ولعلي أحاول أن أرفع رؤيتي أو خاطرتي إلى الإخوة الأفاضل الذين يسعدهم أن تتلاقى الأفكار وأن تُقوّم وتصحح وتناقش من غير تدابر ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد، ونورهم من مشكاة واحدة، ومأخذهم من مأدبة واحدة، وهي مأدبة القرآن!.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
(1) القرآن كلام صادق .. ومن صدقه أنه لا يتعارض مع ما في الكون إذا رأينا أن الكون كله هو صورة لخلق الله تعالى، وأن القرآن كان في كثير من آياته يحيل الأنظار إلى بديع الخلق وجماله وحسنه.
ويؤيد هذا أن الله تعالى قد نبّه الإنسان المغرور بأنه مركب من صورة حسية باهرة العظمة والجمال والقوامة قال تعالى:
(يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك)
وقال تعالى:
(ولقد خلقناكم ثم صورناكم) ..
وينجر الكلام إلى أن تصوير الله للخليقة هو أفضل تصوير وأصدقه .. وأن الذي يجاري خلق الله تعالى في تصويره إنما هو مخادع أو مخدوع .. لأنه لن يبلغ مدى بديع صنع الله.
(2) الصورة والكلمة متكاملتان لا متضادتان، ولذلك خلق الله تعالى للإنسان عينين وأذنين، فأي تفضيل لإحدى الحاستين على الأخرى ما هو إلا تعطيل للمفضول منهما أو تأخير أو تحقير .. وليس هذا مطلوباً ولا مقصوداً.
القرآن كتاب مقروء مسموع، هو قول الله تعالى .. كما أن الكون كتاب منظور، وهو فعل الله تعالى. ولا ينقضي العجب من التناظر المطلق بين قول الله في القرآن وبين فعل الله في الكون ..
الكلمات المسموعة لله والفعل المنظور لله .. فكيف تفاضل بين ما كان في الحقيقة من الله وإلى الله .. إلا إذا كان ذلك في شرعة من عمي عن هذه المآخذ.
وإذا اشتدت المماحكة فإن الكلمة هي الأولى بالتقديم والاختيار، فإن الإنسان إذا فقد حبيبتيه لم يفقد عقله بخلاف الأصم الذي يعجز عقله عن إدراك خفايا الحياة التي لا تفهم إلا بالكلام .. (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
وقد يغالي بعض الناظرين فيقول:
خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به .. في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل.
باعتبار أن زحلَ كوكب لا يراه إلا خواص الراصدين، فهو يسمع به ولا يراه مثلهم!.
(3) القرآن لم ينزل في قرطاس من السماء .. بل نزل على رسول كريم .. كان هذا الرسول صورة حية حقيقية للقرآن، وكذلك صحابته الكرام ..
وصفته أمنا الطاهرة الصديقة عائشة بنت أبي بكر مثنية على خلقه في أوجز بيان وأصدق تصوير قالت رضي الله عنها:
"كان خلقه القرآن"
وهو وصف كريم منها تتناغم فيه الكلمة (القرآن) والصورة (الإسوة) معاً إلى ما لا حد لحسنه وتناظره.
وفي الحياة صور تكون أبلغ من كلمات .. وكلمات تكون أبلغ من صور.
ـ[ريم]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:03 م]ـ
هناك مثل يقول بما معناه: صورة واحدة بألف كلمة
و عن نفسي فالصورة و الملفات المرئية تترك في نفسي عميق الأثر و أستحضرها كثيراً و بسرعة على خلاف المحاضرات الطويلة و المقالات العميقة _ على أهميتها _أضرب مثالاً لذلك و ليكن عن الصدقة:
الفيديو كليب الذي ينشده سمير البشيري و عنوانه (تَصَدّقْ) عندما يُصوّر فيه رجل يدخل مسجداً تم إيقاف بنائه و يستفسر عن ذلك فيعلم أن السبب هو ضعف الإمكانات المادية فيبادر إلى تقديم العون ثم تتم مواصلة المشروع و يكتمل بناء المسجد
و عندما يزور داراً للأيتام فيقدم لهم ما تتبتهج به نفوسهم و يتم تصوير حال الحزن التي كانوا فيها و كيف آلت إلى الفرح و البهجة في مشاهد قصيرة للغاية لاتتعد الثواني لاشك له أن كثيراً من المعاني تصل إلى المشاهد تُختصر فيها كثير من الجمل و الكلمات
مثال آخر حول التوحيد و الشرك:
فأنا لا أنكر أن برنامج (دمعة موحِّد على قناة المجد) ساهم كثيراً في ترسيخ عقيدتي كموحِّدة و ذلك عندما ينقل بالصوت و الصورة ما يحدث من الشرك و السجود للأولياء المزعومين و الطواف بالقبور و تقديم القرابين و مباشرة أعمال السحر و غيرها فأزداد نفوراً على نفور من الشرك و توابعه و إذا مر بي في حياتي اليومية مزلقاً من مزالقه من مناهي لفظية و غيرها أسارع لتجنب تلك المزالق و أنا أستحضر تلك الصور و الملفات المرئية التي تبرز أنواعاً من الشرك و تدني المستويات الثقافية و عمق الجهل و الضلال
و على غرار ذلك أضف كثيراً من مبادئ الإسلام
¥