5 - أن كل من علم علما تاما جازما بأن فعل شيء يضره ضررا راجحا ولم يفعله فإن هذا خاصة العقل فإن نفسه تنصرف عما يعلم رجحان ضرره بالطبع (أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا ... ) فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظن أنها مصلحة ...
6 - أن لذات الذنوب لا نسبة لها لما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإن لذاتها سريعة الإنقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك
ومن هنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها ..
7 - أن المقدم على موافقة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به فظن أنه تحصل لذته العاجلة ورجى أن يتخلص من تبعته بسبب من الأسباب ولو بالعفو بالمجر فينال به لذة ولا يلحقه به مضرة وهذا من أعظم الجهل ...
انتهى مختصرا ...
أنصح كل طالب علم وكل مهتم بالتفسير الإعتناء بهذه الرسالة القيمة الفذة فهي مليئة بالفوائد والنقول الحسنة، ونسأل الله أن يحيينا طلبة علم وأن يميتنا طلبة علم وأن يحشرنا مع العلماء والربانيين والأنبياء وحسن أولئك رفيقا ...
ومن باب الإستطراد والخروج عن المقصود لما فيه فائدة تحضرني قصة الإمام أحمد مع أبي يوسف رحمهما الله تعالى، لما كانا ينتظران الإمتحان في فتنة خلق القرآن!! فإذا بأحمد يقول لأبي يوسف: هات ما عندك في المسح على الخفين!! فقال أبو يوسف: الآن ونحن في هذه المحنة؟ فقال أحمد: أريد أن ألقى الله وأنا طالب علم ....
ولا تخفاكم قصة بقي بن مخلد في رحلته إلى أحمد، وما فيها من صبر وهمة عالية ..
فرحم الله علماءنا، وجدير بنا نحن طلبة التفسير ودارسيه أن نكون من أولئك الربانيين أو أن نسلك طريقهم، ومن أمتع ما يبشر به الطالب في سبيل طلبه ما صح عن أبي الدرداء رضي الله عنه: العالم والمتعلم في الأجر سواء ...
فهذه من بركات العلم وفوائده وحقا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ...
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل
حرر في يوم الأربعاء الساعة 12:44 صباحا
والله الموفق
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[03 Feb 2010, 09:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك قد اشعلت بي همة وحسرة على تفريطي اين نحن عن هذا
قد اطمعتني ان اسالك المزيد