ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Mar 2008, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب محمد يحيي لقد كنت عزمت علي اعتزال النت ولكن إلحاح بعض الأحبة جعلني أعود عودا مقننا.
ولكني رأيت هذا البحث فقلت ما قلته.
فالقراء عندما يتحدثون عن الإسناد لا يقصدون حال الراوي من جهة أخلاقه، ولكنهم ينظرون له من جهة أخري وهي براعته: قال الشاطبي:
تخَيَّرَهُمْ نُقَّادُهُمْ كُلَّ بَارِعٍ ....
قال أبو شامة: تخير بمعنى اختار والنقاد جمع ناقد والبارع الذي فاق أضرابه في صفات الخير والضمير في تخيرهم ونقادهم للبدور السبعة أو للشهب أولهما وكل بارع بالنصب بدل من مفعول تخيرهم أو هو نصب على المدح أثنى عليهم بالبراعة في العلم))
فالثناء بالبراعة وسمِّه الضبط أوالإتقان المهم هذا هو الشرط الأساسي.
ثم قال الشاطبي: وَلَيْسَ عَلَى قُرْآنِهِ مُتَأَكِّلاَ
قال أبو شامة: ثم أثنى عليهم بالتواضع فيه والزهد بقوله وليس على قرآنه متأكلا فهو صفة بعد صفة أي كل بارع غير متأكل بقرآنه)) وهل هذا شرط في فيمن تقبل القراءة منه ألا يكون متأكلا بقرآنه؟؟ ولذا قال أبو شامة: قد تورع جماعة من أهل العلم عن الأكل بالقرآن العزيز مع جوازه لهم ... )) ا. هـ
فلقد علمت الأصل، أما الصفات الخُلقية فيما بعد فهو وإن كان مطلوبا في صاحب القرآن ولكن لا تقدم علي الضبط، ولو كان القارئ عنده سوء خلق مع براعته فلم يمنع أحد الأخذ منه علي سبيل الإلزام، بل يبحث عن غيره من باب الأفضلية، لأن الأصل أن الطالب يتعلم من أستاذه أخلاقه قبل علمه. (وقد سبق وقدمت الأدلة علي ذلك).
والمسألة سهلة وبسيطة لو أن صاحب البحث جاء بدليل عملي وذكر أن هذه القراءة مُنعت لوجود قارئ به عيب في أخلاقه لانتهي الأمر.
أما تكرار قول القراء: إنهم يشترطون حسن الخلق ووو، هذا لا يصلح في رد القراءة، فلو طلبت أنا مدرسا لولدي في مادة الفرنساوي مثلا سأطلب أن يكون فيه هذه الشروط.
وإليك مثالا يُفرق فيه بين قارئ كبير المحل وبين محدث كبير المحل.
قال الذهبي في السير: قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث، وكان الأعمش بخلافه كان ثبتا في الحديث، لينا في الحروف، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر.
والله أعلم.
قال النسائي: عاصم ليس بحافظ.)) ا. هـ5/ 260
الأعمش ثقة وحفص ليس كذلك .. أليس هناك ثمة خلاف بين المنهجين؟؟
ونعود للتواتر: الكلام باختصار التواتر عند المحدثين يعتمد علي بلوغ النصاب في عدد الأسانيد فمتي بلغ النصاب كان متواترا.
أما القراء: ليس بعدد الأسانيد إنما يعتمدون علي الشهرة.
فلو طرحت سؤالا: لماذا قبل ابن الجزري انفرادة الداني في بعض المواضع التي ذكرناها سابقا؟؟
لماذا قبل ابن الجزري انفرادات الشطوي عن ابن وردان في الدرة، وقد سبق وتركها في الطيبة؟؟
وقول د/ أمين: ((وهنا ملاحظة: كيف قرر المحدثون والأصوليون تواتر القراءات، في حين أن استقرار التواتر جاء متأخرا في كل مرة كما هو معروف في تاريخ القراءات العشر؟)) ا. هـ
سيدي الفاضل: لأنهم كانوا يعتمدون علي شهرة الوجه، وحتي عند إقرار القراءات الثلاث الباقية استدلوا بشهرة قراءة هؤلاء القراء الثلاث في أقطارهم، راجع كتاب منجد المقرئين في أورد لك من كانوا يقرؤون بقراءة هؤلاء القراء. وللذهبي كلام نفيس آمل أن تتم قراءته مع إمعان النظر فيه.
الذهبي في السير: وفاق الناس في القراءة، وما هو بدون الكسائي، بل هو أرجح منه عند أئمة، لكن رزق أبو الحسن سعادة.
وازدحم القراء على يعقوب، فتلا عليه روح بن عبدالمؤمن، ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وكعب بن إبراهيم، وحميد بن وزير، والمنهال بن شاذان، وأبو عمر الدوري، وأبو حاتم السجستاني، وعدد كثير.
¥