تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالشيخ أحمد بن ثابت التلمساني له تأليف مشهور عن القراء بالجزائر سماه: "الرسالة الغراء في ترتيب اختلاف القراء" ينتمي أحمد بن ثابت إلى أسرة بني زيان ملوك تلمسان وقد ذكر تلميذ من تلامذته المؤرخ محمد أبو راس في رحلته عند تعداد أساتذته فقال: ((ثم تتلمذت للشيخ منصور الضرير تلميذ شيخ شيوخنا وآخر أهل الرسوخ، أحد أطواد الأسانيد الثوابت، الشيخ أحمد بن ثابت المتوفى سنة 1158هـ، بجبل ترارة لما أخرجه من أرض آبائه فرغلية تلمسان، فأتقنت على الشيخ منصور القرآن…)).

أخذ الشيخ أحمد بن ثابت المذكور عن المقرئ الشهير أبي عبد الله ابن توزينت، وقد ترجم أبو راس ابن توزينت المذكور فقال في رحلته المتقدمة الذكر: ((ولما جمعت القرآن أتيت الشيخ منصور الضرير صاحب القراءة والأحكام أخذ بها الشيخ أبو القاسم بن توزينت المستشهد بوهران عند حاسي الأحرش سنة 1118هـ)).

وتأليف أحمد بن ثابت صغير الحجم، وكان عمدة المقرئين إلى وقت قريب وهذه فقرات منه كنموذج افتتحه بقوله: ((الحمد لله الذي أرشدنا بكتابه واصطفانا لخدمته وأهلنا لفهم خطابه، وجعله رحمة لنا ووقاية من عذابه…)) إلى أن قال: ((…وبعد، فهذه الرسالة الغراء في ترتيب اختلاف وجوه القراء سألنيها بعض الثقات ليعرف المقدم في وجوه الرواة، فاستبنت القوي من الضعيف، وباينت المشروف من الشريف، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب…)) ثم قال بعد ذلك: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد، ذكر اختلافهم في التعوذ والبسملة وبيان الراجح من ذلك فاعلم أن المستعمل عند الحذاق واتفقت الأئمة عليه هو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لجميع القراء ونقل عن حمزة وورش أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ووردت عن حفص أيضا في بعض الطرق، ونقل عن ورش وابن كثير أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، وروي عن أبي عمرو ونافع وابن عامر والكسائي وحمزة أعوذ بالله من الشيطان أن الله هو السميع العليم…الخ)).

نكتفي بهذا القدر فيما يخص أحمد بن ثابت وننتقل إلى ترجمة أستاذه ابن توزينت الذي خصص تأليفه لكيفية جمع الطرق وتحرير نسبتها على قراءة الإمام نافع المدني من روايتي عيسى قالون وعثمان ورش. وقد استهل تأليفه بما يلي: ((قال كاتبه العبد الفقير لرحمة ربه محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن أحمد المعروف بابن توزينت العبادي مولدا التلمساني دارا كان الله له ولوالديه ولأشياخه في الدارين ونفعنا ببركاته أمين ... )) ثم قال: ((الحمد لله الذي أطلق ألسنتنا بلفظ القرآن، ووفقنا لحفظه وتلاوته، ووعدنا عليه بجزيل الامتنان، وجعل حمايته من أهله وخاصته ففازوا بجميل الرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله المصطفى من ولد عدنان، الآتي للمؤمنين بالرأفة والشفقة والحنان…)) إلى أن قال: ((وبعد، فهذا تقييد يشتمل على كيفية جمع الطرق وتحرير نسبتها بقدر الاستطاعة على قراءة الإمام نافع المدني من روايتي عيسى قالون وعثمان ورش رضي الله عن الجميع، حسبما قرأت بذلك على شيخنا المقرئ أبي عبد الله سيدي محمد بن علي العبادي المعروف بابن العطار، كما قرأ على الأستاذ المقرئ إمام الجماعة بحضرة تلمسان الشيخ السنوسي المقرئ، كما قرأ على الأستاذ المقرئ بحضرة الجامع الأزهر من الديار المصرية أبي الضياء سلطان قدس الله أرواحهم وأرواح أشياخهم في أعلى فراديس الجنان وأسلك في ذلك طريق الشاطبية فأبدأ الكلام على رواية قالون، ثم أردفه برواية ورش لترتيب ذلك فهما وليس بملتزم، إلا أن الأحسن أن نبدأ بما بدأ به المؤلفون في كتبهم، قال الإمام القيجاطي ولنبدأ بالراوي الذي يدأوا به، ولكن هذا ربما عد سهلا وبذلك قرأني الشيخ المذكور، ثم اعلم والله العالم وبه التوفيق وهو حسبي ومنه الإرشاد إلى سواء الطريق… الخ)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير