تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا الفنّ كذلك، وكذا حرف الضاد الذي تغيّر مع مرّ الزمان وتناقله المهرة عبر القرون. لذا فالقضية ليست قضية وجود المهرة لأنّهم موجودون في كلّ زمان وإن كنوا قلّة ولله الحمد وإنّما العبرة في الاعتماد على النصّ اجتناباً للغلط والوهم، لأنّ الاعتماد على السماع والتلقّي المجرّدة عن النصّ يجرّ صاحبه إلى الوقوع في الغلط كما قال الإمام مكيّ القيسي " وما نُقل بتلاوة ولم يُؤيّده نصّ كتاب، فالوهم والغلط ممكن ممّن نقله، إذ هو بشر " نفس مصدر السابق.

رابعاً: القراءة على الكفيف، وقراءة الكفيف على الكفيف: نحن نعلم أنّ القراءة على الشيخ تكون بالتلقّي والمشافهة، ومن تمام المشافهة أن ينظر الشيخ إلى التلميذ وهو يقرأ، ومن المعلوم أنّ تحريك الشفة مثلاً يؤثّر في أداء الحرف فلو حرّك القارئ شفتين عند النطق بالراء الساكنة فإنّ الصوت يكون قريباً من الواو في نحو {الرحمن الرحيم} خلافاً إن أمسك عن تحريك شفتين وأعمل طرف اللسان إعمالاً تاماً لخرج صوت الراء صحيحاً خالصاً لا يشوبه شيء. هذه الأمور قد لا يتنبّه لها الكفيف.

خامساً: التساهل في الإقراء: إنّ التساهل في الإقراء موجود وللأسف، فمن المشايخ من همّه نشر القراءات والأسانيد ولا يبالي من جهة الجودة والإتقان، ومنهم من يستمع إلى قارئين أو أكثر في آن واحد، ومنهم من يستمع ويتكلّم وقد ينام من التعب فترى القارئ يغتنم تلك الفترة ليسرع في القراءة، والأمثلة كثيرة في ذلك أكفتي بما ذكرت.

فنخلص ممّا سبق ضرورة إعادة النظر في المنهجية التي يتبناّها معظم أهل الإقراء في هذا الزمان، ويتمثّل ذلك في الاعتماد على نصوص أئمّتنا في إثبات صحّة الأوجه المقروء بها اليوم لا سيما المختلف فيه بينهم، وللتفريق بين أهل العلم من المقرئين وبين المقلّدين منهم، إضافة إلى إعطاء قيمة إضافية إلى ما هو مقروء به اليوم بالتحقيق وبتنقيح القراءة من كلّ ما يخالف نصوص أئمّتنا وما يخالف إجماعهم وما استفاض وانتشر عندهم، وبذلك نجمع بين الرواية والدراية أي بين الإسناد وبين العلم بمقتضى أداء ما ثبت في الإسناد.

أكتفي بما ذكرت وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Apr 2008, 01:44 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الحبيب محمد يحيي شريف، يا أخي الكريم ما هذا الكلام الذي تكتبه؟؟ قد فرغنا من موضوع التقارب خرجت لنا بموضوع الاجتهاد؟؟

الشيخ عامر لم يجتهد أطلب النصوص التي تنادي بها ونحن نأتيكم بنصوص لا تصد ولا ترد

أقول: حتّى قولكم: (((وإن كان جميعهم مهرة فإنّ الخلاف سيقع إذا لم يعتمدوا على النصوص والأصول، خاصّة إذا أدخلوا الاجتهاد في القراءة كما في مسألة الفرجة في الميم الساكنة والإقلاب حيث انفرد بها العلامة الشيخ عامر رحمه الله وهو من هو فتغيّر الأداء.))) ا. هـ

وأنا سأجعل لك نصا في صحة الفرجة ـ إن شاء الله ـ بعيدا عن المرعشي ... ولكن قبل أن أضعه لكم أسألك بعض الأسئلة:

هل هناك خلاف في غنة النون الساكنة والتنوين مع حرف الباء ـ أي في حالة الأقلاب ـ؟؟

والسلام عليكم

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Apr 2008, 11:19 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

أخي الشيخ هل لك الحق أن تلزمني بما تعتقد؟ من جهتي فإنّي أعتقد أنّ الشيخ عامر رحمه الله تعالى مجتهد ومتأهّل للاجتهاد وهو مأجور عند الله تعالى وليس هناك أيّ عيب ولا تعريض من مقام من وُصف بأنّه اجتهد في مسألة من المسائل، ولست أوّل من قال أنّ الشيخ عامر رحمه الله تعالى اجتهد في المسألة بل كثير من علماء هذا الفنّ ممن يشار إليهم بالبنان في هذا العصر، ولا أريد أنّ أصرف موضوع المنهجيّة إلى الحوار في مسألة الفرجة التي هضمت منذ سنوات إذ لا يليق أن نضع على مائدة الطعام طعاماً مأكولاً بل مهضوماً ملّ الناس منه، وموضوع المنهجية أكبر وأعظم عندي من مسألة الفرجة، لأنّه متعلّق بأصول المسائل وليس بفروعها ولا شكّ أنّ الأصول أهمّ من الفروع من جهة البحث والدراسة والحوار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير