قال السخاوي: " وأما وقوع الياء بعدها فنحو " قرية ـ مريم " فذهب قوم إلي ترقيق الراء كما ترقق الياء الواقعة قبلها ليتقارب الصوت ويتشاكل ولو فخمناها لتضاد وتنافر وحصلت في اللفظ كلفة. قالوا: والفرق بين الياء والكسرة أن الحركة علي الحرف المكسور وبعدها مقدرة بعده فكأن الكسرة ما جاورت الراء والياء المفتوحة بعدها حركتها مقدرة بين يديها فكأنها قد وليت الراء ساكنة فكأن حكمها حكم الياء الساكنة وقبلها وهذا قياس. وقد أجاب أبو عمرو: أن الياء الساكنة إذا تحركت بالفتح التحقت بسائر الحروف فلم توجب إمالة ولا ترقيقا. قال: ولو كان هذا المذهب صحيحا لكانت الياء الساكنة به أولى وكذلك الكسرة إذا كانت توجبا ذلك إذا سبقتا فكان يجب ترقيق نحو: " لبشرين ـ ترجعون ـ الحرث "
قال: وفي الإجماع علي تفخيم الراء في هذه المواضع دليل بين علي خطأ من رقق الراء فيما تقدم واعتد بمكان الياء ......... ) ا. هـ فتح الوصيد 1/ 533
وقال ابن الجزري: معلقا علي " قرية، ومريم وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعلي العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح " ا. هـ النشر 2/ 103
هذا قول الأئمة الأعلام وناهيك بهم، والشيخ محمد يحيي ـ حفظه الله ـ يقول: " ... الميم وكذلك من انفرد بترقيق راء {مريم} و {قرية} مما كان منصوصاً إلاّ أنّ الترقيق لم يكن مشهوراً في هاتين الكلمتين .... ))
وأقوال الأئمة:" وفي الإجماع علي تفخيم الراء في هذه المواضع دليل بين علي خطأ من رقق الراء" وأيضا:" وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه ... " ا. هـ
الداني والسخاوي وابن الجزري الجميع يقولون بعدم النص فيما سبق، وخالف الشيخ محمد يحيي ـ حفظه الله ـ الأئمة .. فهل أتي لنا بالنص الذي لم يأت به ابن الجزري؟؟؟!!!
سيدي الفاضل: من أراد أن يضع منهجا يجب الا يقلد ويسرد الأقوال دون نظر فيها وإلا وقع في المحاذير، وحدث له خلط كبير، ولنسب إلي أهل العلم ما لم يقولوا به ـ كما رأينا ـ
عذرا سيدي الفاضل هذه منهجية تحتاج من فضيلتكم نظرة أخري، وكما قلت: الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء به.
وافق النصوص أم لا.
غفر الله لي وللشيخ محمد ولسائر المسلمين آآآآآميييييين
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[21 Mar 2007, 01:49 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يبدو أنّك لم تفهم مراد المنصوص. فالمنصوص عموماً هو كلّ ما ورد في النشر ومصادره ونصوص المتقدمين الذين عرفوا بالإمامة في هذا الفنّ سواء كان أصل النصّ عبارة عن مشافهة القدامى لمشايخهم أو كان على أساس اجتهاد أو قياس وفق الضوابط التي وضعها العلماء للقياس. فإن كان ذلك القياس لا يخرج عن الضوابط وتلقاه الأئمّة بالقبول فيكون ذلك الوجه مقبولاً. وإن كان ذلك القياس لم يتلقاه أهل العلم بالقبول فهو مردود كمسألة ترقيق الراء في {قرية} و {مريم}. حيث الترقيق فيهما موجود في مصادر النشر بمعني هو منصوص قد ذكره القدامى، بعضّ النظر في كونه قياس أم لا وحتّى وإن ثبت بالمشافهة فإنّه قد لا يكون مقبولاً لعدم شهرته وتواتره وهذا في الثابت مشافهة فما بالك بما ثبت قياساً.
والخلاصة أنّ ما نقل في المصادر فهو يدخل في المنصوص سواء كان أصل ذلك النصّ مشافهة أم قياساً فإن كان ذلك القياس متلقّى بالقبول فإنّه يأخذ حكم المنصوص المتلقى بالقبول الذي أصلة المشافهة. إذن فالمنصوص على حكمه بالقياس يدخل في ضمن المنصوص عموماً وبالتالي فإنّه يدخل في الخلاف المعتبر الذي ذكرناه في البحث.
أمّا القياس المحدث الذي لم يشر إليه القدامى لا قريب ولا من بعيد والذي يخالف النصوص الصريحة والمشافهة فهو قياس مردود ً لأنّه مخالف للضوابط التي وضعها العلماء للقياس في القراءة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[21 Mar 2007, 02:48 م]ـ
السلام عليكم
سيدي الفاضل: يبدوا أن كلمة " المنصوص " كل ما في النشر ومصادره مصطلح خاص بفضيلتكم دون المعروف لدي المتقدمين، وفضيلتكم من دعاة العمل علي منهاج المتقدمين مطلقا، ونحن كلك إلا أننا نقيد الأمر بما هو مقروء به اليوم.
وللتوضيح أنقل قولكم:". فالمنصوص عموماً هو كلّ ما ورد في النشر ومصادره "
وسآخذ كلمة واحدة وهي " ومصادره " هذه المصادر تعني الكتب التي نقل منها ابن الجزري الأوجه المقروءة بها، ولكن المنصوص لدي ابن الجزري يخالف ما ذكرتموه لأن الذي قال بترقيق الراء في السابق مكي والحصري القيرواني ورغم أن هذه الكتب كانت لدي ابن الجزري ونقل منها بعض الأوجه ـ كما تعلم ـ إلا أنه قال: وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه ... " فماذا يعني ابن الجزري بـ"المنصوص " لا يعني بالطبع ما ذكرتموه وقوله: "عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه " إشكال آخر حيث من ذكرتهم سابقا متقدمين عن ابن الجزري.
سيدي الفاضل: هل وضعت منهجا واضحا .. هل تقول بصطلح القدامي أم بمصطلح خاص بفضيلتكم؟
وأذكر فضيلتكم بقول أحد الأفاضل لفضيلتكم من ذي قبل حتي لا يضطرب قولكم فيما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حبذا ياشيخ يحي شريف لو الفت وريقات في الموضوعين أعلاه، وتحاول أن تنجزهما كلا على حدة، سالكا منهجا علميا محددا، وفق رؤية تتناسب والشريحة التي تريد خطابها، ثم تعرض ذلك على المختصين، واحسب أن قيامك بذلك سيلاقي نجاحا كبيرا لدى المختصين وفقني الله وإياك. والسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
¥