وبالإجازة وإن اختلفوا في الأخذ بها ولم يأخذوا بالطرق الستة الباقية لأن تحمل الحديث ليس كتحمل القراءة فالسماع من لفظ الشيخ مثلا هو أعلى طرق التحمل عند المحدثين لكن القراء لايقولون به .. /52.
المسألة الثانية: ذكرت حفظك الله مجموعة من العلماء ورد عنهم النص على التواتر، وقد كان قصدي هو السؤال عن القراء المؤلفين في القراءات الذين ورد عنهم ذلك، ومن أحصيتهم لاينطبق عليهم ذلك،
فخلال مطالعات وجدت أن من نص على التواتر من القراء الجعبري، فقال في شرحه للشاطبية (وإذا تواترت القراءة علم كونها من الأحرف السبعة)،القول الجاذ للنويري/59،
ونص عليه كذلك أبو القاسم الصفراوي في نهاية الإعلان فقال (اعلم أن هذه السبعة الأحرف والقراءات المشهورة نقلت تواترا .. السابق/59.
وممن نص عليه السخاوي في جمال القراء قال (وقراءة الفتح ثابتة أيضا بالتواتر) جمال القراء 1/ 235.
ثم كما هو معلوم نص عليه ابن الجزري في منجده، ثم قرر أخيرا التراجع عنه في كتاب النشر، وطيبته.
المسألة الثالثة: ماكان بين أبي شامة وابن الجزري، جاء في المنجد كما ذكرت،
لكن ذلك قبل أن يتراجع ابن الجزري عن قوله بالتواتر الى صحة السند، الذي قرره في طيبته الشهيرة، بقوله (وصح إسنادا هو القران ... ) وعليه فهذه المسالة ليست دليلا في الموضوع.
والخلاصة والله أعلم أن أسانيد القراءات بعد انحصارها في طائفة عوملت معاملة أسانيد الحديث،
والأئمة الذين تصدوا لضبط الحروف وحفظوا شيوخهم منها جاء السند من جهتهم، عوملت أخبارهم كبقية الأخبار هي آحاد،
وأما متن القران المتلقى عنهم، فقد جاء عن غيرهم وقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم الجم الغفير عن مثلهم وكذلك دائما فالتواتر حاصل بهم ..
وأخيرا ما قصدته (في هذه المشاركة) هو تجميع معلومات حول هذه المقاربة الدقيقة بين مصطلحات القراءات والحديث، للوصول الى حقائق وتفسيرات في سند القراءات، ومتن القراءات كلا على حدة، لتتكون لدينا الدراسات اللازمة لخدمة مؤلفات القراءات القديمة حال تحقيقها، والمصطلحات حال تجميعها، وأحكام القراءات حال البحث عن منهجيتها، والصورة العامة حال نقدها. والله الموفق.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Apr 2008, 12:16 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
قال شيخنا أمين:
"المسألة الثانية: ذكرت حفظك الله مجموعة من العلماء ورد عنهم النص على التواتر، وقد كان قصدي هو السؤال عن القراء المؤلفين في القراءات الذين ورد عنهم ذلك، ومن أحصيتهم لا ينطبق عليهم ذلك"
أقول: أنقل بالحرف الواحد سؤالكم المطروح:
"وهنا ملاحظة: كيف قرر المحدثون والأصوليون تواتر القراءات، في حين أن استقرار
التواتر جاء متأخرا في كل مرة كما هو معروف في تاريخ القراءات العشر؟ "
أقول: فسؤالكم واضح وليس فيه ذكر للقراء المؤلفين في القراءات بل كان يهدف ما قرره المحدثون والأصوليون فقط؟
أمّا اعتراض ابن الجزري على أبي شامة عليه رحمة الله تعالى لم يكن متعلّقاً بتواتر القراءات بل كان سببه غير ذلك منها قول أبي شامة " فكلّ ذلك محمول على قلّة ضبط الرواة فيه " ولا أعتقد أن يصف ابن الجزري كلام أبي شامة بالسقوط بمجرّد اعتقاده أنّ التواتر شرط صحّة إذ هو مذهب جمهور الفقهاء والأصوليين كما تعلم. ودليل ذلك أنّه شكّك في نسبة هذا الكلام إلى أبي شامة لخطورته بل كاد يقطع أنّ تلك العبارات دخيلة على كلامه، فارجع إلى الكتاب يتضح لك,
إضافة إلى ذلك فإنّ ظاهر ما ذكره ابن الجزريّ في منجد المقرئين لا يدلّ على اشتراطه التواتر بل قال عليه رحمة الله تعالى: وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين:
1. متواتر
2. وصحيح مستفاض متلقىً بالقبول والقطع حاصل بهما "
أقول: نصّه هذا يدل على عدم اشتراطه التواتر إذ قطع بصحة ما استفاض وتلقاه أهل الأداء بالقبول وإن لم يبلغ حدّ التواتر.
والسلام عليكم
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[31 May 2010, 06:34 م]ـ
السلام عليكم
..... الاهتمام بهذا الموضوع، الذي لا يخفى على أحد أن المبطلين يتخذونه ذريعة لتشكيك الشباب في وثوقية النص،
و من ثم الطعن في قداسته.
¥