تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

11 - قال الإمام محمد ابن إبراهيم الشريشي المشهور بالخراز (ت718) في كتابه القصد النافع لبغية الناشئ والبارع على الدرر اللوامع في مقرئ الإمام نافع: " فحقيقة الإشمام في ذلك أن تنحو بالكسرة نحو الضمة التي كانت على السين، ثمّ تتبعها الياء الساكنة فنتحوَ بها نحو الواو، ليتمكن النطق بذلك فتكون إذ ذاك حركة بين حركتين، لا كسرة خالصة، ولا ضمّ خالص هكذا قال الحافظ أ [و عمرو، فيكون على هذا يُسمع ويُرى حين ينحى بالياء نحو الواو." (ص348).

12 - قال الإمام عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح (ت461): " ومما يليق أيراجه بهذا الموضع الياء التي يُنحى بالكسرة التي قبلها نحو الضمّة فتخرج بين الياء وبين الواو في نحو قولنا (بُيع) و (قيل) وما أشبه ذلك لأنّها من فروع الياء كما أنّ الممال من فروع الألف " (الموضح ص84 تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى).

13 - قال النويري (ت857) في شرحه على الطيّبة (1/ 145): "وكيفية النطق به أن يلفظ على الفاء بحركة تامّة مركبة من حركتين جزء الضمّة وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذلك تمحضت الياء "

14 – قال البنا في الإتحاف " وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأوّل الفعل بحركة تامّة مركبة من حركتين إفزازاً لا شيوعاً فجزء الضمّة مقدّم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء "

أقول: من خلال هذه النصوص يتبيّن جلياً أنّ الخلاف دائرٌ بين مذهبين اثنين فالأوّل يذهب إلى أنّ الإشمام حركة بين الكسر والضمّ أي أن تنحو بالكسر نحو الضمّ والياء نحو الواو فيخرج الصوت بينهما وهذا المذهب هو ما عليه الآن مشايخ الشام. وأمّا المذهب الثاني وهو ما ذكره النويري والبنا عليهما رحمة الله وهو مذهب الإمام الجعبري رحمه الله تعالى وهو التلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين فجزء الضمة مقدّم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء، وهذا المذهب هو مذهب المحققين المتأخرين وقد وصل ببعضهم إلى ردّ ما سواه فقال الصفاقسي " ومن يقول غير هذا فإمّا أن يكون قد ارتكب المجاز أو قال بما لا تحلّ القراءة به " وقال حفيده العلامة المارغني " هذا هو الصواب ومن قال خلافه فكلامه إمّا مؤوّل أو باطل لا تجوز القراءة به ".

والذي يظهر والله أعلم أنّ السبب الذي حمل المتأخرين إلى الأخذ بهذا المذهب هو تخصيص المتقدّمين الإشمام أو الضمّ بأوائل هذه الأفعال فقط وهذا يوهم أنّ الضمّ يختص بفاء هذه الأفعال دون عين الكلمة أي حرف المدّ الذي بعده وهذا فيه نظر من عدّة أوجه:

أوّلاً: قد صرح القدامى على أنّ الإشمام هو أن تنحو بالكسرة نحو الضمة وبالياء نحو الواو فهي منزلة بين الياء والواو وبين الكسرة والضمة كما قال الداني: " فحقّه أن يُنحى بكسرة فاء الفعل المنقولة من عينه نحو الضمة كما يُنحى بالفتحة من قوله (من النار) و (من نهار) وشبههما إذا أريدت الإمالة المحضة نحو الكسرة فكذلك يُنحى بالكسرة إذا أريد الإشمام نحو الضمة لأنّ ذلك كالممال سواء" وقال أيضاً " وحقيقة الإشمام في هذه الحروف أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة يسيراً دلالةً على الضمّ الخالص قبل أن تعلّ كما ينحى بفتحة الحرف الممال نحو الكسرة قليلاً إذا أراد ذلك ليدلّ على أنّ الألف التي بعد الفتحة منقلبة عن ياء أو لتقرب بذلك من الكسرة وليتها ". وقال مكي القيسي: " الإشارة إلى الضمّ في هذه الأفعال تُسمع وتُرى في نفس الحرف الأول المكسور ومع ذلك الكسر إشارة إلى الضمّ تخالطه كما أنّ الحرف المتحرّك الممال لإمالةٍ فيه تُسمعُ وتُرى في نفس الحرف الممال والممال مفتوح ومع ذلك الفتح إشارة إلى الكسر تخالطه لتقريب الألف التي من أجلها وقعت الإمالة إلى الياء، وكذلك تقريب الألف الممالة إلى الياء في حالة الإمالة تُسمع وترى لأنّها ليست بحركة وليس الحرف الأول من هذه الأفعال بمضموم وإنّما هو مكسور يخالط كسرته شيء من اضم يُسمع. كما أنّ الحرف المفتوح الممال حكمه الفتح ويخالط فتحته شيء من الكسرة يسمع. فبالحرف الممال يشبه هذه الإشارة إلى الضمّ في هذه الأفعال ". أقول: وإلى ذلك ذهب الإمام القرطبي السخاوي و المالقي وأبو شامة والفاسي وغيرهم وما ذكروه يدلّ على أنّ الإشمام منزلة بين الكسر والضمّ وبين الياء والواو أي هو خلط

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير