ويعلم من التفسير واللغة طرفا صالحا،، وأما معرفة الناسخ والمنسوخ فمن علوم المجتهدين فلا يلزم المقرئ خلافا للجعبري،، ويلزم حفظ كتاب يشتمل علي القراءة التي يقرأ بها وإلا داخله الوهم والغلط في أشياء،، وإن قرأ وهو غير حافظ فلا بد أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه،،فإن شك فليسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتي يتحقق، وإلا فلينبه علي ذلك في الإجازة،،فأما من نسي او ترك فلا يقرا عليه إلا لضرورة مثل أن ينفرد بسند عال أو طريق لا يوجد عند غيره، فحينئذ إن القارئ عليه ذاكرا عالما بما يقرأ عليه جاز الأخذ عنه وإلا حرم، وليحذر الإقراء بما يحسن رأيا أو وجها أو لغة دون رواية ... ثم ذكر ما قاله ابن مجاهد في شروط المقرئ."ا. هـ صـ 28 وقد أوضحنا كلام ابن مجاهد في بحث" حجية التلقي" ولا بأس من ذكر كلام ابن مجاهد دون تعليق:
:" قال ابن مجاهد:
1.فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين.
2.ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه.
3.قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه .... وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم.فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله.
4.ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46
أما ترك الأوجه التي قرأ بها لا يشترط فيها القارئ المنتهي لأن مثل هذه ترجع إلي قدرات الطالب الذي يستطيع الاستيعاب،فإن قرأ أحد لحفص مثلا: بقصر المنفصل والتوسط وفويقه ثم أخذ يقرئ بوجه التوسط فقط فهذا لا شئ فيه وهو باتفاق ولكن لا يجوز له أن ينكر بقية الأوجه.
هل التحريرات اختيار للمصنفين فيها:
قال د/ محمد عبد اللطيف قنديل: ليست التحريرات اختيار للمصنفين فيها، ذلك لأن القراء العشرة أجمع العلماء علي ما اختاروه، وكان كل واحد منهم يختار القراءة التي صحت رواتها عند هو ترك غيرها،وإن صحت عند غيره.
أما عمل المحررين فلا يسمي اختيارا وإنما يعتبر تحقيقا علميا مبنيا علي مقابلة ما في كتاب النشر لابن الجزري مع أصوله التي ذكرها ابن الجزري جزئية جزئية، وتنظيمها للقراءات عند تلقي الطالب القرآن الكريم بالقراءات العشرة في ختمة واحدة منعا للتركيب والتلفيق المجمع علي تحريمه فعمل المحررين علي هذا النحو ليس اختيارا ولكنه شبيه بعمل علماء رواية الحديث." الفوائد النورانية صـ 20
اختيار القراء لكتاب الشاطبية ككتاب مستقل:
أجمع القراء منذ ثمانية قرون علي العمل بمضمون الشاطبية وقبول زيادتها علي التيسير قال الشاطبي:" وألفافها زادت بنشر فوائد" فما حكم هذه الزيادات؟؟
الأئمة قديما وحديثا علي العمل بهذه الزيادات لأن الشاطبي له اختيار في القراءة، واقرأ قول الخليجي:إن للقراءة بمقتضى الشاطبية وجهان نقرأ بهما لأنهما مقروء بهما ولكن لم ينبه الشاطبى على ضعف أحدهما وقد قال بعض المشايخ: إن ما خرج عن طريق كتاب الشاطبية قسمان:
¥