وأمّا ما يتعلّق بالمسائل الأدائية فهذا مستبعد لأنّ القاسم المشترك بين العلمين هو الإسناد ولكن لا بأس أن نبسط الكلام في ذلك فأقول هل الاعتماد على قواعد الحديث سيحل المشاكل التي يتخبط فيها القراء اليوم بصفة نهائية؟ أبقواعد الحديث يمكنك أن تجد لنا حلا ً في مسألة التحريرات لمن قال بأنّها منهج مضطرب، أبقواعد الحديث يمكنك أن تجد لنا حلولاً فيما يتعلّق بحجية التلقي ومنزلة النصوص في إثبات صحة الوجه؟ أبقواعد الحديث يمكنك أن تجد حلاً لبعض المسائل الخلافية أداءً؟ هذا الذي نريده منك إثباته وإلاّ فإنّه مجرّد مقارنة بين العلمين لا تأتي بأيّ ثمرة عملية أيجابية بل قد تكون سلبية في حالة وصول الأمرإلى نقد منهج أهل الأداء بإعادة النظر في أساليبهم على ضوء ما تبنّاه أهل الحديث.
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[20 May 2007, 01:46 ص]ـ
أخي الشيخ شريف سلمك الله:
سبق لي أن كررت الإجابة عن ماذكرته،
وأعيد نحن نريد التاصيل العلمي للدارسات الإسنادية عند القراء وفق أي منهج علمي كان؟
لو سلمت لك ياشيخ شريف بماقلته فلاأجد لك مصدرا قدمت به كلامك، هل رأى البقاعي في المؤخاة اعلاه لاغ؟ أليس إشارة في البحث؟.
أنا كطالب علم قراءات أحتاج لعلم الحديث ليس للتصحيح والتضعيف فقط كما كان عند القدماء، علما بأنه قد أوقفه بعض المحدثين في دراسة كتب الحديث، وأبقي اتصال السند، لأعرف ماعليه قواعدالقراء؟
أنني أحتاج إليه لأعرف كيف أوقف ابن الجزري التصحيح والتضعيف بعد حقب تاريخية قبله ذكرت كل الذي وصل إليه؟ وكيف رد الانفرادات في كتابه النشر وفق التصحيح والتضعيف وضوابط اخرى؟ بينما هي التي كانت معهودة في كتب القراءات قبله؟
ولأستطيع أن أفرق بين دراسة (متن القراءات) قبل وبعد ابن الجزري علما بأن المتن قضية مستقلة في العلم التأصيلي عن السند حال دراستهما على حدة،
وأقول:إذا وصلنا للمقاربة وفق قواعد المحدثين وتراجمهم وطرقهم في التخريج،أمكننا التأصيل لضبط قواعد القراء وتخريج قراءاتهم من الكتب وترجمة رجالها،فهذا هو الشيء المفقودفي مؤلف أودراسة مستقة،ثم هذه كتب القراءات المسندة القديمة فيها أسانيد سبق لابن الجزري دراستها،فهل من دراسة في طريقة دراسته لها؟
واسالك ياصديقي: أين الدراسات الإسنادية في القراءات؟
وهذا وغيره في دراسة (السند) هل تحدث عنه أحد؟
هل نجيب عنه بان نبتعد عن التأصيل العلمي من علم القواعد سواء كان حديثيا أم تاريخيا أم نقديا لمجرد خصوصية كل علم.
بينما نحن نفقد مؤلفا يعرفنا خصوصية السند أو المتن في علم القراءات وطريقة دراستهما؟
أرجو ياأخي الكريم أن تعلم أننا في مرحلة النظر والتقييم والبحث، وأن ترفق بنا في التوجيه العلمي،
وحالما أجد رؤية متكاملة في الموضوع فسأضعها رهن إشارتك و القراء. وفق الله الجميع.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 May 2007, 06:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيسعدني أن اضيف لهذه المشاركة جواب سؤال طرحته على الدكتور أحمد فارس السلوم حفظه الله ورعاه،
حول المقاربة بين القراء والمحدثين فجاء على النحو التالي:
أخي الفاضل فضيلة الشيخ امين الشنقيطي وفقه الله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبدو للعبد الضعيف أن ابن جرير يطبق قواعد المحدثين في تمييز الصحيح من الضعيف على أسانيد القراء، مع شيء من فلسفته الخاصة في الجرح والتعديل.
وفي هذا المثال الواحد الذي وصلنا من نقد ابن جرير لإسناد من أسانيد القراء يلاحظ فيه نفس المحدثين، كاعتماده تجهيل عراك بن خالد المري الذي تفرد بذكر قراءة ابن عامر على المغيرة، لأنه لم يرو عنه غير واحد.
ولم يقنع بمعرفة القراء له، والحافظ الجزري رد عليه على طريقة المحدثين أيضا:
فقال: وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضاً وسمع منه جماعة وقال الدارقطني لا بأس به قلت وقد روى عن عراك عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية أهـ. يعني فارتفعت عنه الجهالة برواية اثنين.
مع أن القارئ لكتاب تهذيب الآثار للطبري يجد فيه نمطا مختلفا من النقد والتعليل، وقد كان بعض مشايخنا يتعجب من طريقة ابن جرير في نقد الآثار.
وهذه مسألة مهمة نبهت عليها وهي المنهج العلمي في دراسة أسانيد القراءات ورجالاتها.
ومن لا يعمل قاعدة: لكن فن رجاله، يقع في إشكالات كثيرة.
وقد حدثني الشيخ عبدالعزيز قارئ وفقه الله أن الشيخ الألباني رحمه الله قال لهم مرة: أسانيد القراءات ورجالاتها جماعة من الضعفاء والمجاهيل الذين لا يعرفون، هكذا قال الشيخ لأنه نظر في تراجمهم عبر كتاب تقريب التهذيب مثلا – وكان الالباني مولعا به – ونحوه من كتب المحدثين.
فأعطاه الشيخ عبدالعزيز نسخة من النشر ونسخة من غاية النهاية، وقال له: في الكتاب الأول أسانيد القراء وفي الثاني جرحهم وتعديلهم.
قال: فعاد الشيخ الألباني رحمه الله بعد فترة وهو يقول: الان علمت ان لهذا الفن رجاله وكتبه وجرحه وتعديله الخاص به، هكذا قال أو نحوه.
والحديث عن هذه المسألة ذو شجون.
والله الموفق.
وأخيراً بهذا الجواب الجميل أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بعلم القراءات اهله وطالبيه، وأن يرفع عنهم كل وهم أوخطأ فيه، بأن يشغلهم بطاعته، ويرفع من همتهم للعمل به وعدم تضييعه ونسيانه فلايرموا بالتقصير أو بضعف الهمةعن حفظه وتلقيه، إنه حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين.
¥