ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 Feb 2010, 07:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
ومن الناحية التربوية أيهما أفضل للاستماع؟ تفسير الآيات من شيخ نحسبه من الخاشعين أم دروس الوقفات والخواطر؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:30 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
ومن الناحية التربوية أيهما أفضل للاستماع؟ تفسير الآيات من شيخ نحسبه من الخاشعين أم دروس الوقفات والخواطر؟
اعلم أنهما بناء واحد، أحدهما الأساس والآخر ما يؤسس عليه، والثمرة إنما يباشرها ما يؤسس وليس الأساس.
يعني؛ التفسير هو الفهم للمعاني، أي أنك تكشف فقط عن المعنى المراد .. يبين لك المعنى .. تفهم الآيات .. ثم تختلف من بعد التفاسير طولا واختصارا بناء على اختلافهم في حد التفسير .. ولكنه لن يخرج عن كشف معاني الآيات، ولو دخلت فيه بعض علوم القرآن أو حتى علوم القرآن كافة كما هو عند بعض المتقدمين فهو غير مؤثر في بابنا هنا.
ويحصل التفسير - الفهم والكشف والبيان - ولا يكون السبب المباشر للهداية أو الاعتبار.
وحينما كنت أتأمل التفريق بين التفسير والتدبر وقفت على آيات تدلنا على استيعاب المعاندين لمعاني القرآن، بل إن فهم (القرآن العربي) من قبل (العرب الأقحاح) لم يكن هو أبدا مشكلتهم مع الدعوة الإسلامية. ودونك في ذلك الآيات الدالة على نزول القرآن بلسان عربي مبين على عرب يعلمون اللغة، وتيسيره للذكر.
ثم وقفت على ذم الله تعالى للكفار عدم تدبرهم الكتاب! على الرغم من أنهم قد فهموه واستوعبوا معانيه - فهم لا يحتاجون إلى تفسير كما نحتاج نحن، بل هو حجة بنصه عليهم، تقوم الحجة بمجرد تلاوته -.
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
فالتدبر هو السبب المباشر - الملاصق - للهداية، وإن كان الفهم أساسا وسببا بديهيا للتدبر. فالتدبر الصحيح هو ما يؤسس على فهم (تفسير) صحيح.
لذا فالذي أراه - والله تعالى أعلم - أن سؤالك غير وارد؛ ذلك أنه لا تدبر صحيح بلا تفسير صحيح، ومجالس التفسير لا تغنيك عن التدبر الذي هو السبب المباشر للهداية والاعتبار دون التفسير المجرد.
والله تعالى أعلم
وأنصحك مبدئيا بتفسير الشيخ المغامسي .. وأنصحك بالاستغال به حاليا قبل الاشتغال بتفسير الشعراوي رحمه الله ورضي عنه، فهو أقيم وأنفع لك حاليا.