انظر معي إلي هذه العبارات (وأما أبو الفتح بن بدهن فهو من الشهرة والإتقان بمحل ولولا ذلك لم يقبل انفراده عن الزينبي) .... (ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد بقياس النص) .... (. وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار) وهذا الاختيار من الداني قبله الشاطبي وابن الجزري.
ولو نظرنا إلي قضية أخري انفرادة إما كبير ولكنه لم يقبل.قال في النشر (وانفرد أبو الحسن بن غلبون ومن تبعه بإبدال الهمزة من (بارئكم) في حرفي البقرة بإحالة قراءتها بالسكون لأبي عمرو ملحقاً ذلك بالهمز الساكن المبدل وذلك غير مرضي لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفيفاً فلا يعتد به. وإذا كان الساكن اللازم حالة الجزم والبناء لم يعتد به فهذا أولى وأيضاً فلو اعتد بسكونها وأجريت مجرى اللازم كان إبدالها مخالفاً أصل أبي عمرو وذلك أنه كان يشتبه بأن يكون من البرا وهو التراب وهو فقد همز مؤصدة ولم يخففها من أجل ذلك مع أصالة السكون فيها فإن الهمز في هذا أولى وهو الصواب والله أعلم.)) 1/ 449
وقال في موضع آخر ((قلت) وهذا يؤيد ويصحح ما ذكرناه من عدم إبدال همزة (بارئكم) حالة إسكانها تخفيفاً كما تقدم والله أعلم.)) 1/ 465
قال علي سليمان المنصوري في (شواهد الطيبة) تعقيبا علي ما قول ابن الجزري السابق: وقرأنا به للسوسي من طريق الشاطبية ... ثم قال فإن قلت: إذا كان من الانفرادات، فالقياس أنه لا يقرأ به من الشاطبية أيضا.
قلت: قال الجعبري للسوسي في استثنائها وجهان نص عليهما مكي في التبصرة وكذا ابن شريح ورجحا التحقيق ومثله لأبي شامة، لكن عزاه لابن شريح فلم يكن ابن غلبون منفردا به، وكان وجه منعه من الطيبة أن وجه الإبدال لأبي عمرو بكماله، وابن غلبون وابن شريح رويا الإبدال عن السوسى دون الدوري وهو لمكي من الروايتين فلم يتفقوا علي روايته عن أبي عمرو، ويحتمل إشارته إلي ذلك ومن تبعه.
والراوي المنفرد إذا لم يخالف صريحا أو قرب من الضبط فرده حسن، وإذا بلغ الضبط فرده صحيح والله أعلم)) صـ25
وقوله (فرده) يقصد انفراده.
ومع ذلك اختلفت المسألة عند القراء، أخذ الجمزوري في الفتح الرحماني (104) وتعقبه لمحقق الشيخ عبد الرازق علي موسي: وما ذهب إليه ابن غلبون لا يقرأ به لأنه غير مرضي كما قال ابن الجزري .... ثم أقوال الصفاقسي وغيره في رد هذا الوجه.
ولوقبل ابن الجزري هذا الوجه لأخذ به الناس كما أخذوا بانفرادة الداني.
وقول المنصوري: وكان وجه منعه من الطيبة أن وجه الإبدال لأبي عمرو بكماله) ليس رد ابن الجزري للوجه لاختلاف الرواة بل ذكر ابن الجزري سبب الرد قائلا: وذلك أنه كان يشتبه بأن يكون من البرا وهو التراب وهو فقد همز مؤصدة ولم يخففها من أجل ذلك مع أصالة السكون فيها فإن الهمز في هذا أولى)) والله أعلم
فهذا يا أخي منهج القراء وقل أن ينضبط إلا إن قلت: العبرة بشهرة الوجه وقبول الناس له.
والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Mar 2008, 12:01 ص]ـ
والسلام عليكم
قضية الإسناد:
الإسناد أساس عند المحدثين ولذا قال صاحب كتاب (أدب الاملاء والاستملاء): (أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني بالدامغان أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي بنيسابور أنا محمد بن عبد الله الضبي ثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو ثنا عبدان سمعت عبد الله بن المبارك يقول الاسناد من الدين لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء قال عبدان ذكر هذا عند ذكر الزنادقة وما يضعون من الاحاديث)) 1/ 13
فدل ذلك علي أهمية الإسناد عند علماء الحديث، ومنه يتفرع سائر أنواع الأحاديث مثل: الصحيح والضعيف والمرسل والموقوف والمنكر والموضوع وغير ذلك من أنواع الأحاديث أساسها من الإسناد، ولذلك بني هذا العلم علي الإسناد.
¥