ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 May 2007, 05:37 ص]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل والمعقبين.
أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حفظه الله بث في هذا المقال شجوناً خاصة وعامة، وهو يصف مرحلة مرت على منطقة نجد، ومثلها أو أشد ما مر على منطقتنا في جنوب السعودية -خاصة منطقتي النماص وما حولها -كما أدركت كبار السن عندنا، فلم يكن فيهم من يقرأ قراءة مجودة صحيحة، لعدم وجود المقرئين المتقنين.
بل إنني أذكر إمام مسجدنا الذي خَلَفْتُه في إمامة الجماعة وأنا بعدُ في الرابعة عشرة من عمري، وكان عمره حين لزم بيته لكبر سنة قد زاد على المائة بسنوات كثيرة، وأذكر قراءته فأستغرب كيف كانت قراءته تستعذب وتقبل حينها، فقد كان يقرأ بلغة أقرب إلى العامية منها إلى الفصحى في بعض الآيات، وانطبعت في سمعي كذلك، وقد توفي رحمه الله منذ حوالي خمسة عشر عاماً تقريباً، ولا زلت أتذكر قراءته لبعض السور فأضحك بيني وبين نفسي كيف كان يقرؤها رحمه الله في الصلاة قراءة مختلفة عن القراءة الصحيحة، لكن هذا مبلغ علمه، وهو حينها يعد أقرأ القوم أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء وأن يتغمدهم برحمته.
ولم يكن فيمن يدرسنا القرآن في المدارس من يجيد التجويد ولا التلاوة الصحيحة أيضاً مع قرب العهد، بل أحسنهم حالاً من يحسن التجويد كقواعد نظرية دون معرفة وإجادة للتطبيق، وهذا في أحكام التجويد الظاهرة كأحكام النون الساكنة والتنوين وأمثالها فضلاً عن الأحكام الدقيقة كالتي ذكرها أبو عبدالرحمن في مقاله مثل الإشمام. ولذلك نشأت أجيال من طلبة المدارس لا يقرأون القرآن قراءة صحيحة.
والحديث عن ذكريات القراءة وإتقان التجويد ذو شجون، وقد أثارها هذا المقال، وقد أذكرني هذا المقال صوت عبدالباسط عبدالصمد حينما كنت طالباً في المدرسة الخالدية الابتدائية عام 1399 وما بعدها، وكان حارس المدرسة يشغل المسجل كل صباح قبل بدء الطابور الصباحي على قراءة عبدالباسط عبدالصمد لقصار السور وغيرها، ويرفع صوت الميكرفون به حتى تسمع الصوت في أنحاء بني بكر - وهي قبيلتي - فتسمع صوت عبدالباسط من بعيد في الوديان والشعاب. وانطبع هذا الصوت في ذاكرتي كل صباح وأنا ذاهب إلى المدرسة، حتى ربما استنصت بعضنا بعضاً ونحن نمشي في الطريق من بعيد لنستمتع بتلاوة عبدالباسط، ونتمنى لو استطعنا محاكاتها، ولكن هيهات فقد كان طويل النَّفَس، عذبَ الصوت ونحن أطفال صغار.
سقى الله أيام النماصِ فإنه = من القلب - رغم البعد عنه - قريبُ
وما زلتُ حتى اليوم أتذكر تلك الأيام كلما سمعت قراءة عبدالباسط عبدالصمد لقصار السور رحمه الله وأسكنه جنات النعيم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[12 May 2007, 10:14 ص]ـ
ماشاء الله وتبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
إخوتي في الله حياكم الله تعالى وبياكم وجعل الجنة مثواكم
أخي الدكتور عبدالرحمن الشهري رعاه الله، الشيخ أبو عبدالرحمن حفظه الله ليس نجديا بل حجازي كما صرح هو في هذا المقال. أليس كذلك؟ أين تقع شقراء بالضبط؟
وبين نجد والحجاز عندنا بون شاسع
.. فلا ميزة لنجد على تطاول الأعصار إلا أن لغتها أقرب إلى لغة عصر التدوين وهي لعمري ميزةوذلك بسبب جغرافي هو بعد نجد عن البحر،كما صرح أبو تمام يمدح أحد بني طاهر إن لم تخني الذاكرة:
ومن شكّ أن الجود والبأس فيهم * كمن شك في أن الفصاحة في نجد
وهذا ما يجعل الناس لا يميزون بين التميز اللغوي الشعري وبين التميُّز القيمي، لأن الخلط بينهما يقود إلى جور في الأحكام ومنح ناس لا يستحقون ما ليس لهم، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم.
وأتمنى على من لديهم فقه فهم السنن إلقاء الضوء على الحديث الذي يشير إلى نجد ويقول من هنا يطلع قرن الشيطان
وهل له علاقة بكون الجفاء وغلظة الأكباد في أصحاب الإبل؟
ـــــــــــــــــــــ
أما مقال الشيخ ابن عقيل
فلي عليه تعليق طويل أجتزئ منه هذا القدر اليسير لأن النص الغنيّ مفعم بالإيحاءات والإحالات ويثير كثيرا من الفضول والشجون.
كانت أول معرفتي بأبي عبدالرحمن قبل نحو عشرين عاما وكان وقتها في الخمسين من عمره وكنت أنا صبيا يافعا حين كان يقدم برنامجه من إذاعة الرياض (تفسير التفاسير)
¥