ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[12 Feb 2007, 08:00 ص]ـ
أخي العزيز الدكتور أحمد بزوي الضاوي: بارك الله فينا وفيك، ومتعنا ومتعك بالصحة والعافية، وبالتوفيق لكل خير.
وبالدعوات الصادقة من بلد الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.
وبالنسبة للمحاورالسابقة سأقوم إن شاء الله بجمع ماتوفر لدي من معلومات فيها،
وسأتقدم بها عبر الملتقى محوراً محورا، بحسب الترتيب أعلاه، معتمدا منهجاتاريخيا، مبرزا الغرض الذي وضعته -وفقك الله- في عنوان هذه المشاركة.
ليتسنى من خلال ذلك كله دعوة رواد هذا الملتقى المبارك، (ملتقى أهل التفسيرالكرام) إلى الاستمتاع إلى فوائد علم القراءات وشيء من فوائد توثيق المحدثين لأسانيدها، وكذلك إلى ذكر جوانب هامة في الأمة الإسلامية شهدتها عبر مسيرتها فيها خير وثواب وعزة وكرامة، كان الفضل في ترسيخها بعض الله عزوجل يرجع لأعلام الأمة من محدثين وفقهاء ومفسرين ولغويين وقراء .. وغيرهم.
وختاما: وفق الله الجميع، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Feb 2007, 10:18 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
إنّ باب تصحيح وتضعيف الأحاديث والاجتهاد فيه لا زال مفتوحاً حيث هناك الكثير من الأحاديث التي تحتاج إلى نظر في أسانيدها ومتنها، ولأجل ذلك فإنّ مجال الاجتهاد فيها لا يزال قائماً، بخلاف القراءات القرءانية التي يُقرأ بها اليوم فهي محصورة ومصادرها كذلك وهي الشاطبية والدرة والطيبة وطرق هذه المصادر هي كذلك محصورة ومذكورة في كتاب النشر وهي في الجملة متواترة وإن كان ذلك التواتر لا يعمّ جميع الأوجه إلاّ أنها على ضربين متواتر وصحيح مستفاض متلقىً بالقبول والقطع حاصل بهما كما ذكر ابن الجزري في منجد المقرئين، ويعني هذا الكلام أنّ كل ما ورد في النشر مقطوع بصحته وهذا راجع إلى شرطه الذي ألزم به نفسه عند تأليف كتابه النشر. ومن شكك في قطعية هذه المصادر فهو تشكيك في القرءان الذي نقرؤه، فأكثر المصاحف اليوم كتبت على وفق ما رواه حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وهو من طرق النشر والشاطبية مصدرها الأصلي كتاب التيسير لأبي عمرو الداني ومصدر رواية حفص من التيسير هو كتاب التذكرة لابن غلبون بسنده إلى حفص عليه رحمة الله تعالى. فانظر أخي الكريم إلى أهمية هذه المصادر في نقل القرءان الكريم وأقصد من ذلك ما تضمنه كتاب النشر من الطرق والمصادر وما كان على شرط مؤلفه، ومن اعتقد أنها هذه المصادر والطرق تفيد الظنّ فهو تشكيك في القرءان الذي نقرؤه نعوذ بالله من ذلك.
وعلى ما تقدم يظهر الفرق جلياً بين القراءات المتواترة التي يُقرأ بها اليوم والتي تفيد القطع من حيث الصحة وبين السنة النبوية المدوّنة والتي تحتوي على الصحيح والضعيف والموضوع والتي تخضع إلى قواعد مصطلح الحديث وقواعد الجرح والتعديل وغيرها من العلوم لتنقيحها من المعلل المقدوح واستخراج الصحيح منها وقد يقع الخلاف في بعض الأحاديث من حيث التصحيح والتضعيف وهذا منعدم في القراءات التي يقرأ بها اليوم. أمّا ما يتعلّق بالتحريرات فإنّ الأمر هيّن لأنّ الخلاف في ذلك لا يُخرِجُ القراءة عن حدّ التواتر إلى الشاذ.
وعلى ما سبق فالتجديد الذي يدندن حوله مشايخنا الكرام وهو التقارب بين قواعد الحديث والقراءات القرءانية لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية لما سبق من البيان لأنّ الأهداف تتغاير فعلوم الحديث هدفها صيانة السنة النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومساحة هذا الهدف لا تزال لكثرة الأحاديث النبوية التي تحتاج إلى نظر بخلاف القراءات التي يُقرأ بها الآن فإنها متواترة لا تحتاج إلى إعادة النظر في صحتها لأنّ المساحة محدودة ومحصورة بالصحيح المتواتر الذي لا يترك مجالا للاجتهاد والتصحيح إلاّ إذا كان من باب التأكيد والبيان. فالحاصل أنّ المشكل في علم القراءات والتجويد لا ينحصر في الأسانيد من حيث الصحة والضعف والتواتر بل الأمر أصعب من ذلك وهو الذي سأقترحه على مشايخنا الكرام فأقول وبالله التوفيق:
المشكل الذي يعاني منه المتخصصون في القراءات هو الخلاف في بعض المسائل الأدائية وهذا الخلاف نشأ من عدّة عوامل:
أوّلاً: التمسك بالمشافهة وعدم العدول عنها بأيّ حال ولو كان مخالفاً للحقّ
¥