كان آخر من بقي باليمن من شيوخ القراء أهل الضبط والإتقان وممن جمع حسن الأداء والتحقيق بحيث أنه كان إذا قرأ لا يتمكن من قراءة الفاتحة من المأمومين إلا من لا ذوق له وتفرد بذلك في اليمن مدة. وهو ممن لقي ابن الجزري بالديار المصرية وقرأ ببعض الروايات ثم أكمل عليه العشر باليمن ...
مات سنة 571 هـ
قلت وأثبت في الضوء قراءة أبو بكر بن إبراهيم بن علي اليعلائي الحرازي اليماني عليه.
وقال عنه: حفظ القرآن والشاطبيتين وغيرها وتدرب بأبيه في ذلك ثم ارتحل بعد موته لتعز فتلاً للسبع بل وللعشر على الموفق أبي الحسن علي بن محمد بن عمر الشرعبي الشافعي الماضي ... وهو الآن سنة 897 حتى جاز الكهولة متصد للقراآت انتفع به فيها وممن قرأ عليه الفقيه علي بن محمد بن أحمد السرحي ...
وله ترجمة في الضوء.
======================================
2 - عمر بن يعقوب بن أحمد أبو حفص الطيبي ثم الدمشقي المقرئ الضرير أخذ القراءات عن الزين عمر بن اللبان الماضي بأخذه لها عن أبيه وغيره وكان أخذ عن ابن الجزري وكان فقيهاً بالشامية البرانية وأحد القراء بدمشق ... وتلا عليه غير واحد ويقال أنه حج ماشياً في قبقاب وأنه إذا سمع القرآن لا يتمالك نفسه من البكاء.
======================================
3 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح .. الكناني المصري المدني الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن صلح.
ولد 799 بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وقال إنه تلاه للعشر من طريق النشر على ابن الجزري مصنفه
وكان ذكياً مسدداً في قضائه كريماً من دهاة العالم ذا سمت حسن وملقي جميل مع فضيلة في الفقه ومشاركة في غيره وسهولة للنظم بحيث كان قد ابتدأ نظم القراآت العشر من طرق ابن الجزري في روي الشاطبية ونحوها مع التصريح بأسماء القراء نظماً منسجماً واختصاراً حسناً لو كان سالماً من اللحن
مات سنة 860
=================================
4 - محمد بن محمد بن أحمد الشمس البقاعي الدمشقي.
أخذ القراآت عن ابن الجزري وعنه محمد بن علي بن اسمعيل القدسي بالقاهرة سنة 857 هـ.
5 - بشير الحبشي ثم القاهري مولى الخواجا يعقوب كرت والد أبي بكر سبط الحلاوي
حفظ القرآن والتنبيه واشتغل بالقراآت فجمع للسبع بمكة في سنة 841 على الشيخ محمد الكيلاني وللأربعة عشر بها أيضاً في سنة ثمان وأربعين علي الزين بن عياش رفيقاً للشمس بن الحمصاني بل وأخذ قبل ذلك أيضاً عن ابن الجزري حين قدومه القاهرة ...
والخلاصة:
حصر الآخذين للعشر الكبرى عن ابن الجزري بالقراءة الكاملة، أمر ليس بالهين. وكذا الآخذين عنهم وكل يوم نزداد يقينا بتواتر العشر الكبرى عن الإمام، وأن ما بين أيدينا ليس إلا ثمرة الاختصار وطلب العلو كما سيأتي.
============================================
4 - رفع الإشكالات عن بعض الإجازات التي أجيز بها تلامذة الإمام ابن الجزري
وهذه من أهم نقاط هذا البحث فبعد سرد أسماء هؤلاء الأعلام الذين تشرفوا بالقراءة والإجازة من الإمام ابن الجزري يتوجب علينا زيادة الإيضاح في إثبات اتصال القراءة بالعشر الكبرى من طريق النشر قراءة وإقراء على مر العصور من عهد الإمام إلى هذه الأيام.
وهذا البحث ما هو إلا نواة لمزيد بحث وتنقيب. ومع صغر حجمه وتواضع المجهود المبذول فيه لكن بحمد الله تطمئن النفس فيه إلى إثبات اتصال القراءت العشر الكبرى بالإمام دون أدنى شك.
وعودا على الإشكال الرئيسي في انتهاء هذه الأسانيد لهؤلاء الأعلام مع ثبوت عدم إكمال بعضهم القرآن كاملا على الإمام،
وفي نظري أن سبب ذلك عائد إلى عدة أمور يمكن عزوها إلى ما يلي:
1 - بغية الاختصار، وهذا يتم مع تقادم الزمان وإلا لطالت وتشعبت الإجازات دون الحاجة الماسة لذلك طالما الأصول محفوظة، والاكتفاء بالبعض عن الكل، لأن المنسوب لهم القراءة أعلام مؤتمنون على ما يقدمون. فكيف لشخص مثل شيخ الإسلام زكريا أن يقرئ ويجيز بغير ما قرأ.
2 - طلب العلو، فذكر شخص واحد أو اثنين مجازين بين القارئ والإمام وكونهم من الأعلام له وقع أزكى في النفس من ذكر 4 أو 5 مثلا وفيهم أناس أقل شهرة بين عامة أهل العلم. والأمثلة القادمة ستثبت وجود ذلك.
¥