3. أن الصحابة كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يفسرون بعض الآيات فيخطئون في تفسيرها فيصحح لهم النبي صلى الله عليه وسلم فهمهم، وهذا دليل على أن تفسيرهم مبني على الاجتهاد البشري المحض، وأنه قابل للخطأ والصواب فكيف يكون حجة يحرم مخالفته.
أقول:
لا شك أن اجتهادهم قابل للخطأ والصواب، ولكن لا يمكن أن لا يصيب ولا واحد منهم إذا اجتهدوا وإلا لزم منه اجتماعهم على ضلالة وهو مردود بالحديث السابق.
4. أن الصحابة يختلفون أحيانا في تفسير بعض الآيات اختلاف تضاد، فكيف تكون جميع أقوالهم حقاً، إذ الحق لا يتضاد ولا يختلف.
أقول:
لم يقل أحد إن جميع أقوالهم حق ولكن الحق لا يخرج عن أقوالهم.
5. أن المنع من إحداث قول خارج عن أقوالهم أوقع المانعين في حرج شديد أمام المعاني القرآنية التي لم تُفهم إلا في أزمنة متأخرة، وعلى سبيل المثال: هناك الإعجاز العلمي في القرآن والذي كشف معاني جديدة لبعض آيات القرآن لم يكن الصحابة يعلمون بها، لأن معطيات الزمن عندهم لم تساعدهم على فهم هذه الحقيقة التي أشار لها القرآن الكريم، وهذا من أكبر الأدلة الحسية على بطلان هذه القاعدة المزعومة، لذلك وجدنا هؤلاء السلفيين يقصون هذا العلم ويحاربونه أي محاربة لأن إقرارهم ولو بشيء يسير منه يعني إبطال قاعدتهم المزعومة، وهذه مشكلة التقعيدات التي ما أنزل الله بها من سلطان، كم أضرت بهذا الدين؟ وكم جنينا من الويلات بسبب تأصيلات سُلمت على أنها في مقام نصوص الوحيين فجرت الويلات على الأمة، وأكبر شاهد على ما أقول فتنة التكفير التي نصطلي بلظاها اليوم دون أن نجرأ على تحليلها أو محاولة معرفة أسبابها.
أقول:
لا يوجد ألفاظ قرآنية لم تفهم معانيها في زمن الصحابة، وإنما هناك إشارات ربما يحتملها اللفظ لم يكن هناك من سبيل إلى إدراك حقيقتها.
6. أن القول بأنهم يعلمون جميع معاني القرآن قول لا يستند إلى أي دليل من أثر أو معقول، بل الواقع يشهد بخلاف ذلك.
أقول:
بل الأدلة عليه من القرآن أوضح من الشمس في رابعة النهار.
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) سورة البقرة
(قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) سورة آل عمران من الآية (118)
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة يوسف (2)
وغيرها من الآيات الكثيرة
7. أن القول بتحريم الخروج عن أقوالهم في التفسير فيه إضافة قدسية وعصمة للصحابة، وهو نوع من الغلو الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول:
قدسيتهم من تقديس الله لهم حيث زكاهم ورضي عنهم، وعصمتهم من عصمة الأمة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
8. أن بعض معاني القرآن الكريم قد خفيت على الصحابة وفسروها تفسيرا فيه اختلاف كبير ولا ثمة دليل على ترجيح قول دون قول مما اضطر بعضهم للتوقف في تفسيرها، فكيف يُمنع بعد هذا أن يجتهد من جاء بعدهم في محاولة إيجاد تفسير جديد لم يهتد له الأوائل.
أقول:
هذه دعوى تحتاج إلى دليل.
9. أن الصحابة لم يتناولوا جميع القرآن بالتفسير، وإنما كانوا يفسرون ما يحتاج إلى تفسير دون توسع، وعليه فالقول بمنع الخروج عن أقوالهم يلزم منه ترك كثير من آي القرآن بلا تفسير، وهذا خلاف مقصد القرآن.
أقول:
سلمنا، ولكن الكلام فيما فسروه.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:40 ص]ـ
يقول أبو حسان:
من الأدلة على بطلان القاعدة المزعومة. يقصد قول: (لا يجوز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير)
1. أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أنه لا يجوز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، كما أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أن الحق لا يخرج عن أقوال الصحابة في فهم وتفسير القرآن، والأدلة التي يذكرها من يعتقد ذلك كلها أدلة تدل على فضلهم لا على علمهم، وليس بين الفضل والعلم أي ارتباط"
وأتحدى – بلغة صاخبة - هؤلاء السلفيين أن يأتوا بدليل واحد من كتاب أو سنة يحرم الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، أو يوجب الأخذ بأقوالهم وطرح ما سواها.
أقول:
قال صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة و يد الله على الجماعة" رواه الترمذي من حديث بن عمر وصححه الألباني.
¥