الخميس 7 شباط 1974م = 15 محرم 1394هـ
كان هذا اليوم آخر يوم يفتح فيه معرض الكتاب في القاهرة أبوابه، هكذا أُعْلِنَ، ولكن يبدو أنه سيستمر غدا وبعد غد، زرته قبل هذا اليوم أربع مرات، ولكن بقي في نفسي شيء ولا زال في ذهني تعلق ببعض الكتب أود لو اشتريها. فقلت أغتنم الفرصة , فذهبت بعد الظهر بعد أن خرجت من محاضرة اللغة العبرية للدكتور محمد سالم الجرح، ودخلت في القاعة الكبيرة التي تضم عدداً ضخماً من المكتبات. كان في ذاكرتي شراء قاموس المورد في اللغة العربية والانجليزية، فقد اشتريت منذ أيام المورد القريب وهو صغير الحجم لا يفي بالحاجة , وهناك مكتبة دار العلم للملاين هي التي تبيع هذا السفر, وجئت فإذا الناس قد انخرطوا في سكة طويلة، وهو بلغة أهل مصر (طابور) كطوابير السكر والشاي والرز التي نشهدها هنا في القاهرة أمام المجمعات الاستهلاكية، وأخذت دوري تسجل وتدفع وتنتظر حينا حتى تصل النسخ بالسيارة، بعد ذلك اشتريت بعض الكتيبات الصغيرة , وكنت أريد شراء بعض كتب الأطفال، اشتريت سابقاً قصص الأنبياء للندوي، ووجدت اليوم كتابين يشبهان المجلات بالألوان ولكنها لا تحوي لغواً وإنما هي تبسيط لمبادئ الإسلام وتقريب لها من أذهان الأطفال وتحبيبها إلى نفوسهم منذ نعومة الأظفار، فاشتريت الكتابين على أمل العودة إلى الوطن وأقدمها هدية لمنى ورقية (بنتي أخي صالح) إن شاء الله.
خطبة الشيخ محمد الغزالي
الجمعة 8 شباط 1974م = 16 محرم 1394هـ
زرت جامع عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في مصر القديمة في القاهرة في الصيف عندما جئت للتقديم , وكان في وقتها قد بدأ التعمير فيه من جديد , وقد رغب الإخوة خليل وصباح أن نصلي الجمعة فيه , وركبنا بتكسي من قرب شقتنا إلى مصر القديمة " مدينة الفسطاط " التي نزلها المسلمون حين فتحوا مصر وأسسوا المدينة وجامعها , ودخلنا الجامع ولا تكاد تجد طريقك إلى مكان الصلاة لثورة التعمير والتجديد فيه والتي قطعت الآن شوطاً , هناك من جهة القبلة مكان صلاة وهو متسع رحب، وعلى اليسار مصلى منعزل للنساء , وربما جدد هذا القسم أيضاً في المستقبل، هذا المكان تتجلى فيه البساطة، أعمدة الرخام المتشققة وجدران غير مزينة، والأرض مفروشة بالحصران، وكان عدد الناس الذين حضروا للصلاة كبيراً , إنه منظر يبعث في النفس رعدة حب وأمل , هذا العدد الهائل من المسلمين في هذا المكان فقط كم هناك من مساجد , عدد يقدر بالآلاف، عدد لم أر مثله من قبل، ولا شك أنه لعراقة المكان (جامع عمرو) فهو مصلى الصحابة في مصر , ثم خطيب الجامع الذي صار اسمه يجذب الناس أنه الشيخ محمد الغزالي الذي ملأت كتبه المكتبات والشوارع , كانت الخطبة قسمين: الأول شمل تفسير أوائل سورة آل عمران وما يتصل بذلك، والآخر عن الغزو الثقافي للبلاد الإسلامية ووسائله المدعمة من قبل الاستعمار (1).
برتقال!
الاثنين 18 شباط 1974م = 26 محرم 1394هـ
عادت الشغالة أم محمود للعمل بعد أن غابت شهراً كاملاً من 13/ 1 – 13/ 2 , ولاشك أنها ستخفف بعض المصاعب، ويقل الوقت الذي يذهب هدراً وراء الأكل وتحضيره، ولو أن الأمر عندي سواء حضور أم محمود وعدم حضورها، ولكنا مجتمعين لا يمكن أن تسير أمورنا سيراً طبيعياً بدون شغالة، كان قد زارنا الأخ مساعد ابن عم الأخ خليل عدت أنا إلى البيت حوالي الساعة الثانية بعد أن قضيت بعض الأشغال في معاملة الأخ جايد في الأزهر، عدت متعباً ضجراً لكثرة ما استغرقت القضية مني من جهد ووقت، وإن شارفت على النهاية إن شاء الله , وعندما عدت نظرت في داخل المطبخ كان يبدو أن كل شيء قد هُيِّئَ، ووجدت الأخ مساعد في البيت، وجلسنا ننتظر الأخ خليل وبعد حوالي ثلث ساعة من وصولي جاء الأخ خليل، وفور مجيئه كان الأكل مهيئاً لأن الأخ مساعد (مستعجل) يريد أن يخرج , وبسرعة تم تناول الوجبة، ولم يكن الأخ صباح موجوداً , وخرج الأخ مساعد , وبعد ذلك بفترة عبس الأخ خليل وضج وصاح بوجهي وكانت الشغالة قريبة أيضاً وقال: (انتو اثنين ما گِدَرْتُو ?تجيبون برتقال) ولم أعلق أنا من جانبي , وأردف يقول: يعني لو آني لو مَحَّدْ يجيب، لو مِتِتْ) فقلت: لا إن شاء الله، ليش تموت، فقال أحسن من هذه الحياة السخيفة!! كلام ليس له داع إلا أن الأخ خليل جعل
¥