تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

النفع لعباد الله أمة رسوله وربما يكون في أثناء بعض تصانيفه والناس يختطفونه من يده ويتتبعونه بالنسخ حتى ربما أدركه النساخ قبل أن يستكمل الكراسة فينظرونه، سر إلهي لم يتسن لمن سبقه كالغزالي وغيرهم من أئمة الهدى على علو قدرهم، فأحرى أن يتسنى لمن بعده، جزاه الله عن المسلمين خيرا، ونفعنا به وأعاد علينا من بركاته، وهي عديدة مختلفة الأجناس متباينة الأنواع لم أقم بمعرفتها، فالذي ختمته عليه منها ورويته "تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن"، و"الدر المنتقى" و"كتاب الأذكار والدعوات" و"كتاب الأنوار المضيئة الجامعة بين الشريعة والحقيقة"، وكتاب "العلوم الفاخرة في أحوال الآخرة")).

وكتب الشيخ عبد الرحمن الثعالبي تحت استجازة تلميذه ما يلي: ((بلغ قراءة تفهم وبحث من أول هذا السفر إلى هنا، وكتب عبد الرحمن بن محمد الثعالبي لطف الله به وجعله من خير الفريقين، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. في أواخر ذي القعدة عام سبعة وأربعين وثمانمائة)).

وكتب المجيز أي الثعالبي بخطه أسفل الاستجازة ما يلي: ((الحمد لله سمع علي الفقيه المحب الفاضل إسماعيل بن إبراهيم السنجاسني جميع هذا السفر إلى سورة سبأ وأجزته أن يرويه عني ويقرئه متثبتاً ومتحرياً بالوقف على الخوض فيما لم يصل إليه فهمه ... الخ)).

إني أضفت ترجمة الثعالبي إلى من ذكرتهم قبله ولو حظي تفسيره بالطبع إذ اغتنمت فرصة تحرير هذه الدراسة فأثبت ما اكتشفت من هذه النسخة الأصلية التي عليها إجازته بخطه، وقد كتبها قبل وفاته بثمان وعشرين سنة، إذ كتبها سنة 847هـ، وتوفي سنة 875هـ.

ولهذا النوع من الإجازات أهمية عظمى حيث أن المستجاز يضبط اسم الأستاذ وتاريخ الأخذ عنه، ومما تمتاز به هذه الاستجازة الطريقة التي كان تلامذة الشيخ يوزعون بها تآليفه وهي جارية في بعض الجهات، فبمجرد ما يفرغ المؤلف من تحرير كراسة أو كراستين يتقاسم أوراقها الخطاطون من التلامذة ويوزعونها فيما بينهم، وعندما ينتهي المؤلف من تأليفه يكون عدد نسخه تبلغ العشرات والمئات، والذي يؤسف له أن الإجازة الثانية أكثرها غير واضح، وهذه النسخة من التفسير عثرت عليها منذ سنوات، واستعرتها من إمام الجامع الجديد إذ ذاك الشيخ محمد اليعقوبي-إمام جامع كتشاوة- وأخذت منها صوراً نقلية لي وله، وللمرحوم الشيخ محمد بابا عمرو.

ولنضف إلى الثعالبي نبذة من ترجمة العالم الشهير محمد بن علي الخروبي المتوفى بالجزائر حوالي سنة 962 هـ، ولهذا العالم شهرة إدراكه الحكم العثماني إماما خطيبا بالجامع المالكي، قال في التعريف به صاحب "الإعلام بمن حل بمراكش واغمات من الأعلام": ((محمد بن علي الخروبي الطرابلسي المنشأ نزيل الجزائر ودفين خارجها، كان من أهل الحديث والفقه والتصوف والصلاح، واقفا على أغراضهم جمع في فن التصوف والأذكار والأوراد كتبا ... )) إلى أن قال: (( ... وحدث بعض الجزائريين انه رأى تفسيراً له على القرآن العظيم بجزائر مزغنة وغير ذلك، وكان جماعا للكتب خطيبا بالجزائر وكان له وجاهة عند أمراء بني عثمان استعملوه في السفارة بينهم وبين أبي عبد الله المهدي الشريف الحسني مرتين فورد المغرب فأخذ عنه كثير من أهله…الخ)).

وقد وصلنا من تفسيره مقدمته، وقد سمى تفسيره "رياض الأزهار وكنز الأسرار".

نقتصر على هذه اللقطات من ترجمة الإمام محمد بن علي الخروبي، ونواصل حديثنا عن بقية المقرئين الذين اخترنا استعراضهم في هذه الدراسة، وهم وإن بلغوا شهرة في عهدهم، ونوه بهم بعض تلامذتهم في أسانيدهم وفهارسهم كالمؤرخ محمد أبي راس المعسكري وغيره بالنسبة إلى عالمين جليلين وهما الشيخ أحمد بن ثابت التلمساني وأستاذه ابن توزينت، وأختم هذه الدراسة بإلحاق مقرئين جليلين وهما الشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي، والشيخ علي بن الحفاف اللذين يعدان معاصرين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير