قال في النشر: وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة نص على ذلك أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو العز القلانسي في إرشاده وسائر الواسطيين وبه قرأت من طريقهم قال أبو محمد بن مؤمن في كنزه: إن جماعة من المحققين يجعلونها ياء خالصة وأشار إليه أبو محمد مكي والداني في جامع البيان والحافظ أبو العلاء والشاطبي وغيرهم أنه مذهب النحاة (قلت) وقد اختلف النحاة أيضاً في تحقيق هذه الياء أيضاً وكيفية تسهيلها. فقال ابن حبي في باب شواذ الهمز من كتاب الخصائص له: ومن شاذ الهمز عندنا قراءة الكسائي (أئمة) بالتحقيق فيها ............... " ا. هـ 1/ 432
ثم قال المحققون وعليه سائر القراء ـ إلا من رحم ـ:" وَآئِمَّةً سَهِّلْ أو أُبْدِل لنافع ... ومك وبصري ففي النشر عولا.
أظن يا سيدي يصعب حلّ هذه المسألة، وقل لي ـ بالله عليك ـ نأخذ بكلام الشاطبي وأصله؟
أم نأخذ برأي المحققين؟؟
أم تستطيع أن تجمع بين النقيضين؟؟
سيدي الفاضل: فضيلتكم إلي الآن لم تبرهنوا علي منهجكم، بل ومازلت تسأل الشيوخ الأفاضل أن يضعوا لك منهجا تسير عليه ـ رغم أني أشك في هذا ـ ولم تجب يا سيدي علي الأسئلة التي في المداخلة السابقة.
سيدي الفاضل: إن ما تقول أنت به إنما هو فضل عقلك تريد أن تلزمنا به رغم أني أثبت لفضيلتكم بطلان ما تقولون.
وأذكر لفضيلتكم قصة في مسألة "فضل العقل "
قال ابن الأزرق في " بدائع السلك في طبائع الملك " في باب " الدهاء والتغافل ":
((قال ابن خلدون: الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة، لأنه إفراط في الفكر كإفراط البلادة في الجمود، والطرفان مذمومان، والمحمود هو التوسط، كما في سائر الصفات الإنسانية. قال: ولهذا يوصف الشديد الكيس بصفات الشيطان. فيقال شيطان ومتشيطن. ثم استظهر على ذلك بقضية عزل عمر رضي الله عنه زياداً عن العراق، وفيها أن زياداً قال: لم عزلتني يا أمير المؤمنين؟ ألعجز أم لخيانة؟. فقال عمر: لم أعزلك لواحدة منهما، ولكن كرهت أن أحمل الناس فضل عقلك.
المسألة الثالثة من الكلمات الحكيمة في القدر المحمود من هذا الوصف: العاقل يغفل غفلة الآمن، ويتحفظ تحفظ الخائف.
الدهاء تجرع الغصة، وتوقع الفرصة.)) ا. هـ 1/ 128
لا نشك في ذكائكم، ولكن لا تحملنا فضل عقلك
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
والسلام عليكم
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Mar 2007, 06:38 ص]ـ
جزاكما الله خيراً على هذا النقاش المفيد،وأملي البعد عن صرفه من خلاف علمي في المسائل ووجهات النظر إلى 00
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Mar 2007, 11:48 ص]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أمّا بالنسبة الضاد فعلى أيّ أساس أخذ القراء بالضاد الشديدة؟ فإن أجبت بالمشافهة أقول لك أنّ هذه المشافهة مخالفة لمشافهة القدامى، ونصوصهم تدلّ على ذلك فّهم أعلم وأدرى وأقرب سنداً من رسول الله عليه الصلاة والسلام والعيب في المتأخرين وليس في القدامى. أمّا مسألة تفخيم الغنة ليس هناك من قال بذلك من أهل العلم المتقدمين، والغنة صفة، والصفة لا توصف بصفة أخرى إذ الحروف هي التي توصف لقول ابن الجزري (وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها) والغنة مخرجها من الخيشوم والتفخيم يكون من الفم لأنّ التفخيم معناه امتلاء الفم بصدى الحرف، فكيف يمتلأ الفم بصدى الغنة وهي تخرج من الخيشوم، حتّى وإن سلمنا أنّ القليل من الغنة يخرج من الفم. فالأسلم أن يقال تأثّر الغنّة بما بعدها ولا يقال تفخيم لأنّ التفخيم يصادم النصوص و لأنّه يفضي إلى التفخيم الحقيقي الذي نسمعه اليوم هو خروج الغنة من الفم مع المبالغة في أعلاء الصوت به. وما ذكرت هذه المسألة إلاّ ليفهم الأعضاء محلّ الخلاف، فالخلاف هو لفظي أكثر مما هو عملي فلا داعي للخوض فيه مرّة أخرى.
¥