تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[14 Jan 2007, 10:29 م]ـ

(تعقيب على موانع التجديد في علم القراءات، والدعوة لمنهج توثيقي جديد)

أخي العزيز الدكتور الضاوي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد قراءة متأنية في أطروحتك الجيدة، جاء إلى خاطري عبارات ردّدها أمامي بعض إخواني الكرام، وكانت حول ماهو الجديد في القراءات بعد ماسطره العلماء، ومالذي سنجنيه من المنهجيات ومايقترح منها، وكيف نأتي بالجديد المفيد منها مع المحافظة على أصالة القديم على فرض التسليم بأهميتها؟ فأحببت أن أحيطك بها علما وفقني الله وإياك؟

وأقول بعد التأمل فيها أنّي وجدتها أسئلة معقولة بعض الشيء، لكن لم تكن لتمنعني إطلاقا من التصديق بوجود علاقة واضحة بين مصطلح أهل الحديث بـ (القراءات) أو القراء، فالمنهج الذي سلكه العلماءالسابقون يدل عليه صراحة.

ثمّ كذلك حسبت هذه التساؤلات وقتية سريعا ماتنسى، ولايكون الأمر فيها بتلك الأهمية التي لها الآن، فينعكس ذلك سلبا، على واقع القراءات والقراء في عصرنا ومن بعدنا، ولانلبث أن تعود الأسئلة ذاتها، وتلقى باللائمة على الباحثين المتخصصين لتفريطهم في الإجابة عليها.

بناء على هذا كان من الضروري طرح أفكار جديدة مبنية على البحث والدراسة المنهجية، وفق أسس العلوم الشرعية، لتسهم كلها في رفع مستوى الدراسة في هذا العلم، وشحذ همم طلابه،وتحفيز باحثيه للوصول إلى سلم الدراسات العليا ثم الوصول إلى العالمية والآفاقية، وقبل ذلك كله رضا الله عزوجل.

ولكن تبقى الملاحظة التي قيدها الدكتور أنمار – وهو المقرئ المعروف بمشاركاته البحثية وجولاته الاستطلاعية في مصادر القراءات بأنواعها- فهي تساهم بشكل أو بآخر مع جولاته الطيبة في تشكيل دراسات تجديدية منهجية وفق منهج متعدد الجوانب له متعلقاته بالعلوم المساندة، لكن دون توسع في نقد القراءات نافية وجود قراءات غير معروفة للقدماء يحتمل أن يأتي بها المعاصرون، أو نقد رجال القراءات بقصد التشويه لتراثهم، فعباراته أعلاه توحي بهذا وبالحاجة إلى التقييد والاحتراز، وهو الذي ينبغي جزاه الله خيراً.

وأحسب أخيراً بعد التقييد والاحتراز أن في الأمر سعة من جهة حتمية للأخذ بمنهجية علمية واضحة حافظة لعلم القراءات، والقراءات القرآنية من شبهات المستشرقين، مبينة لما يحتاجه علم القراءات والقراء، ومصادرهما، من خلال منهج يظهر في التأليف فيه عامل الجدة، والموضوعية، أوتجليتها، وغير ذلك مما هو من أغراض البحث العلمي المعروفة، التي تبقى مقرونة بالتعالق والتواصل مع العلوم الشرعية الأخرى كمصطلح الحديث والأصول والتفسير واللغة والبلاغة وغيرها.

كما أحسب أنّ الجمع بين الرؤى المتعددة حال إمكانها، عند علماء الشريعة، بغرض حمل الأمور على محمل حسن، من الأمور المعروفة، والتذكير بجرح من جرحه العلماءمع ذكره مفسراً، دون قصد التشويه، هو كذلك معروف عندهم، ولاشك أنّ كلّ هذه التوسعات ستؤدي إلى الحصول على خطة بحث عملية علمية منهجية يقدمها الباحث وقت ماشاء، سواء كان عمله تحقيقا أوتأليفا.

(محاولة أخرى لإبراز معالم المنهج الجديد):

إنّ المنهج الجديد هذا ينبني على ماطرحه الإخوة من قبل في الملتقى حفظهم الله من واجب الحرص والمحافظة على قدسية القراءات القرآنية، ووثاقة قرائها ومُسْنِدِيهَا ليس إلاّ، ليتفق ضمنا والمنهج العلمي للقراءات الذي وضعه العلماء رحمهم الله، فلقد قرّر كثير من العلماء رحمهم الله ذلك، المبدأ وهوأنّ القراءات علم أصيل له مبادئ، ضمنها غايات، من الواجب معرفتها قبل الدّخول فيها أوالتّعمق في مباحثها، هذه الغايات النبيلة كانت هي الدافع الكبير للتأليف فيه يقول الصفاقسي: ((قد ابتلي كثير من الناس للتصدر للإقراء قبل إتقان العلوم المحتاج إليها فيه دراية ورواية، وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ ومالاتحل القراءة به بل وماتحل، بعضهم يعتقد أن جميع مايجد في كتب القراءات صحيح يقرأ به وليس كذلك بل فيها مالاتحل القراءة به، وصدر منهم رحمهم الله على وجه السهو والغلط أو القصور وعدم الضبط، ويعرف معناه ذلك الأئمة المحققون والحفاظ الضابطون تحقيقا لوعده الصادق إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، الحجر/9،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير