تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرى أن ما تفضلت به يحتاج إلى غير هذا المقام وإلى تطويل شرح للفكرة حتى تكون أنضج وأوضح، والمسائل التي تثير حسساسية من يقابلك تحتاج إلى دقة في الفكرة وتلطف في العبارة.

أرى مع احترامي الشديد أنك وقعت في الذي انتقدت به غيرك وهو التشنج والتصلب والحدة، إذ هنالك عشرات بل مئات العبارات الألطف والتي يمكن أن توصل فكرتك من خلالها ليقع تأثيرها في قلب القارئ إن أعجبته فكرتك، ويشكر لك أسلوبك إن هو خالفك.

ثم إن المنهجية تقتضي الدقة في الفهم كما تقتضي الدقة في النقل ويغلَّف ذلك كله بغلاف حسن الظن بالمسلمين؛ خصوصاً علماؤهم، وهنا أشير إلى عدم دقة قي نقلك عن شيخ الإسلام رحمه الله لا أنك قلت عنه ما لم يقله بل أخذت عنه عبارة دون ذكر الداعي لها وهو ما قاله قبلها، وهذا تمام ما قاله شيخ الإشلام رحمه الله تعالى:" تَفْسِيرُ ابْنِ عَطِيَّةَ وَأَمْثَالِهِ " أَتْبَعُ لِلسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَسْلَمُ مِنْ الْبِدْعَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الزمخشري وَلَوْ ذُكِرَ كَلَامُ السَّلَفِ الْمَوْجُودُ فِي التَّفَاسِيرِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِهِ لَكَانَ أَحْسَنَ وَأَجْمَلَ فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَنْقُلُ مِنْ " تَفْسِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطبري " وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ التَّفَاسِيرِ وَأَعْظَمِهَا قَدْرًا ثُمَّ إنَّهُ يَدَعُ مَا نَقَلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ السَّلَفِ لَا يَحْكِيهِ بِحَالِ وَيَذْكُرُ مَا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَوْلُ الْمُحَقِّقِينَ وَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمْ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الَّذِينَ قَرَّرُوا أُصُولَهُمْ بِطُرُقِ مِنْ جِنْسِ مَا قَرَّرَتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَةُ أُصُولَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَقْرَبَ إلَى السُّنَّةِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ؛ لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَيَعْرِفَ أَنَّ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ التَّفْسِيرِ عَلَى الْمَذْهَبِ. فَإِنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةَ إذَا كَانَ لَهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ قَوْلٌ وَجَاءَ قَوْمٌ فَسَّرُوا الْآيَةَ بِقَوْلِ آخَرَ لِأَجْلِ مَذْهَبٍ اعْتَقَدُوهُ وَذَلِكَ الْمَذْهَبُ لَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ صَارُوا مُشَارِكِينَ لِلْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي مِثْلِ هَذَا. و " فِي الْجُمْلَةِ " مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ فَالْمَقْصُودُ بَيَانُ طُرُقِ الْعِلْمِ وَأَدِلَّتِهِ وَطُرُقِ الصَّوَابِ)، ورحم الله شيخ الإسلام، ما أجمل كلامه وما أدقه إذ هو المنهجية عينها، والصواب الذي لا يختلف عليه اثنان.

أنا أوافقك الرأي في بعض أفكارك؛ لكن ينبغي أن تكون النظرة لما جاء عن الصحابة والسلف خصوصاً فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم على غير ما عممت وأطلقت.

لا أظن أحداً قال أن نكتفي بهم السلف للقرآن دون الزيادة عليه أو قال بعصمة الصحابة ومن بعدهم، أرى حتى لا أطيل أننا ينبغي أن نتعلم الدقة في ذكر العبارة والحكمة في إيصالها، مستفيدين من منهجية القرآن أولاً، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثانياً، ومن سلف الأمة ثالثاً.

في الختام أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يُعَزُّ بهم الإسلام، ولا تنسونا جميعاً من صالح دعائكم.

آمين وجزاك الله خيراً

ولي تعليق على ما فهمته من كلام ابن تيمية لعله يكون بعد إذن المشرف حيث يرغب بأن يكون الحوار بيننا نحن الاثنين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير