تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبي يوسف، ومحمد ابن الحسن، ويحيى اليزيدي، وسليم، والشافعي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والامين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه منها أصلا، ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إم

ام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة، فما أنكر عليه مسلم، بل تلقاها الناس بالقبول، ولقد عومل حمزة مع جلالته بالانكار عليه في قراءته من جماعة من الكبار، ولم يجر مثل ذلك للحضرمي أبدا، حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها، ولا عرفوها، فأنكروها، ومن جهل شيئا عاداه، قالوا: لم تتصل بنا متواترة، قلنا: اتصلت بخل

ق كثير متواترة، وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الامة، فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء، وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء، أو أفادتهم ظنا فقط، وعند النحاة مسائل قطعية، وكذلك اللغويون، وليس من جهل علما حجة على من علمه، وإنما يقال للجاهل: تعلم، وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم، لا يقال للعالم: اجهل ما تعلم، رزقنا الله وإياكم الانصاف، فكثير من القراءات تدعون تواترها، وبالجهد أن تقدروا علىغير الآحاد فيها، ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد، لكونها تلقيت بالقبول، فأفادت العلم، وهذا واقع في حروف كثيرة، وقراءات عديدة، ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس، أما القرآن العظيم، سوره وآياته فمتواتر، ولله الحمد، محفوظ من الله تعالى، لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة، ولو فعل ذلك أحد عمدا لا نسلخ من الدين، قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له

لحافظون) [الحجر: 9].

وأول من ادعى أن حرف يعقوب من الشاذ أبو عمرو الداني، وخالفه في ذلك أئمة، وصار في الجملة في المسألة خلاف حادث والله أعلم.

نعم، وحدث عن يعقوب: أبو حفص الفلاس، وبندار، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، والكديمي، وخلق سواهم.

وكان أخوه أحمد بن إسحاق الحضرمي أسن منه.

قال العلامة أبو حاتم السجستاني: يعقوب أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو.

وقال أحمد بن حنبل: هو صدوق.

وقال محمد بن أحمد العجلي يمدح يعقوب: أبوه من القراء كان وجده ويعقوب في القراء كالكوكب الدري تفرده محض الصواب ووجهه فمن مثله في وقته وإلى الحشر قال أبو الحسن طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله.

وقال الامام علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه.

وعن أبي عثمان المازني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقرأت عليه سورة طه، فقلت: مكانا سوى، فقال: اقرأ " سوى " قراءة يعقوب.

قال أبو القاسم الهذلي في " كامله ": ومنهم يعقوب الحضرمي، لم ير في زمنه مثله، كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، ولم يشعر، ورد إليه، فلم يشعر، لشغله بعبادة ربه، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق.

وقال أبو طاهر بن سوار: كان يعقوب حاذقا بالقراءة، قيما بها، متحريا نحويا فاضلا.

قال روح بن عبدالمؤمن وغيره: قرأ يعقوب على سلام الطويل،

وقرأ سلام على أبي عمرو بن العلاء.

وقال رويس: قرأت على يعقوب، وقرأ على سلام، عن عاصم بن أبي النجود.

وروي عن يعقوب أنه قرأ على سلام، عن قراءته على عاصم الجحدري.

فهذه ثلاثة أقوال، فيحتمل أن سلاما أخذ عن الثلاثة.

مات يعقوب في ذي الحجة سنة خمس ومئتين.)) ا. هـ10/ 174

السلام عليكم

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[30 Mar 2008, 07:45 ص]ـ

إخواني المشايخ الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بصورة عامة نريد أن نضع أسانيد القراء وفق منهج المحدثين، وليس العكس ...

نحن نريد من طالب العلم في القراءات أن يكون على علاقة وثيقة بالمصطلحات العلمية في القراءات والحديث والأصول ..

نحن نريد من طلبة العلم المحدثين أن يحاولوا التعرف على هذه المقاربة بين العلمين ويقفوا منها موقفا واضحا ...

نحن نريد مقاربة علمية وليس مقاربة حرفية شكلية لاتتعدى الأسماء والرسوم، ولا تتعرف على خصوصيات علم القراءات ..

لو تأملنا في طريقة الداني، والذهبي وابن الجزري فلاشك سنجد الوسيلة لتطبيق قواعد متقنة متفقة بين العلمين ..

لماذا تصمت البحوث المعاصرة عن هذا الموضوع المهم والمفيد لطلبة العلم في توجيه أسانيد القراءات كماهو الحال في متنها ..

لماذا يحاول البعض نقد علم القراءات قبل الوصول إلى حقائق في هذا العلم ...

لماذا لاتدرس طرق نقد علم القراءات في المؤسسات العلمية متى ما نضجت هذه الطرق ...

هذا بعض ما ظهر لي في هذا الموضوع،وأستغفر الله العظيم ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير