تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان يدور في ذهني اختيار تحقيق مخطوطة لرسالة الماجستير، وكنت قد ترددت إلى معهد المخطوطات أياماً عدة، وتبين لي أن أغلب المخطوطات قد دُرِسَتْ وحُقِّقَتْ , وربما لو كان لديَّ متسع من الوقت لعثرت على بغيتي، ولعل موظفي المعهد يحجبون بعض ذلك , حين يئست من العثور على مخطوطة مناسبة عدت إلى الموضوع الذي اختاره لي أو أشار به علي الدكتور عبد الصبور شاهين وهو (دراسة مصادر الشدياق في الجاسوس على القاموس) وطفقت أدرس الشدياق دراسة خفيفة لتكون عندي (الخلفية) الكافية التي تمكنني من المضي في الدراسة دون مزالق , وبدأت أقرأ في كتاب الجاسوس , وهو كتاب ضخم , قرأت أكثر المقدمة وقرأت بعض الفصول، حاولت أن أدون بعض الأسماء والكتب التي ذكرها أحمد فارس في الكتاب، دونت بعض الأفكار عن الكتاب والمؤلف , وأخيرا انتهيت إلى تساؤل محرج وهو هل أن دراسة المصادر فقط كافية لتغطية (رسالة علمية)، ومرة أُسَوِّغُ الموضوع وأُضْفِي عليه بعض الأهلية، وأخرى لا أرى فيه إلا إعادة ودراسة كتب وأشخاص قد دُرِسُوا من قبل , ومع ذلك فإني مضيت في الحصول على مزيد من المعلومات حول الموضوع من دراسة القاموس المحيط وما دار حوله من بحوث.

التخلي عن الجاسوس

الاثنين 12 آب 1974م = 23 رجب 1394هت

عندما زرت د. عبد الصبور قبل أيام أخبرني بأنه موجود في كلية دار العلوم يومياً، ويمكنني أن ألتقي به حوالي الثانية بعد الظهر حين يكون عملهم على وشك الانتهاء في لجان متابعة الامتحان وتصحيح الدفاتر , قضيت فترة الضحى حتى الظهر في مكتبة معهد الدراسات العربية أقرأ في (الجاسوس) وأحاول أن ألتقط خلال هذه القراءة ملاحظات عن الكتاب , وكنت آمل أن ألتقي بالدكتور عبد الصبور بعد الظهر، فمكثت في المكتبة حتى قاربت الساعة الثانية، فذهبت إلى جامع ملاصق للكلية حيث أديت الصلاة، وذهبت من هناك إلى الكلية، وبعد أخذ ورد مع البواب سمح لي بالدخول، وبعد بعض الوقت تمكنت من لقاء الدكتور عبد الصبور , فبدأت أعرض عليه ما توصلت إليه في موضوع الجاسوس، وذكرت له أني ذهبت إلى كلية آداب القاهرة وعين شمس والأزهر، ولم أجد ما يشير إلى أن الموضوع قد درس، ولكنه لم يبد عناية كبيرة لما يدور في خاطري، ولَمَّحْتُ له .. ثم صرحت له تصريحاً أني على وشك السفر وأحتاج إلى عونه في تسجيل الموضوع، أو تهيئة الأوراق لوقت التسجيل، ولكنه طلب مني أن أفكر في الموضوع أكثر وجمع معلومات أكثر، وقال: لا يزال متسع من الوقت أمامك , سافرْ وارجعْ (ورَبِّنَا إيوَفَّأَك)، وقال لي إنه مشغول الآن، وانصرفَ كل لسبيله , ورثيت لحالي وانصرفت بتثاقل شديد!

نصيحة من الدكتور بشر

الثلاثاء 13آب 1974م = 24 رجب 1394هـ

رغم خيبة الأمل التي أحسست بها أمس فقد كانت في نفسي رغبة لزيارة الدكتور كمال محمد بشر عميد الكلية ورئيس قسم علم اللغة لاستيضاح رأيه في بعض الموضوعات , ذهبت إلى الكلية قبل الظهر وكان العميد موجوداً في مكتبه ودخلت إليه , ورغم ترددي من لقائه فقد كان منشرح الصدر ولقيني بالبشر والترحاب , وطال معه حديثي أكثر من نصف ساعة، وحدثته عن رغبتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير , ولكنه نصحني أن أتفرغ للقراءة في كتب اللغة حتى أخرج من خلال تلك القراءة بالموضوع المناسب , وذكرت له أني على أبواب السفر ولا آمن إن سافرت دون تسجيل موضوع أو تَرْكِ خطة أن تفوت مني فرصة التسجيل، ولكنه وعدني أن أرسل إليه بأي موضوع يستقر عليه رأيي بعد تلك القراءة، وسيقوم هو بترتيب أمور التسجيل، اقتنعت نسبياً بفكرة الدكتور بشر، وبدأت أحدث نفسي بالسفر في الموعد المحدد، وهو يوم الاثنين الآتي، وسوف أجلس عند الأهل وأبدأ الدراسة حتى يفتح الله عليَّ بموضوع يحظى بالقبول، ولكني أقول أحياناً إنه من الأفضل لي أن أعود قبل نهاية الشهر العاشر حتى أتمكن من اللحاق بموعد التسجيل الأول لسنة 1974 - 1975.

صراع بين فكرتين

الأربعاء 14 آب 1974م = 25 رجب 1394هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير