تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا علم العاقل استحالة توفر هذه الشروط، علم لماذا وجد في كل قرن مفسرون للقرآن العظيم استفادوا مما أثر عن الصحابة وزادوا عليه معاني جليلة لم تصلنا عنهم بوجه من الوجوه.

وإذا علم العاقل كل هذا علم أن كلام ابن تيمية مطلق لا قيمة له في ميزان العلم بشهادة كثير من المفسرين بدليل تفسيراتهم المشهودة.

ونقول أيضا: كثير من كلام الصحابة ورد مجملا أو ظاهرا، وهو بحاجة للتفصيل والتبيين والتوجيه في ضوء قواعد إما عقلية أو نقلية، وهذا محل النزاع، فابن تيمية مثلا يعتبر بعض ما ورد عن الصحابة أو التابعين نصا صريحا فيما فهمه هو، وغيره من العلماء ـ وهم من هم علما ـ يعتبرونه مجملا أو ظاهرا يحتاج إلى علم في تفسيره، ويخالفون ابن تيمية فيما ذهب إليه من حمل لكلام الصحابة أو التابعين، فالمشكلة عادت إلى فهم كلام الصحابة.

مثلا: الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى، بينما يرى الدارمي استحالة الزوال لا تدل على استحالة حدوث صفاته وتحركه وسكونه ونزوله وصعوده، ويرى أن استحالة الزوال بمعنى استحالة العدم.

مثال آخر: ورد تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع، فحمل إمام المفسرين الطبري ذلك على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، ونزه الله عن العلو الحسي والمكاني بتنزيه الله تعالى عن لوازم ذلك العلو المكاني وهي الحركة والسكون والمباينة للعالم أو المماسة، وحمل غيره ذلك على العلو والاتفاع بالمكان وجوز على الله الحركة والسكون. فكلام السلف هنا ليس نصا في أحد المعنيين، لكنهم يقصدون قطعا معنى من المعنيين، فحمله الإمام الطبري وكثير من العلماء على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، وحمله غيرهم على ما ذكر، فلا يمكن الادعاء بأن الإمام الطبري خالف أمرا مجمعا عليه بين الصحابة والتابعين لا سمح الله، أو عرف الحق وكتمه وحرفه وأنكره معاذ الله.

وقس على ذلك.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:16 م]ـ

وإذا علم العاقل كل هذا علم أن كلام ابن تيمية مطلق لا قيمة له في ميزان العلم بشهادة كثير من المفسرين بدليل تفسيراتهم المشهودة.

.

الأخ الفاضل أبا عبيدة

ما ذكرته من نقاط جدير بالتأمل ويمكن النقاش حولها، إلا أنني تمنيت لو أنك وجدت غير هذه العبارة والتي تفتقر إلى الدقة في نظري.

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:26 م]ـ

أوّلا أشكرك على اهتمامك بصلب القضية، وهذا هو الأساسي.

ربما العبارة ظهرت لك شديدة نوعا ما، لكني أعتقد أني وضعت دعوى ويحق لك الاعتراض عليها وبيان خلاف ذلك.

وربما قد تأثرنا بعض الشيء من حيث لا نشعر بمنهج ابن تيمية في التهجم على العلماء ووصفهم بأشنع الأوصاف، كما وصف ثلة من خيرة علماء الأمة ـ حجة الإسلام الغزالي وخزانة المغرب أبو بكر بن العربي وغيرهم ـ بأنهم أسوأ حالا من النصارى وأنهم حرفوا كلام الله ثم اتبعوا تحريفهم، وأما النصارى فقد كانوا أهون حالا منهم لأنهم اتبعوا المحرف، وكما وصف سلطان العلماء العز ابن عبد السلام باتباع منهج الملحدين في الدين.

ونحن وإن لم نسلك هذا المسلك في التعامل مع رأي ابن تيمية، لكن يحق لنا الاعتراض عليه ببعض الشدة التي يراعى فيها الأدب، وبناء على المطالبة بالأدلة، لا لمجرد المعارضة، والله الهادي.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:49 م]ـ

الأخ الفاضل أبا عبيدة

أحسن الله إليك

أردتُ أن أكحلها فأعميتَها

لماذا نشقق المواضيع ومن ثم تضيع الفائدة؟

أرجو أن نكون موضوعيين لا متحاملين

وفقنا الله وإياك إلى كل خير.

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:56 م]ـ

معذرة ..

فالحقيقة مرة.

إذا أردت استئناف البحث الموضوعي في المسألة فلك ذلك.

ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:58 م]ـ

الأخ أبا عبيدة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن اعتراضك على قول شيخ الاسلام منطقي ولا غبار عليه و لكن لعل شيخ الاسلام رحمه الله عندما ذكر في كلامه الافتراء و الالحاد و التحريف قصد به تفسير آيات الصفات ولم يقصد تفسيرجميع آيات القرآن الكريم وهذا كماتعلم آنهم رضوان الله عليهم أعلم بمراد الله و رسوله صلى الله عليه و سلم وتعرف الخلط والتفرق الذي حصل بعدهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير