لي رأي قد يختلف عن الآراء التي عرضها أخوتي الأفاضل.
في كلام العرب الحي ما يغني عن الألسنة البائدة.
ولا دلالة في أن (بعل بك) [وهي تكتب وتنطق ممزوجة] تعني مدينة بعل، وذلك لأن اللغات السامية لا تختلف عن العربية في الإضافة؛ فلو كانت بعلبك تعني بلد بعل، لكانت ترجمتها المباشرة: (بعل بلد)، ولا داعيَ لتغيير التركيب؛ لأنها كلها ساميات.
وهل ثم دليل على أن إلياس إرسل إلى أهل بعلبك، وهل بعل كان فيها أم في مدينة صور الفينيقية؟.
وليس في كلام العرب ما يدل على أن لفظ بكة تعني: البلد .. بحسب المعجمات العربية والتفاسير، ولم نسمع أن العرب حتى الآن تقول: كلمة (بك) لبلد أو قرية أو مدينة ونحوها. ولم ترد (بكة) في كتب المعرَّب الواقع في القرآن.
خلاصة ما نقله ابن جرير وغيره أن (بكة) هي المسجد وأن (مكة) هي البيوت المحيطة بها. وأن بكة (البقعة) سميت بذلك لأنها موطن ازحام الناس ومطافهم وتصادمهم.
وذكرُ (بكة) في آل عمران دون (مكة) فيه دلالة على أن الكلام عن البقعة التي هي أصل المسجد، وذكر مكة بالميم في الفتح لأن الكلام على سكان بطن مكة (قريش) المظفور بهم المكفوف عنهم.
ولو قال في آل عمران: (مكة) لكان جعل البيت في غير محله أو فيما هو أكثر من محله؛ بدليل أن مكة مساجد أخرى غير المسجد الحرام، ولو قال في الفتح: (بكة) لجعل قريشاً في موضع البيت، وليس ذلك هو المقصود حتماً!. ومن هنا كانت الدقة.
والكلام عن أولية البيت الحرام الذي وضع للناس في (بكة) متأت من الآية بكمالها، وليس من اللفظ وحده؛ أنه لفظ قديم .. فهو قديم على كل حال.
وأورد ابن جرير أيضاً أن العرب كانوا يسمون المزدحم بكة.
وأما حمل باء بكة أو ميم مكة على أن إحداهما مبدلة من الأخرى فلا حجة فيه، لأنهما كلاهما وردا في القرآن؛ فأيهما مبدلة من الأخرى؟.
والله أعلم.
بارك الله فيك شيخ عصام ,,,,
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Jan 2010, 01:52 ص]ـ
...
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Jan 2010, 02:24 ص]ـ
3. ما قاله الأخ عصام في اللغات السامية نقبله منه إذا كان جازماً بالمعلومة. ولكن إذا علمنا أن بعل أيضاً بمعنى سيد فيصح أن يكون المعنى (سيد بلد)
تقديم المضاف على المضاف إليه من سمات الساميات كما أن العكس من سمات الهندوأوربيات ..
ولإبعاد أن (بكّ) تعني بلد في مقابل أن (بكة) تعني بلدة = نرى ما يأتي.
في معجم البلدان لياقوت 1/ 455 أن مدينة بعلبك بناها اليونان وجعلوا فيها هيكلاً عظيماً يعظمون فيه صنماً عظيماً عندهم (بعل).
وفي معجم الحضارات السامية لهنزي س عبودي ص 229 وما بعدها، أن بعلاً اسم مشترك للإله في السامية القديمة .. وأن هناك ملوكاً في الشام كانوا يتسمون باسم بعل، ومنهم بعل الأول ت669ق م، وبعل اوتسور ت919ق م الذي عاصر النبيء سليمان عليه السلام، وغيرهما كثيرون.
وذكر المعجم، وهذا الأهم، أن بعلبك تعني في الأصل (بعل البقاع): ( baal bekaa)، وهذا يبين أن الكلمة الحالية مأخوذة من أصل آخر، واشتهرت على ذلك منذ القديم.
وجاءت في شعر عمرو بن كلثوم:
وكأس قد شربت ببعلبكٍّ ..
وهي تدخل عند النحويين في باب الأسماء المركبة تركيب مزج لفظاً وخطاً كحضرموت ومعديكرب وسيبويه .. ولا يشيرون إلى أنها معرّبة .. ولا كذلك (بكة) .. فهي معلومة الأصل ..
والغريب أن أن الفيروزآبادي في القاموس أحال بعلبك من (بعل) إلى (بكك) ثم أضرب عنها صفحاً ..
وأشار الأزهري في التهذيب إلى أنهما اسمان جُعلا اسماً واحداً لمدينة بالشام، والنسبة إليها بعلي أو بكّي.
وحكى ابن جرير وأبو حيان ما يعزز أن ملوك الشام في عهد النبيء إلياس عليه السلام كانوا يعبدون الأوثان (البعول) آلهةً من دون الله، وأن قومه من بني إسرائيل قد دعوا منها بعلاً وعبدوه من دون الله .. فدعاهم نبيئهم إلياس إلى عبادة الله تعالى وحده وهو أحسن الخالقين إلخ.
وحكيا أن (بعل) لغة يمانية تعني رباً، والعلاقة اللغوية بين اليمن والشام قديمة مشهورة.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Jan 2010, 12:32 ص]ـ
حياكم الله
لي رأي قد يختلف عن الآراء التي عرضها أخوتي الأفاضل.
في كلام العرب الحي ما يغني عن الألسنة البائدة.
¥