الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9).فلم يكن لديهم ما يخشونه أو يتسترون عليه، بل كان رائدهم الحق، ومقصدهم الحقيقة، و سبيلهم بذل الجهد، و صدق التوجه، و إخلاص النية، وعزيمة و عمل، و توكل، وتعليق النتائج على رب الأسباب.فلم يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين، و لم يدعوا احتكار الحقيقة، فالله تعالى حافظ كتابه، و ناصر دينه، و مظهره و لو بعد حين، فالعاقبة للمتقين: (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف: من الآية128).
إننا كما سبق أن بينا مقصدنا الفهم و الإفهام، و الاطمئنان و الطمأنة، ليصبح إيماننا مؤسسا على العلم و المعرفة، فيرقى إلى اليقين، هذا من جهة، و من جهة أخرى نطمح إلى أن نوفق إلى بيان لمن يحتاجه، أن نصوص الشريعة الإسلامية موثقة محفوظة، وأن الذين يحاولون اللعب على وتر التشكيك في النصوص الشرعية من حيث التوثيق لن يفلحوا لأنهم بذلك إنما يحادون الله تعالى، و الله بالغ أمره. كما أنني طرحت الموضوع عندما وجدت من ينسبون إلى الثقافة ظلما و عدوانا، ويتبوؤون مقاعد قيادية، يهرفون بما لا يعرفون، حتى إنك لتجد أحدهم ينسب التحريف لقراءة حفص، ويزعم أنها مخالفة لمعهود قراءة المغاربة، ويعلن ذلك على الناس في إحدى الفضائيات الإخبارية: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (الكهف: من الآية5).
ونخلص مما سبق إلى تقرير ما يلي:
1 - القراءة سنة، و من ثم لا يردها كما قال ابن الجزري في النشر: " قياس عربية، و لا فشو لغة " النشر 1/ 10.
2 - وجوب الاقتداء بمن سلف.
3 - تلقى الصحابة القرآن الكريم عن الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالسماع و العرض، وكذلك نقلوها إلى التابعين، فأتباع التابعين إلى أن وصلنتا، و لا زال الأمر كذلك.
4 - تواتر نقل الوجوه الصحيحة للقراءات.
5 - القراءة موثقة بالمشافهة و الكتابة.
6 - لا يخالف القارئ جمهور أهل بلده الثقات، باعتبار القراءة عرفا مستقرا.
7 - لا يخالف القارئ ما رواه الأئمة أصحاب السند الأصل، فالقراءة توقيفية، لا مجال للاجتهاد فيها.
8 - شروط المقرئ:
أ. الإسلام.
ب. العقل.
ت. البلوغ.
ث. العدالة.
ج. الأمانة.
ح. الخلو من الفسق.
خ. المروءة.
د. الضبط.
ذ. التمكن المعرفي.
ر. الشهرة العلمية.
ز. الخبرة الناتجة عن طول الممارسة للقراءة و الإقراء.
س. الإقراء بما سمعه من شيوخه أو عرضه عليهم، أو سمعه بقراءة غيره عليه.
ش. الاقتصار على القراءات الصحيحة.
ص. اختيار الشيوخ بأن يأخذ عمن ثبتت عدالته عنده أو عمن تقدمه، وتحقق لقيه لمن أخذ عنه إذا صحت معاصرته.
ض. أن تكون الكتب التي قرأ بها على شيوخه مشتملة على شرطين: أحدهما ثبوت الرواية فيه أصلا.و الثاني ثبوته فيه أداء. (النشر 1/ 192 – 193.
ط. بركة العمر.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[27 Feb 2007, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم
معذرة لهذه المداخلة، ولكني أود طرح سؤال وهذا السؤال ناتج عن طريقة تعامل القراء مع السند.
وسؤالي: هل هناك قراءة رُدت بسبب ضعف في السند ـ أي في أحد القراء ـ؟؟ وهل هناك من رد قراءة بسبب فسق قارئ؟؟
أم أنهم يردون القراءة بسبب انفراد الراوي ومخالفته لسائر من في عصره؟؟
أم أن مسألة السند مسألة زائدة علي الموضوع، والأصل الشهرة والاستفاضة.؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[27 Feb 2007, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الكريم:
قلت في مداخلتك: هذا السؤال ناتج عن طريقة تعامل القراء مع السند. وسؤالي: هل هناك قراءة رُدت بسبب ضعف في السند ـ أي في أحد القراء ـ؟؟ وهل هناك من رد قراءة بسبب فسق قارئ؟؟ أم أنهم يردون القراءة بسبب انفراد الراوي ومخالفته لسائر من في عصره؟؟ أم أن مسألة السند مسألة زائدة علي الموضوع، والأصل الشهرة والاستفاضة.؟؟
أخي الكريم مداخلتك هذه هل جاءت من واقع قراءة سابقة للمداخلات أعلاه أم هي وجهة نظر فقط ظهرت من خلال العنوان.
أخي نحن نتحدث في واقع معروف ولانريد أن نعطي أحكاما في المسلمات المتيقنة عند القراء،
أخي نحن أبناء مدرسة القراءات،
ولن نقول إن شاء الله إلا حقا، وتذكيرا أقول: لاعلاقة لما نبحثه بإدخال قراءة متواترة جديدة، ولارد قراءة لضعف سندها، أو لضعف راويها، ولا لانفراده ومخالفته.
نحن كما قلت: نتحدث عن علاقة قضية السند بعلوم القراءات وهي أحد علومه كما هو معروف، بمصطلح علوم الحديث، أخي الكريم: نحن نتحدث عن فهم موضوعي لتاريخ توثيق القراءات برؤية توافقية على عدة مسائل نريد إيجادها بين العلمين، تكون حلا لكثير من الإشكالات العلمية المطروحة.
و نريد كذلك أن نقول أنّ القراء المتأخرين استندوا على القول بالتواتر عند المحدثين وعند الأصوليين فهل في ذلك ضير علينا،
نحن نريد أن نقول إن مدرسة ابن الجزري اشتملت على قولين يرجعان إلى اشتراطه التواتر أولا ثم إلى اشتراطه صحة السند كيف نفهم هذا التحول .. الخ
هذا بعض ماكنا ندندن حول وتحياتي القلبية ودعواتي لصديقي العزيزين الدكتور الضاوي والشيخ محمد شريف. والله الموفق، ولي مداخلة قريبة إن شاء الله في الموضوع الأول الذي هو عنوان المشاركة.
¥