وكيف هي مدرسة ابن الجزري؟ وكيف نوجه اشتراط ابن الجزري التواتر أولا ثم اشتراطه صحة السند كيف نفهم هذا التحول .. الخ، وإذا قلنا بوجودها فأين أمثلة هذا التوثيق؟ كيف يمكن تطبيقها؟ وإلا ستصبح المسألة نظرية فقط، دون أن تحل قضية من القضايا، لأن المسألة عند القراء أصبحت مقطوعة، ولا يخرق هذا إلا بمثال، وفي حدود بحثه لم يجد ذلك الخ.
وبعضهم أضاف بقوله: وما نقلتموه عن تجريح حفص وعدم قبول هؤلاء القراء لجرح المحدثين لأكبر دليل علي عدم التفاتهم لهذا الأمر، ومع ما ذكرتُه للسيوطي. ((بل وانتشار قراءة حفص في الآفاق ـ وهو ضعيف عند المحدثين ـ لأبلغ رد على المحدثين بأن أصولكم لا تسير علينا معشر القراء، وأما ما ذكرتموه من قضية الاشتراك بين القراء والمحدثين في قضيتي " البسملة والتكبير " فالأمر أن المحدثين تناولوا القضية من الجهة الحديثية حيث اعتمدوا علي تتبع الأحاديث الخاصة بالمسألتين. والتكبير ليس من القرآن باتفاق، والبسملة علي الراجح عند القراء فكلٌ أخذ المسألة من جانبه. ولو وردت من جهة القراءة فقط ما تدخل المحدثون،فوضع أسس في القراءة شئ يكاد يكون مستحيلا إلا أن يكون كليات))،
وآخر ((أضاف أن الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء اليوم واشتهر بين القراء سواء كانت موافقة للنصوص أم لا، ولا نخلط بين علم القرآن والقراءات وبين المحدثين أو النحاة أو غيرهم فالقراء والمحدثون يكادون يشتركون فقط في أسماء المصطلحات، ويختلفون في طريقة تطبيقها عمليا.
خاتمة:
أخيراً أجد من المناسب أن أختم بمطالب وتوصيات هامة هي:
- ينبغي على المحدثين إعطاء خصوصية لدروس القراءات القرآنية وتوضيح قواعدها والمصطلحات المشتركة بينهما، والتأليف فيها ليستفيد منها الباحثون والطلاب في علم القراءات.
- يجب على القراء الاحتكام أولا إلى قواعد علم القراءات ومقرراته التي لا يمكن أن ينضبط إلا بها سواء كانت مشتركة مع أصول المحديثين أم غيرهم، فالقاعدة: أنه لا يعرف القراءة ووجوهها إلا أهلها، وغيرهم لا يعرفون أصلها، فضلا عن توافرها ... فتواترها عندهم خاص بهم، وهكذا أرباب العلوم في اصطلاحات لهم تتواتر عندهم.
- الحاجة ماسة لجمع قواعد ومصطلحات القراء وتوضيحها بعد توثيقها من مراجع أخرى كمصطلح الحديث وكتب قواعد المحدثين وكتب التراجم وكتب التاريخ، لتكون في متناول أيدي الطلاب والباحثين والمختصين.
- الحاجة ماسة إلى تأسيس رابطة للمتخصصين لدراسة طريقة آداء بعض الأوجه الآدائية، والاتفاق على طريقة لآدائها أثناء دروس الإقراء، وتأليف كتب لتراجم القراء في كل عصر حتى لاينقطع اتصال السند، وإقامة دروس مكثفة لتوزيع الطرق على الكتب في الكلمات الواردة بالقراءات العشر من طريقي الطيبة والنشر، وإشاعة دروس القراءات بالسبع والعشر الصغرى والكبرى وتبسيط دروسها وتسهيل إجازة طلابها.
- والحاجة ماسة لإقامة دراسات علمية في شرط السند عند القراء على انفراد وتقييم ماورد فيه على هذا الأساس. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Apr 2007, 01:31 م]ـ
السلام عليكم فضيلة الشيخ الفاضل الأمين الشنقطي حفظه الله كم أنا ممنون لصينعك بعرض ما خلص إليه الأحباب في هذه المسألة بعرض النقاط الرئيسية مع التوضيح وفي انتظار ردهم، ولو وضِعَتْ خُالصة للموضوعات التي يطرحها الباحثين كصنيعك لعمت الفائدة.
وتفضل وافر احترامي وتقديري
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[28 Apr 2007, 08:10 م]ـ
أخي وصديقي المكرم /أيمن شعبان سلمك الله، وبعد: أشكرك على كلماتك المعبرة، التي جاءت معبرة عن علم ومارسة وإدراك لعلم القراءات المبارك، وأفيدك أخي الكريم: أن قضية الإسناد هذه أثارها عندي معلومة افادني بها أستاذني وشيخي الدكتور محمود سيبويه البدوي رحمه الله رحمة واسعة فقد كتبت له بحثي في التخرج وكان رحمه الله مشرفي وكان البحث حول استخراج القراءات الواردة في سورة البقرة، وجاءفي مقدمته بعض كلام ابن الجزري: عن السند وقوله: وكل ماوافق وجه نحوي الخ فقال لي رحمه الله، وكان بجواره شيخنا وعلامة زمانه وفريد عصره الشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله وكان مناقشا، راجع هذه المسألة جيدا ولاتكتفي بكلام ابن الجزري، فحاولت فهم مانبهني إليه، لكني لم استطع حينها ذلك، وقد حمدت الله اليوم لوصولي في تلك التنبيهات لمعلومات مفيدة أحاول أن أقدمهاإن شاء الله لإخواني تباعا في هذا الملتقى المبارك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Apr 2007, 08:34 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي د/ أمين على هذا المقال،ولاينسى أيضاً الاعتراف بالجميل والتقدير للدكتور أحمد بزوي ولمساته الواضحة في هذا البحث 0
ولكن فلتسمحا لي بهذا السؤال:
ألا تريان أننا في هذا المقال - وأقصد نحن أهل القراءات - نحاول الحصول على "ود " المحدثين وإرضائهم ومحاولة "التقرب "من منهجهم لكن تمنعنا تلك "المنهجية " الخاصة والخصوصية الأخص لعلم القراءات،ولتسمحا لي بهذا المثال:
نحن كرجل "متزوج " بواحدة لا يستطيع ان ينفك عنها بحال من الأحوال وهي دائما ً ما تسمعه:"أنا - قصدي هي - مثل الفريك ما تحب الشريك "،ومع هذا هو يحاول بطرف خفي التقرب من "أخرى " بشروطه " هو لا بشروطها هي وهي شبه لا مانع لديها لكنه لا يستطيع،وفي النهاية:سيخسر الاثنتين معاً:لا قديمة أبقى،ولا جديدة نالها،وكأن الأعشى قاتله الله عنانا بقوله:
علقتها عرضاً وعلقت رجلاً***** غيري وعلّق أخرى غيرها الرجل
وعلّقَتْه فتاة ما يحاولها ***** * من أهلها ميّت يهذي بها وهِل
وعلّقتني أخيرى ما تلائمني ***** فاجتمع الحب حباً كلّه تبل
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه ***** ناءٍ ودانٍ ومحبول ومحتبل
الخلاف بين المنهجين خلاف في "الجوهر " ولا يمكن التقارب بينهما إلا بطغيان أحدهما على الآخر وحينئذ تضيع "المنظومة الإسلامية في مختلف تجلياتها" وهو ما نحذره ونخافه 0
فاقول:للمحدثين منهجهم وللقراء منهجهم،وعلى كل واحد منهما "حراسة هذه "المنظومة " فلا تدخل من قِبله - بكسر القاف وتحريك الباء بالفتح 0
ولكم كامل التحية والتقدير0
¥