الأخ جايد زيدان مخلف، إذ يبدو أنه تنقصه وثيقة التخرج التي فيها المعدل العام، والحق أنهم لو تساهلوا لقبلوا الملف لأن فيه وثيقة الدرجات كاملة، وعليه لابد من إبلاغه إن شاء الله بذلك. زرت أيضا السيد ناطق صالح مطلوب ومعه السيد محمد أحمد محمود، وأعربت عن استعدادي لأي طلب. وقعت لي مشكلة صغيرة وهي أنه حضر بالأمس إلى الفندق رجل اسمه (مُهَنَّا) فهمت أنه يدرس في إحدى كليات طب القاهرة، وهو من العراق وأبوه معاون مدير تربية بغداد – الكرخ، جاء إلى محمد الكبيسي يطلب نقوداً على أساس أن نقوده قد نفدت، فاعتذر محمد بأنه ليس لديه إلا ما يكفيه، وطلب مني أن أقرضه أنا هنا جنيهات وآخذ مقابلها دنانير من أهله في بغداد، والحق أني لم أكن حازماً من أول الأمر، وأخيراً كنت اليوم صريحاً معهما في عدم تمكني من إقراض أي مبلغ، لعدم وجود أي ضمان في المسألة، وخشية من الوقوع في عملية احتيال!!
الوصول إلى بغداد
الجمعة 31 آب 1973م = 3 شعبان 1393هـ
كنت حتى الظهر غير مطمئن إلى سفري اليوم، مررت في الصباح إلى مكتب الخطوط الجوية العراقية للتأكد من الأمر، وموعد الطائرة، ودفعت لصاحب الفندق حسابه حوالي (8 جنيهات) وغادرت الفندق حوالي الحادية عشرة، دخلت المطار من باب المغادرين، الحق أن مطار القاهرة أكثر تنظيماً من مطار بغداد أو انه أضخم منه، وإذا المسافرون يزدحمون أمام القطعة المكتوب عليها الخطوط الجوية العراقية في داخل المبنى، حقائب أضعاف عدد المسافرين، هناك واحد اسمه فائق من تكريت تعرفت عليه في مصر قريباً كلفني أن أحمل في يدي شيئاً مما حملوه من مصر حتى يخف الوزن، كانت لدي بعض الجنيهات المصرية، قلت أحولها إلى دنانير عراقية فإذا الأمر ما إليه سبيل إذ إن التحويل لا يكون إلا بالعملة الصعبة، قلت أحولها إلى باونات إسترلينية فإذا الأحد عشر تصير سبعة، تجاوزت مرحلة وزن الحقائب وتأشير الجواز، ودخلت قاعة الانتظار، والناس قد اشتروا من الهدايا ما تعجز عن حمله الإبل، قلت: وأنا لم اشتر شيئاً للأهل من مصر، وركبنا في الطائرة العراقية نوع (ترايدنت) جميلة بحفظ الله وتيسيره، وجلست في آخر مقعد من عند النافذة لكن مؤخرة جناح الطائرة كانت تحجب عني الأرض إلا قليلاً، رغم ذلك تمتعت بالنظر إلى سطح الأرض .. من بحر إلى جبل إلى سهل، والغريب الذي لاحظته أن القائمين على أمر الطائرة يقومون ببيع بعض الأشياء في داخل الطائرة، وأكثر المواد رغبة من قبل المسافرين هو الخمر، نعوذ بالله، فإن الطائرة محملة بالخمر، فما ظنك بقوم هذا همهم وهذه رغبتهم، طارت الطائرة، ووصلنا بغداد، والحمد لله، ونزلنا إلى ساحة المطار، فلفحنا شيء من حر الصيف، وشعرت بحرارة الجو مما لم نعهده في القاهرة، نزلت عند بيت العم مصطفى، وكان وصولي مفاجأة لهم!
نُشرتْ يوم الجمعة 29/ 1/1431هـ
** ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثانية) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18581)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Jan 2010, 02:47 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل د. غانم على مشاركتنا هذه الذكريات التي حركت في ذاكرتي أشياء كثيرة مشابهة فكلنا اغتربنا عن الأهل والوطن والذي يجمعنا في هذه المرحلة كثير مع اختلاف وجهات السفر.
بانتظار المراحل المقبلة لكم الشكر ولمشرفنا الفاضل د. عبد الرحمن الشكر الجزيل لإتاحة هذه الفرصة لنا للتعرف على شخصكم الكريم أكثر.
وفقكم الله تعالى لكل خير ونفع بكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jan 2010, 05:36 م]ـ
ذكريات جميلة جدًا، والحمد لله الذي وفقك لكتابة هذه الذكريات، وسنتابع بشوق هذه الذكريات، وشكر الله للدكتور عبد الرحمن هذه المبادرة في تقديم هذه الذكريات.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jan 2010, 06:12 م]ـ
استمتعت بقراءة الحلقة الأولى من هذه الذكريات الماتعة , فشكر الله للدكتور/ عبد الرحمن الشهري على تشجيعه للدكتور/ غانم قدوري الحمد , على نشر هذه الذكريات , وشكر الله للدكتور غانم استجابته الكريمة أسأل الله أن يجزيكما خير الجزاء وأن يكتب لكما أجر من ينتفع بها.
وفي انتظار البقية.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jan 2010, 06:33 م]ـ
غانم قدوري:" الحمد كنت أمشي وحيداً ورجلي تغطس في الرمل الذي طحنته عجلات المكائن والسيارات، أود لو أني أسير في باطن الأرض لأتخلص من ذلك اللهب المحرق الذي تغدقه الشمس على وجه الأرض، .... وأنا أسير إلى مخزن مشروع أبنية تكريت لأقضي آخر ساعة في العمل ثم أذهب بعدها إلى حيث يشاء الله
قلت: صدق القائلون في قولهم:" إن البداية المحرقة تثمر نهاية مشرقة "
" وكم من محنة حملت منحة".
هات ما عندك يا عالمنا الجليل فكلنا شوق لأخذ المزيد من عطاء العلماء.
الشكر الجزيل لأخينا المكرم الدكتور عبد الرحمن حفظه الله.
¥