السورة نفسها: " فلم أجد فيه نصّاً والذي يظهر البسملة قطعاً، فإنّ السورة والحالة هذه مبتدأة كما لو وصلت الناس بالفاتحة. " انتهى النشر 1/ 270"، فمراده بالنص هنا الذكر أي لم أجد من ذكر أو تكلم عن هذه المسألة من القدامى فضلا عن اختيارها، وقد يراد به قولا غير معتبر كما قال في كان آخر:" وأمّا نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم ولم يسبقه إليه أحد " النشر 1/ 215، وهناك كلمة أخرى استعملها العلماء القدامى في مصنفاتهم وهي كلمة "زعموا"، فأحيانا يراد بها مطلق الذكر والحكاية، وأحيانا يراد الادّعاء، فسياق الكلام هو المحتكم في الرجوع إلى المعنى المراد، والله تعالى أعلم، وهو الموفق إلى كل خير.
السلام عليكم
أخي الكريم أبا منذر: لقد لفتم نظري إلي شئ مهم أن مثل هذه المواضيع الحساسة يجب أن نعرضه علي المتخصصين، وليس الأمر بمجرد خاطرة ويكتب من شاء ما شاء. أنا أوافقك علي هذه الملحوظة الدقيقة.
ثانيا: أشرتم إلي شئ آخر مهم ألا وهو: النظر في سياق النصوص.
وهذه الملحوظة أيضا تعود بنا إلي النقطة الأولي (العرض علي المتخصصين) الذين يستطيعون التمييز بين النص المعمول به، والنص المهمل.
وتأييدا لكلام فضيلتكم: ليس كل ما في الشاطبية يؤخذ به، وليس كل ما في التيسير يؤخذ به، وليس كل ما في النشر يؤخذ به. (حتي المانعين للتحريرات نفوا المبالغة في تحرير الوجه) أي هناك قدر مشترك لا يأخذون به مثل إطلاق الداني في التيسير (اعلم أن أبا عمرو لم يدغم من المثلين في كلمة إلا ........ )
وإطلاق الشاطبية (ودونك الإدغام الكبير وقطبه أبو عمرو البصري فيه تحفلا)
وفي النشر مثل (التوسط في همزة الاستفهام ـ آلان)
وكل هذه الأمثلة إهمال للنصوص ـ رغم صحتها ـ واعتمدو في ذلك اختيار الشاطبي وتركوا النصوص، والأفضل (العمل بما أجمع عليه أهل التخصص في كل عصر وإن خالفت النصوص)
إذن مثل هذه المواضيع يجب أن تعرض علي أهل التخصص ـ كما أشرتم ـ حفظكم الله
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Aug 2007, 03:06 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي الشيخ المقرئ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إطلاق الإدغام الكبير لأبي عمرو مقيّد بما نصّه السخاوي وبما بيّنه ابن الجزريّ في النشر وهذه كلّها نصوص معتبرة يفسّر بعضها بعضاً بتقييد المطلق وتخصيص العموم ورفع الإبهام والغموض كما فعل ابن الجزري رحمه الله تعالى وأتعجّب كيف تقولون " أنّهم اعتمدوا اختيار الإمام الشاطبيّ وتركوا النصوص " سبحان الله كأنّك تتجاهل بأنّ قصر البدل لورش وإن لم يكن من التيسير فهو من كتاب التذكرة لابن غلبون وهو شيخ الداني صاحب التيسير وأنّ طول البدل فمن جامع البيان للداني نفسه وهذه كلّها من طرق الشاطبية وأصولها؟ وهل اختارها الإمام الشاطبي من نفسه أي باجتهاده وعقله؟ أمّا مسألة {ءآلان} ففيها الكثير من الأوجه وهي كلّها اختياريّة وليست إجبارها فبعضها أقوى من بعض وبعضها أشهر من بعض وإذا قرأنا ببعض الأوجه منها فهي تجزئ ولا يمكن أن نقول في هذه الجزئية أنّه إهمال للنص مادام في المسألة سعة لكثرة الأوجه ولعلّ من أسقط وجه التوسّط كان بسبب وحود ما هو أولى منه لكثرة الأوجه فيها، وسأبحث إن شاء الله تعالى في هذه المسألة وسأبيّنها بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
ثمّ وإن كان هناك إهمال لنصّ من النصوص فيكون ذلك الإهمال بنصّ آخر أقوى منه لكون المسألة متعلّقة براجح ومرجوح وكلاهما منصوص في النشر والمصادر. إلاّ أنّ المشكلة اليوم هو إهمال النص من غير أيّ مبرّر معتبر فيسقطون ما أجمع عليه القدامى وما استفاض واشتهر عنهم بمجرّد اجتهادٍ أو رأي مستدلّين بالمشافهة في المسألة التي ليس لها أصل ولا نصّ يؤدها.
والغريب في كلّ هذا أن يقال أنّ الأولى هو الأخذ بما هو عليه القراء في كلّ عصر وهذا الكلام في حدّ ذاته يصادم منهج المحققين في كلّ عصر. أتتغيّر المشافهة في كلّ جيل. أخي المقرئ إنّك تعترف بأنّه لا حرج إن تغيّرت المشافهة من كلّ عصر ما دام المتخصصون المعاصرون متفقون. أقول: كيف تجمع بين هذا الكلام وكون القراءة سنّة متبعة؟ إن كنّا نتعبّد بذلك أتتغيّر العبادة من زمن إلى زمن؟ وما الفائدة من السند؟ كيف تُسند وجهاً إلى رجال ما قرؤوا به؟ أليس هذا كذب في الرواية؟
إن لم يكن في هذا المنتدى متخصصون قادرون على حلّ هذه المسائل المطروحة عليهم فلماذا تجعل نفسك في الواجهة إذن وتردّ وتناقش؟ فإنّه بإمكانك عرض هذه المسائل على المتخصصين في مصر ثمّ تقوم بنقل أقاويلهم في المنتدى لتعمّ الفائدة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 Aug 2007, 02:29 م]ـ
السلام عليكم
قلتم ((أخي المقرئ إنّك تعترف بأنّه لا حرج إن تغيّرت المشافهة من كلّ عصر ما دام المتخصصون المعاصرون متفقون. أقول: كيف تجمع بين هذا الكلام وكون القراءة سنّة متبعة؟ إن كنّا نتعبّد بذلك أتتغيّر العبادة من زمن إلى زمن؟ وما الفائدة من السند؟ كيف تُسند وجهاً إلى رجال ما قرؤوا به؟ أليس هذا كذب في الرواية؟))
أقول: لماذا تركوا نصوص الضاد الظائية وأخذوا بنصوص الضاد الشديدة؟؟
فقد تركوا النصوص ـ رغم صحتها ـ هل هؤلاء القراء جميعا جانبهم الصواب؟؟
أليست القراءة سنة؟ فمن أين جاء هؤلاء بالضاد الشديدة؟؟
هذا سؤال لم أر جوابا منكم منذ أن طرحته
والسلام عليكم
¥