تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال أيضا (غاية النهاية): (عنب بن أبي قعنب أبو السمال بفتح السين وتشديد الميم وباللام العدوى البصري، له اختيار في القراءة شاذ عن العامة رواه عنه أبو زيد سعيد بن أوس وأسند الهذلي قراءة أبي السمال عن هشام البربري عن عباد بن راشد عن الحسن عن سمرة عن عمر وهذا سند لا يصح.)) 2/ 152

وقوله: (وهذا سند لا يصح.)) لأنه لم يشتهر ولم تتلقه الأمة بالقبول.

بل والأمر علي العكس، إن خرج قارئ عن طريقه وقراءته مشهورة وتلقته الأمة بالقبول لم ينظر فيها إلي قضية الطريق أو السند أو غيره.

قال في النشر: (قلت) وليس الأمر كما زعم أبو علي ومن تبعه والحلواني ثقة كبير حجة خصوصاً فيما رواه عن هشام وقالون على أنه لم ينفرد بها على زعم من زعم بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر وروى الدجواني عن أصحابه عن هشام بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء وهي رواية إبراهيم بن عباد عن هشام قال الداني في جامعه وهذا هو الصواب (قلت) ولذلك جمع الشاطبي بين هذين الوجهين عن هشام في قصيدته فخرج بذلك عن طريق كتابه لتحرى الصواب)) 2/ 383

فخروج الشاطبي لتحري الصواب أي أن الوجه اشتهر واستفاض.

ومثال آخر قبل فيه ابن الجزري مع اعترافه بأن الوجه خارج عن طرق كتابة قال وهو يذكر وجه الإسكان في (يرضه) في النشر: ... وأما هشام فروى عنه الإسكان صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وظاهره أن يكون من طريق ابن عبدان وتبعه في ذلك الشاطبي. وقد كشفته من جامع البيان فوجدته قد نص على أنه من قراءته على أبي الفتح عن عبد الباقي بن الحسن الخرساني عن أبي الحسن بن خليع عن مسلم بن عبيد الله بن محمد عن أبيه عن الحلواني وليس عبيد الله بن محمد من طرق التيسير ولا الشاطبية. وقد قال الداني أن عبيد الله بن محمد لا يدرى من هو وهو تتبعت رواية الإسكان عن هشام فلم أجدها في غير ما ذكرت سوى ما رواه الهذلي عن زيد وجعفر بن محمد البلخي عن الحلواني وما رواه الأهوازي عن عبيد الله بن محمد عن هشام. وذكره في مفرده ابن عامر عن الأخفش وعن هبة الله، والداجوني عن هشام وتبعه على ذلك الطبري في جامعه وكذا ذكره أبو الكرم في هاء الكناية من المصباح عن الأخفش عنه ولم يذكره له عند ذكره في الزمر. وليس ذلك كله من طرقنا. وفي ثبوته عن الداجوني عندي نظر. ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره.)) 1/ 354

قوله: ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره.) لخير دليل ما قدمنا وهذا بخلاف القضية المشهورة في ((ضعف وضعفا))

ثم نأتي لقضية الانفراد في القراءة.

فلو انفرد إمام كبير الأصل فيه رد قراءته إلا وافق أصل قارئ ولم خرج عن المشهور .. ومع يجب تلقي القراء لهذا الوجه في القراءة.

قال في النشر: .... (ولقد كنتم تمنون الموت) وفي الواقعة (فظلتم تفكهون) قال الداني وذلك قياس قول أبي ربيعة لأنه جعل التشديد في الباب مطرداً ولم يحصره بعدد وكذلك فعل البزي في كتابه .... وهذا صريح في المشافهة (قلت) وأما أبو الفتح بن بدهن فهو من الشهرة والإتقان بمحل ولولا ذلك لم يقبل انفراده عن الزينبي فقد روى عن الزينبي عن عير واحد من الأئمة كأبي نصر الشذائي وأبي الفرج الشنبوذي وعبد الواحد بن أبي هاشم وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولى وأبي بكر أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب فلا نعلم أحداً منهم ذكر هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا بل كل من ذكر طريق الزينبي هذا عن أبي ربيعة كأبي طاهر ابن سوار وأبي على المالكي وأبي العز وأبي العلاء وأبي محمد سبط الخياط لم يذكرهما ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد بقياس النص ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح ودخولهما في ضابط نص البزي لما ذكرتهما لأن طريق الزينبي لم يكن في كتابنا. وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار والشاطبي تبع إذ لم يكونا من طرق كتابيهما. وهذا موضع يتعين التنبيه عليه ولا يهتدى إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية والكشف والاتقان والله تعالى الموفق) ا. هـ2/ 319

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير