وقرأ العامَّةُ أيضاً "بقادرٍ" اسمَ فاعلٍ مجروراً بباءٍ زائدةً في خبرِ "ليس". وزيدُ بن علي "يَقْدِرُ" فعلاً مضارعاً. والعامَّةُ على نصب "يُحْيِيَ" بـ"أَنْ" لأنَّ الفتحةَ خفيفةٌ على حرفِ العلةِ. وقرأ طلحةُ بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإمَّا أَنْ يكونَ خَفَّتَ حرفَ العلةِ بحَذْفِ حركةِ الإِعرابِ، وإمَّا أَنْ يكونَ أجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ.
(14/ 193)
وجمهورُ الناسِ على وجوبِ فَكِّ الإِدغامِ. قال أبو البقاء: "لئلا يُجْمَعَ بين ساكنَيْن لفظاً أو تقديراً". قلت: يعني أنَّ الحاءَ ساكنةٌ، فلو أَدْغَمْنا لسَكَنَّا الياءَ الأولى أيضاً للإِدغام فيَلْتقي ساكنان لفظاً، وهو مُتَعَذَّرُ النطقِ، فهذان ساكنان لفظاً. وأمَّا قولُه: "تقديراً" فإنَّ بعضَ الناسِ جوَّز الإِدغامَ في ذلك،
وقراءتُه "أَنْ يُحِيَّ" وذلك أنه لَمَّا أراد الإِدغامَ نَقَلَ حركةَ الياءِ الأولى إلى الحاء، وأدغمها، فالتقى ساكنان: الحاءُ - لأنها ساكنةٌ في التقدير قبل النقلِ إليها -
والياءُ؛ لأنَّ حركتَها نُقِلَتْ مِنْ عليها إلى الحاءِ، واستشهد الفراءُ لهذه القراءةِ: بقوله:
................... * تَمْشِي لسُدَّةِ بيتها فَتُعِيُّ
وأمَّا أهلُ البصرةِ فلا يُدْغِمونه البتةَ، قالوا: لأنَّ حركةَ الياءِ عارضةٌ؛ إذ هي للإِعرابِ. وقال مكي: "وقد أجمعوا على عَدَمِ الإِدغامِ في حالِ الرفع. فأمَّا في
حالِ النصبِ فقد أجازه الفراءُ لأجلِ تحرُّك الياء الثانيةِ، وهو لا يجوزُ عند البَصْريين؛ لأنَّ الحركةَ عارضةٌ" قلت: ادعاؤُه الإِجماعَ مردودٌ بالبيتِ الذي
قَدَّمْتُ إنشاده عن الفراءِ، وهو قوله: "فَتُعِيُّ" فهذا مرفوعٌ وقد أُدْغِمَ. ولا يَبْعُدُ ذلك؛ لأنَّه لَمَّا أُدْغِم ظهرَتْ تلك الحركةُ لسكونِ ما قبل الياءِ بالإِدغام.))
وقوله: وقرأ طلحةُ بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإمَّا أَنْ يكونَ خَفَّتَ حرفَ العلةِ بحَذْفِ حركةِ الإِعرابِ، وإمَّا أَنْ يكونَ أجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ.)) فهذا التعليل دال علي أنه يثبت الياء وقفا علي قراءة طلحة والفياض ويحذفها وصلا، لأنه أجراه في الوصل مجري الوقف وحذفها للساكنين دل علي أنهم لم يكونوا يحذفون الياء وقفا، وهكذا يقاس عليها نظائرها. وهذا مع ما تقدم من الأدلة.والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[12 Apr 2008, 12:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ عبد الحكيم وبارك الله فيكم
وقد ذكر علماء الرسم أن لفظ يحيي إذا كان متحرك الياء الأخيرة كما في قوله تعالى (على أن يحيي الموتى) فالمحذوف رسما الياء الأولى ولذا ينبغي أن يوقف عليه بياءين لأن الحرف المحذوف إذا كان وسطا يثبت في الحالين
أما إذا كان لفظ (يحي) ساكن الياء المتطرفة فقد نصوا على الخلاف في تحديد المحذوف الياء الأولى أم الثانية، والمعمول به الآن في المصاحف أن المحذوف الثانية.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Apr 2008, 11:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ عبد الحكيم وبارك الله فيكم
وقد ذكر علماء الرسم أن لفظ يحيي إذا كان متحرك الياء الأخيرة كما في قوله تعالى (على أن يحيي الموتى) فالمحذوف رسما الياء الأولى ولذا ينبغي أن يوقف عليه بياءين لأن الحرف المحذوف إذا كان وسطا يثبت في الحالين
أما إذا كان لفظ (يحي) ساكن الياء المتطرفة فقد نصوا على الخلاف في تحديد المحذوف الياء الأولى أم الثانية، والمعمول به الآن في المصاحف أن المحذوف الثانية.
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا شيخنا وأستاذنا الكبير ا. د / أحمد شكري علي هذه الإضافة القيمة (إني لأحبكم في الله).
وهذه الإضافة جعلتني أقول في نفسي إذا كان في الأمر خلاف في ثبوت الياء الأولي أم الثانية ـ لفظ (يحي) في حالة سكون الياء ـ بصرف النظر عن قول الجمهور ـ إذن لم يكن هناك خلاف في ثبوت الياء من جهة اللفظ وقفا، وإلا لفرَّعوا علي هذا الخلاف ولقالوا مثلا: من كانت عنده المحذوفة الأولي فيقف بكذا وإن كانت الثانية فيقف بكذا، مثل ما فعلوا في وقف حمزة بالإبدال علي نحو (السما) وهذا يؤكد أن الياء ثابتة في اللفظ. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 May 2010, 07:08 م]ـ
وإليكم البحث كاملا لتغير الرابط
بسم الله الرحمن الرحيم
¥