تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صباح اليوم أعلن ناطق مصري أن العدو استغل وقف إطلاق النار وحاول توسيع الأرض التي يحتلها، وخاصة غرب القناة، وعُدَّ ذلك خرقاً لوقف إطلاق النار، مما اضطر القوات المصرية للرد على العدو، وأعلن أن معارك عنيفة براً وجواً تدور طوال اليوم في الجبهة المصرية، فيما استمر القتال على الجبهة السورية، رغم أن إعلان وقف إطلاق النار قد غَيَّرَ إستراتيجية الحرب، ولم تعلن سوريا موافقتها على قرار مجلس الأمن، وعلى هذا تجدد القتال اليوم، كما كان في الأيام السابقة، ويبدو أن موقف القوات العربية المحاربة صار حرجاً، والله أعلم .. والحقيقة ستتبين!

توقف الحرب بدون نصر

الأربعاء 24 تشرين الأول 1973م = 28 رمضان 1393هـ

يبدو أن الآمال التي علقتها الشعوب العربية على حرب 6 تشرين قد تبددت الآن في هذا اليوم بالضبط حين وافقت سوريا فجر اليوم على وقف إطلاق النار ومصر قد وافقت من قبل، وقد ذكرت الأخبار اليوم أن القتال على جبهة سوريا كان هادئا إلا من طلقات متفرقة، أما في جبهة مصر فإن اليهود قد نكثوا العهد أو أنهم وفوا لأخلاقهم فقد ذكر راديو القاهرة أن جيش اليهود قد استغل وقف إطلاق النار وراح يستولي على الأراضي غرب قناة السويس ويهاجم الأهداف المدنية من الجو، وذُكِرَ أن جيش العدو يزحف نحو مدينة السويس إلا أن قوات الجيش المصري والجيش الشعبي قامت بصد هجوم العدو وتكبيده خسائر فادحة وأن القوات العربية تقوم بهجوم معاكس مكبدة العدو خسائر، وقد بدت حراجة موقف مصر العسكري اليوم حينما وجه أنور السادات خطابين مفتوحين إلى ليونيد برجنيف سكرتير الحزب الشيوعي (رئيس الاتحاد السوفيتي) ونكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال قواتهما لضبط وقف إطلاق النار، فلولا أن موقف مصر العسكري على وشك الانهيار لما طلب السادات ذلك ولاستمر الجيش العربي بالقتال مادام الموقف إلى جانبه، ويبدو أن الجيش المصري في سيناء هو الآخر في ضائقة ولا ندري ما تخبئ الأيام القادمة للعرب بعد هذه الأحداث الداميات التي قد تذهب سدى ونرضى بالاستسلام لشروط إسرائيل، ومن يسمع إذاعة العدو وهي تتحدث عن انتصارات مزعومة وعن فرض الحل السلمي على العرب فكأنما صب على نفسه البنزين وأشعل النار في أحشائه، كنا نتطلع نحن هنا ولا حل لنا ولا عقد إلا من إرسال إخوتنا إلى جبهات القتال طعاماً للمدافع والقنابل كنا نتطلع أننا سندفع الثمن لآخر مرة، وأن هذا الذي يسمى بالعدو الصهيوني سينتهي أمره شر نهاية، وأن العرب سيفرضون الحل الذي يناسب آمال شعوبهم والشعب الفلسطيني، كنا نحسب أن جيش إسرائيل سينهار بعد هذه الحرب الطاحنة فإذا به يصمد بفضل الإمدادات الهائلة التي أخذت ترمي بها أمريكا على العدو، مئات الطائرات تهبط دفعة واحدة محملة بالدبابات والعتاد منذ الأيام الأولى للحرب وإلى الآن، العرب لم ينهزموا تماماً لكن قبولهم بوقف إطلاق النار دون ضمانات هو الهزيمة.

العودة للقراءة

الأحد 28 تشرين الأول 1973م = 2 شوال 1393هـ

منذ أن عدت من القاهرة ألزمت نفسي قراءة الكتب التي تبحث في اللغة العربية: النحو خاصة من علومها، كنت أذهب إلى مكتبة بيجي العامة لأتابع ما فيها من كتب العربية، لدينا في مكتبتنا الخاصة من كتب العربية مالا أجده في مكتبة بيجي العامة، على كل حال كان المنهج الدراسي الذي اتبعته يمضي قدماً حتى قَرُبَ شهر رمضان أو حَلَّ، فشعرت أنني لا أستطيع أن أمضي في الدراسة بتلك الهمة التي أجدها في أيام الفطر، ولا أستطيع أن أحقق نفس النتائج، فتساهلت في الدراسة، ساعة أو ساعتين في اليوم، كان الأمر كذلك في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وجاء العاشر من رمضان وجاء نذير الحرب فتعلقت قلوبنا بأنباء الحرب، وساحت أبصارها تتأمل نتائجها، ونقلب النظر فيما سيكون عليه حال أمتنا بعد حين من الزمان، وانفعلنا مع تصاعد الحرب وحَزِنَّا لإراقة الدم العربي وصبرنا أملاً بالنصر، وكنت منذ العاشر من رمضان لا أكاد أفتح كتاباً ولا أقرأ شيئاً، ولا أتصفح الجريدة، كنت متعلقاً بسماع أخبار الحرب من الراديو ليل نهار، كنت قد حافظت فقط على قراءة القرآن والحمد لله .. وتقدمت الأيام ومشاعرنا تتقد من لهيب المعارك التي لَوَّنَتِ السماء بلون أحمر، وخابت الآمال عندما بَعُدَ النصر،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير