تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أكثر مني، فهو موظف مجاز دراسياً، ويتقاضى راتبه كاملاً، وأنا طالب أدرس على نفقتي الخاصة، ومن ثم أسعى إلى ضغط النفقات، ولذلك أجدني مقتنعاً بالسكن في المنيرة رغم ما فيها من مضايقات محتملة، ولكن ذلك سيخلصني من مشاكل ويوفر لي وقتاً وجهوداً.

مناقشة رسالة ماجستير

الأحد 23 كانون الأول 1973م = 29 ذو القعدة 1393هـ

كأنني أدور في فراغ ليس له حدود، ولكن الضجيج المتطاير شرره حولي يوقظني كل حين من سِنَةٍ تداعبني وأنا أسير، حقا كنت عصر هذا اليوم أحمل هموماً، وأنا في داخلي حزين، لأسباب تناسيها خير من الاسترسال في نسجها ربما من الخيال، تذكرت أن السيد ناطق صالح مطلوب كانت مناقشة رسالته قد تأجلت إلى هذا اليوم من الأحد الماضي، وهو ممن أعرفه من أهل بيجي وكصديق وابن شيخنا صالح المطلوب، قلت أحضرها وهو الذي أكد على ذلك من قبل، وتم نصاب المناقشة حضر ثلاثة من الأساتذة الذين سيناقشون، وإذا بالدكتور محمد عبد الهادي شعيرة أحدهم، وهو ذلك الشيخ المنهك الذي ناقش محمد فضيل في الصيف، وحضر الطالب، وحضر المشاهدون بحدود العشرين أكثرهم من العراق ممن يدرس هنا أو يعمل، كنت حريصاً على هذه الساعات التي ستذهب هدراً ولكنها لن تخلو من فائدة وبدأت الجلسة بكلمة رئيس اللجنة د. شعيرة وهو الذي لا يكاد يبين من الهرم، وأخذ الطالب في عرض رسالته من ورقات يقرأ فيها، فإذا هو يكاد يُضْحِكُ الآخرين، لا بل قد زرع الابتسامة وانشقت أشداقهم عنها، فإنه يقرأ كقراءة من لا علم له سابق باللغة أو أنه دخيل على العربية يرفع الاسم بعد حروف الجر ويجر الفاعل ويُحَرِّفُ الكلم، وقد نعس الحاضرون لذلك، لولا ما كان من لحن غريب يتردد في قراءته أحياناً فيوقظهم ليثير الابتسامات، وانتهى الطالب من عرض الملخص، وأخذ الأساتذة يناقشون، وبعضهم ركز على الناحية اللغوية، وهي ثغرة بل فجوة كبيرة في البحث والباحث، وإذا بالطالب لا يستطيع أن يتكلم العربية الفصيحة، وإذا به يناقش بالعامية المصرية وهو لا شك يُحَرِّفُ في أصواتها، ورفعت الجلسة وتقدم المصافحون، ودخلت اللجنة في جلسة مغلقة دُعِيَ بعدها الحشد ليقرأ عليهم القرار اجتمعت وناقشت وقررت أن البحث صالح، وأنها قد منحت الطالب شهادة الماجستير في التأريخ الإسلامي بدرجة ممتاز، وعلا التصفيق وأُقْفِلَتْ مسجلات الصوت وجاء دور (القبل والتقبيل) وانسدل الستار على المسرحية، الحق أني فرحت للنتيجة التي حصل عليها ناطق، ولكن الذي ظل يحز في نفسي لغته المريضة التي تحط من قدراته العلمية.

ازدياد قناعتي بتغيير السكن

الاثنين 24 كانون الأول 1973م = 30 ذو القعدة 1393هـ

أصبح أمر استمراري في السكن مع الأخ خليل مشكوكاً فيه، وأنا حريص على ذلك، ولكن الظروف ومتطلبات الدراسة هي التي ستفصل الموقف، المصاعب الجمة التي أجابهها في الوصول إلى الكلية أو إلى المكتبة أخذت تضايقني كثيراً، وعلى هذا صرت أحبذ السكن في مكان قريب من الكلية، لاسيما أن مكتبة معهد الدراسات والبحوث العربية قريبة من الكلية جداً، وهي غنية بالكتب اللغوية، وهنا مسألة خطيرة أيضاً وهي ازدياد المصروفات، سألني أمس عبد الستار العبدلي، أحد الطلاب الذين درسوا في الموصل قسم التأريخ وهو يدرس الآن ماجستير سنة ثانية – سألني عن إيجار الشقة التي نسكنها فأخبرته فَبُهِتَ وتَسَمَّرَ وعَجِبَ، هو وآخر يسكنون في مصر الجديدة في روكسي في شقة بخمسة عشر جنيهاً، إلا أنها ليس فيها ثلاجة ولا سخان، المهم أن المصروفات لن تقف عند حد كما يبدو، وقد اقترحت على الأخ خليل أن ننتقل إلى مكان أقرب، ولكنه رفض ذلك وكررت أمس الحديث عن الموضوع وإذا به هذه المرة يقول: بأنه ليس لديه مانع من خروجي من الشقة، وأن أسكن في أي مكان أشاء، على كل حال هو لديه رأي ولا يريد أن يتحول، ولكن تبقى مسألة وهي أنني قد أصبحت شريكاً وطرفاً في تعاقد الإيجار، وإذا ما خرجت أنا فسوف يصبح عبء الإيجار عليه كله، وهذه مسألة أنا غير مرتاح منها، وأخيراً بدأت أفكر بغض النظر عن كل الظروف في الطريقة التي أستطيع أن أعيش فيها قريباً من المكتبة والكلية، مرة أقول أؤجر شقة في المنطقة، ولكن لم أجد الشقة المناسبة حين بحثت أمس عن الشقة، وربما وجدت شقة ولكنها ستكون مرتفعة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير