تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكلمة. وكذا روى الداني عن جميع شيوخه من جميع طرقه فإذا كان غير ألف فأما أن يكون ياء أو واواً فإن من سهل القسم قبلها مع الألف أجرى التسهيل معها بالنقل والإدغام مطلقاً سواء كانت الياء والواو في ذلك من نفس الكلمة نحو (تزدرى أعينكم، وفي أنفسكم، وأدعو إلى) ضميراً أو زائداً نحو (تاركوا آلهتنا، ظالمي أنفسهم، قالوا آمنا، نفسي أن) وبمقتضى إطلاقهم يجري الوجهان في الزائد للصلة نحو (به أحداً، وأمره إلى، وأهله أجمعين) والقياس يقتضي فيه الإدغام فقط والله أعلم. وانفرد الحافظ أبو العلاء بإطلاق تخفيف هذا القسم مع قسم الألف قبله كتخفيفه بعد الحركة كأنه يلغي حروف المد ويقدر أن الهمزة وقعت بعد متحرك فتخفف بحسب ما قبلها على القياس وذلك ليس بمعروف عند القراء ولا عند أهل العربية. والذي قرأت به في وجه التسهيل هو ما قدمت لك ولكني آخذ في الياء والواو بالنقل إلا فيما كان زائداً صريحاً لمجرد المد والصلة فبالإدغام وذلك كان اختيار شيخنا أبي عبد الله الصائغ المصري وكان إمام زمانه في العربية والقراءات والله تعالى أعلم. النشر 1/ 436.

أقول: هذا المثال يدلّ أيضاً على أنّ الوجه ولو كان الأقيس لا يعني أنّه يقدّم في الأداء، وذلك كون تسهيل الهمزة وقفاً في نحو {بمآ أنزل} هو القياس الصحيح كما قال ابن الجزريّ، لأنّها

تصير باتصالها بما قبلها في حكم المتوسّطة وهذا وجيه وقويّ في القياس إضافة إلى كون التسهيل هو الموافق لأصل التخفيف الذي تبنّاه الإمام حمزة في الوقف على الهمز. وهذا مع قوّته في القياس إلاّ أنّ التحقيق هو المقدّم في الأداء لشهرته واستفاضته عند جمهور أهل الأداء. ولا بدّ من التنبيه أنّ التسهيل الهمزة في هذا النوع خارج عن طرق طرق الشاطبية والتيسير لأنّ الداني لم يرو ولم يقرأ عن شيوخه إلاّ بوجه التحقيق وهو ظاهر كلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى حين قال: (سوى أنّه من بعد ما ألف جرى ..... يسهّله مهما توسّط مدخلا). والعلم عند الله تعالى.

المسألة: الثالثة عشرة: إجراء الياء والواو الأصليتين مجرى الزائدين في إبدال الهمزة وقفاً لحمزة:

قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: " (فمن القسم الأول) وهو الذي ذكره بعض النحاة إجراء الياء والواو الأصليتين مجرى الزائدتين فأبدلوا الهمزة بعدهما من جنسهما وأدغموهما في المبدل من قسمي المتطرف والمتوسط المتصل. حكى سماع ذلك من العرب يونس والكسائي وحكا أيضاً سيبويه ولكنه لم يقسه فخصه بالسماع ولم يجعله مطرداً ووافق على الإبدال والإدغام في ذلك جماعة من القراء وجاء أيضاً منصوصاً عن حمزة. وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح فارس وذكره في التيسير وغيره وذكره أيضاً أبو محمد في التبصرة وأبو عبد الله بن شريح في الكافي وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم وخصه أبو علي بن بليمة (بشيء وهيئة وموئلا) فقط فلم يجعله مطرداً ولم يذكر أكثر الأئمة من القراء والنحاة سوى النقل كأبي الحسن بن غلبون وأبيه أبي الطيب وأبي عبد الله بن سفيان وأبي العباس المهدوي وأبي الطاهر صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي وأبي القاسم بن الفحام والجمهور وهو اختيار بن مجاهد وغيره وهو القياس المطرد إجماعاً.

ألقول: إنّ السبب في كون وجه النقل الأقيس في الأداء لكونه الأشهر عند أهل الأداء وأهل اللغة إذ هو الأصل والقياس المطرد إجماعاً، وإنّما أُجريَ فيه حكم الإبدال مع الإدغام إلحاقاً وتبعاً لمجرى الزائدتين كما ذكر ابن الجزريّ عليه رحمة الله، ولا يمكن تقديم الملحق بالأصل على الأصل نفسه والعلم عند الله تعالى.

هذا ما تيسّر لي جمعه لحدّ الآن وبقي قسط وافر منها سأنقله بحول الله تعالى

محمد يحيى شريف الجزائري.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Feb 2008, 11:35 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

مسألة قياس لفظ {فرقة} لمن أمال هاء التأنيث بلفظ {فرق} في ترقيق الراء:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير