تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Mar 2008, 11:25 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

أخي الشيخ عبد الحكيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد

ما الذي حملك على الاعتزال؟ فنحن نحتاجك في هذا المنتدى، وحتّى إن اختلفنا فالمصلحة عظيمة جداً فإننا نستفيد أثناء الحوار وغيرنا كذلك، واعتزالك لا يأتي بأيّ فائدة بل ترك لنا ثغرة جليّة.

أخي الحبيب ما قلتُ أنّ التحلّي بالأخلاق شرط لصحّة السند أو شرط في عدالة الراوي وإنّما اعترضتُ على ما تفضلتم به من أنّ القراءة إذا اشتهرت لا يضرّها حالة الرواة، وهذا مخالف لشرط ابن الجزري وشرط غيره من أهل الأداء الذين اشترطوا العدالة والضبط. والعدالة هو السلامة من أسباب الفسق وخوارم المروءة التي تقدح في عدالة الراوي. والدليل على ذلك هو قول أبي شامة " تخير بمعنى اختار والنقاد جمع ناقد والبارع الذي فاق أضرابه في صفات الخير ". فقوله الذي فاق أضرابه في صفات الخير يشمل البراعة في العلم ويشمل الصفات الحميدة. وقال أبو شامة: ' ثم أثنى عليهم بالتواضع فيه والزهد ". أليس التواضع والزهد من الأخلاق الحميدة؟

قولكم: " ولو كان القارئ عنده سوء خلق مع براعته فلم يمنع أحد الأخذ منه علي سبيل الإلزام "

أقول: فما الذي تقصده من سوء الخلق؟ فإن كان المراد من سوء الخلق وهو كثرة الغضب ورفع الصوت أو الشدّة على الطلبة لتأديبهم فهذا أمرٌ لا إشكال فيه بل ذلك كان دأب كبار أئمّة الحديث كالأعمش ويحي بن سعيد القطان وغيرهم. وإن كنت تقصد من ذلك الشتم بالألفاظ الرذيلة أو أكل أموال الناس بالباطل أو الكذب وشهادة الزور وووو فهو قدح في عدالة المقرئ فلا ينبغي التلقّي عنه تعظيماً للقرءان الكريم كما قال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب}. أمّا إن كان من المبتدعة فلا بأس أن لم داعياً لبدعته كما قال أهل العلم.

وحسن الخلق يتفاوت من شخص إلى شخص ولا يُشترط في المقرئ أن يكون من ذوي الحلم والأناة والحكمة، بل ينبغي عليه أن يبتعد من كلّ ما قد تمسّ عدالته لأنّها لو سقطت فإنّ الشارع منع من قبول شهادته فكيف بمن يُسند القرءان إلى التبيّ عليه الصلاة والسلام. وقد وصف النبيّ عليه الصلاة والسلام أحد الصحابة الكبار بأنّه امرؤٌ فيه جاهليّة ومع ذلك فإنّ الصحابة كلّهم عدول رضي الله تعالى عنهم أجمعين,

أمّا استدلالكم بكلام الذهبيّ فليس في محلّة إذ علاقة له بسوء الخلق.

قولكم: "ونعود للتواتر: الكلام باختصار التواتر عند المحدثين يعتمد علي بلوغ النصاب في عدد الأسانيد فمتي بلغ النصاب كان متواترا.

أما القراء: ليس بعدد الأسانيد إنما يعتمدون علي الشهرة. "

أقول: التواتر يختلف عن الشهرة ودليل ذلك قول ابن الجزري في منجد المقرئين " ونحن ما ندعي التواتر في كل فردٍ فردٍ مما انفرد به بعض الرواة، أو اختص ببعض الطرق لا يدعي ذلك إلاّ جاهل لا يعرف ما التواتر وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وصحيح مستفاض متلقّى بالقبول، والقطع حاصل بهما. " ففرّق عليه رحمة الله بين الشهرة والتواتر.

قولكم: " فلو طرحت سؤالا: لماذا قبل ابن الجزري انفرادة الداني في بعض المواضع التي ذكرناها سابقا؟؟ "

الجواب: الأصل أن يكون الوجه مشهوراً ومستفاضاً وعلى هذا الأساس ألّف كتابه النشر، ويبقى بعض الأوجه التي انفرد بها الداني والتي أطلب منكم حصرها لنتدارسها لعلّها اختصّت بشيء جعلها تخرج عن الأصل لقوّتها قياساً وما أشبه ذلك. وهذا يُقال أيضأ في انفرادات الشطوي عن ابن وردان والتي تحتاج إلى دراسة وتحقيق وهو أولي من التسرّع في إطلاق التعارض بين الأصل والشرط المعتبر وبين صنيع ابن الجزري في بعض المسائل القليلة إذ القول مقدّم على الفعل كما هو مقرّر في علم الأصول.

وأشكر شيخنا أمين على ما ذكر وستكون لي وقفة على ما تفضّل به إن شاء الله تعالى

أكتفي بما قلت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:57 م]ـ

والسلام عليكم

أخي الحبيب محمد يحيى شريف الجزائري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير