(1) تساءَلَ الأخ محمد نور سيف: متى اتضحت أمامي الرؤية؟
والجواب: أني لم تكن لدي رغبة في الدخول إلى الجامعة حين أنهيت الدراسة الإعدادية (الفرع الأدبي) سنة 1967، وإنما كانت رغبتي الالتحاق بالكلية العسكرية، وقدمت أوراقي إليها، ولكني لم أقبل بسبب فشلي في الفحص الطبي، وفاتني التقديم إلى الجامعة، وقُبِلْتُ في معهد المعلمين في الأعظمية ببغداد، وأعيد فتح القبول في جامعة الموصل في آخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وسارعت إلى التقديم إلى كلية الآداب بجامعة الموصل، وقُبِلْتُ في الكلية، وخُيِّرْتُ بين قسم اللغة العربية وقسم اللغة الإنكليزية، وكان لي ميل إلى اللغة الإنكليزية، ودرجتي فيها أعلى من درجتي في اللغة العربية، واختار الله لي الالتحاق باللغة العربية، فكان ذلك الاختيار خيراً، والحمد لله، وكنت في أثناء دراستي في قسم اللغة العربية أحن إلى الكلية العسكرية، وقدمت إليها وأنا في الصف الثاني في الكلية، في ربيع سنة 1969، وقُبِلْتُ فيها ودوامت أكثر من عشرين يوماً، وفُصِلْتُ منها ورجعت أدراجي إلى كلية الآداب في جامعة الموصل.
وحين سافرت إلى القاهرة لدراسة الماجستير كنت مترددا بين قسم النحو وقسم علم اللغة، والتحقت بقسم علم اللغة، ثم جاءت مرحلة اختيار موضوع الرسالة، وترددت بين عدة موضوعات، ويسر الله علي باختيار موضوع (الرسم المصحفي) فجعلني ذلك أرتبط بعلوم القرآن الكريم، والحمد لله، واتضحت الرؤية، وازداد اهتمامي بعلوم القرآن في دراسة الدكتوراه حين اخترت موضوع أطروحتي عن (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد).
تَوَكَّلْ على الله أخي الكريم، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
(2) تعجب الأخ الفاضل فهد الجريوي من غزارة الكتابة في هذه اليوميات في مقابل من يكتب بالقطارة، ورغب أن أعتني بذكر أدق التفاصيل حول تجربتي العلمية، وما يتصل بذلك، وأقول:
إن اليوميات هذه قد كُتِبَتْ منذ خمس وثلاثين سنة، واستغرقت كتابتها ما يقرب من ثلاث سنوات، وكنت أكتبها يومياًً، وفاتتني الكتابة في أيام كثيرة، وأنا الآن أتابع طباعتها وأقوم بتصحيحها، ويساعدني في ذلك الأخ الأستاذ عمار الخطيب، ويتولى الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري تنزيلها في موضعها أسبوعياً، جزاهما الله تعالى كل خير، وحين رجعت إلى اليوميات بعد هذه السنوات كنت أتوقع أن أجد فيها شيئاً عن أيام علقت بعض أحداثها في ذاكرتي ولكني لم أجد شيئاً عنها، مثل زيارتنا للإسماعيلية بعد السماح للمهجرين عنها وغيرهم بزيارتها، وزيارتنا للقناطر الخيرية بالمركب في النيل، وزيارتي لسكن صديقي شعبان محمد مرسي (الطالب في السنة الثانية في دار العلوم آنذاك) في الدرب الأحمر، واجتماعنا على الغداء (الفُول الحِرَاتِي والعِيش البلدي) في مبني قد تداعت جدرانه، وتآكلت أرضيه، وكانت الرياح تصفق بأبوابه وشبابيكه، وأهداني نسخة من كتاب (محمد إقبال) للدكتور عبد الوهاب عزام، وكتب عليه عنوانه: (ج. م.ع، الجيزة، العَّياط، اللِّشت) وأهديته كتاب (الإسلام ومشكلات الحضارة)، ولم أتمكن من التواصل معه بعد ذلك، وأرجو أنه الآن بخير وعافية، وسبب بقاء قصة هذه الزيارة في ذهني أنها أثرت في نفسي تأثيراً عجيباً، وشدت من عزيمتي.
أنا الآن لا أكتب شيئاً جديداً يا أخي فهد، ولا أجد من الهمة والوقت للتحدث عما رغبت في الحديث عنه.
(3) ما ذكره الأخ العليمي المصري من حصول خطأ في استعمال علامات الترقيم في الفقرة التي أشار إليها صحيح، وصوابه ما ذكره جزاه الله كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد: فقد سرني وأسعدني أن اكتحلت عيناي بقراءة ذكريات الأستاذ الدكتور العلم الجليل غانم قدوري الحمد ـ حفظه الله ـ ولا شك أنها قد جمعت بين الفائدة والمتعة، وحوت بين طياتها كثيرا من المواقف التي تستحق التأمل.
فجزاه الله خيرا، وأجزل له المثوبة والأجر.
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:20 ص]ـ
شيخنا الدكتور غانم حفظكم الله:
مما نلاحظه في مذكراتكم متابعتكم لمجريات الأحداث السياسية والعسكرية التي كانت تمر بها الأقطار العربية، وبعد هذا الزمن المديد من كتابة هذه الذكريات أود سؤالكم نفع الله بكم:
ما أثر هذه المتابعة على بحتكم العلمي، وبماذا تنصح طلاب العلم في الأزمات المشابهة، وكيف ترون حال البحث العلمي والتخصصي الآن في ظل هذه الأجواء التي نعيشها بالمقارنة مع عشتموه في سنوات 73 - 74 .. م.
أرجو أن لا أكون ثقيلاً بهذه الأسئلة.