى: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [يوسف: 37].

(8) العفو عند المقدرة {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92].

(9) إكرام العشرة {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} [يوسف: 93].

(10) قوة الفصاحة والبيان بتفسير رؤيا الملك، واقتداره على الأخذ بأفئدة الراعي والرعية والسوقة، ما كان هذا إلا بالفصاحة المبنية على الحكمة والعلم: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54].

الدروس المستفادة من الجانب التنفيذي والمتابعة.

إن حسن التنفيذ والمتابعة الحثيثة للمشروع الإصلاحي الذي تولاه يوسف –عليه السلام -كان له الأثر الكبير على المستوى القطري وعلى مستوى المنطقة ككل. إن خيرية المشروع الإصلاحي ليوسف – عليه السلام - تعدت مصر، فلقد ساعد الدول المجاورة في فترة القحط، فعندما أصاب منطقة (فلسطين) القحط ذهب الناس إلى مصر طلبًا للمساعدة، وكان من بينهم إخوة يوسف – عليه السلام -، قال تعالى: {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ * قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ * وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [يوسف: 58 - 62].

كما أن الحوار الذي دار بين يوسف – عليه السلام - وإخوته في هذه الآيات، يدل على المتابعة الدقيقة للتنفيذ من قبل القيادة على سير العمل.

إن في القرآن الكريم مشاريعَ إصلاحية كثيرة تحتاج لدراسة واستخراج العبر والدروس والسنن منها.

ومما تم ذكره تظهر الأهمية الكبرى للأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة للأخوة القائمين على المشاريع الإصلاحية، ومن هنا فإن الجانب الأخلاقي التربوي على قدر كبير من الأهمية، فهو الدين والدنيا. فبقدر تمسك الأمة بالأخلاق وازدياد فضائلها، يكون الازدهار والرقي والتقدم. وصدق الشاعر حين قال:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

المصدر: صحيفة ليبيا اليوم، بتاريخ 14/ 11/2009م.

http://www.islamstory.com/article_print.php?id=6749

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير