والإجازةُ في اصطلاح القُرَّاء هي: شهادةٌ من المُجيز للمُجاز لهُ في الإقراء ...
ويقول ايضا:
إنَّ الإجازة شهادةٌ من المُجيز [المقرئ] إلى المُجاز [القارئ]، وهذه الشهادة تزكية للقارئ على حُسن أدائه وجودة قراءته.
وإن الناظر في تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه رضي الله عنهم على حُسن قراءتهم وجودتها إنما هي إجازة لفظية من خير البريِّة صلى الله عليه وسلم لخير القرون، وهم أصحابه رضوان الله تعالى عليهم وهي أوثق بلا شك من الإجازة الكتابية وذلك باعتبار المُجيز والمُجاز لهُ ... الخ
قلت:
لقد أفاض الشيخ الفوزان جزاه الله خيرا في موضوع إجازات القراء وذكر هذه المباحث (المهمة):
المبحث الأول: تعريف الإجازة لغةً واصطلاحًا.
المبحث الثاني: تاريخ الإجازة القرآنية.
المبحث الثالث: الغرض من الإجازة القرآنية.
المبحث الرابع: شروط الإجازة القرآنية.
المبحث الخامس: الإشهاد على الإجازة القرآنية.
المبحث السادس: هل الإجازة شرط في الإقراء؟
المبحث السابع: أخذُ المال على الإجازة القرآنية.
المبحث الثامن: الفرق بين الإجازة المقرونة بالعرض والسَّماع والإجازة المُجرَّدة عنهما.
المبحث التاسع: الإجازة العامة.
المبحث العاشر: الإجازة بأحد أوجه الرواية.
المبحث الحادي عشر: الإجازُة في القرآن كُلِّه، والعرضُ لبعضه.
المبحث الثاني عشر: الإجازةُ بالسَّماع.
المبحث الثالث عشر: الإجازة بأحرف الخلاف - فقط.
المبحث الرابع عشر: التساهل والتشدُّد في الإجازة القرآنية.
المبحث الخامس عشر: إجازُة صغير السِّن.
المبحث السادس عشر: الإجازُة من المصحف.
المبحث السابع عشر: قواعُد عآمة في الإجازات القرآنية.
أيها الإخوة الكرام:
لدينا أمثلة على من كملت أهليتهم ولم تكن الشهادة شرطا في كمال أهليتهم منهم الشيخ الشنقيطي، والعلامة الشيخ ابن باز رحمهما الله، لم تكن لديهما تلك الشهادة مع كمال أهليتهم ولاغبار على علو كعبهم وسمو منزلتهم دونها،
لطيفة في الإجازة:
من لطائف الإجازة أو الشهادة:
ما كنت قديما قد سمعته من قصة طريفة عند بعض مشايخي رحمهم الله،
وهي أن عالما كبيرا كانوا يدرسون عليه شتى العلوم، لكنه لم يحصل على هذه الشهادة، فأراد بعض طلابه أن يمازحه مزحة ثقيلة،
فقال له مرة ياشيخنا الكريم نريد أن ندعوك إلى وليمة بمناسبة مدرسة سننشؤهاقريبا،
فقال لامانع من حضور هذه الوليمة،
فلما حضر لهذه الوليمة قال لتلميذه ماسبب هذه المدرسة،
فقال له ياشيخنا الكريم هذه المدرسة أقمناها لأجل أن تحصل منها على الشهادة،
فتبسم منه الشيخ، وعرف أنها مزحة ثقيلة ... عفا الله عنا وعنا مشايخنا رحمهم الله وجزاهم عنا وعن أمتهم كل خير ..
وإلى لقاء قريب إن شاء الله في لطيفة أخرى ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[15 Jun 2007, 12:52 ص]ـ
الإخوة الفاضل
أنها صفحة لطيفة وفيها أخبار منيفة
ولي تعليق على مسألة القراءة والإجازة
كلام السيوطي رحمه إن سُلِّم به في مجال العلوم الأخرى فلا يُسَلَّم به في مجال القرآن والقراءات بالذات
وذلك لأن عمل العلماء والقراء ليس عليه
بدليل أن السيوطي نفسه رحمه الله قد درس علم القراءات بنفسه وألف شرحا على الشاطبية ومع ذلك فإنه غير معتبر في سلك علماء القراءات ولم نجد اسمه في أسانيد القراءات بل نجد اسمه في الأسانيد العامة في الحديث وغيره
ولا أعرف على حد علمي عالما متفوقا معتبرا في اسانيد القراءات أخذ هذا العلم بدون تلقٍّ وقراءة وتحمل عن شيوخه
وبناء على هذا فإني أفرع التفريع التالي:
ما نشاهده من علماء القراءات الذين درسوا في كليات أكاديمية وتخصصوا في القراءات وحصلوا فيها على أعلى الشهادات هؤلاء ينقسمون إلى قسمين:
1 ـ القسم الأول: الذين اكتفوا بهذا العلم وما درسوه نظريا في الجامعة وما حصلوا عليه من درجة عالية كالماجسيتر والدكتوراه
2ـ القسم الثاني: الذين لا زموا الشيوخ خارج اطار مقاعد الدراسة وتلقوا القرآن عليهم ختمة كاملة بالتدقيق والتمحيص والتحرير والإتقان حتى حصلوا على الإجازة منهم
ولا شك أن العبرة في القسم الثاني هؤلاء الذين يبحث عنهم لنجثو على الركب بين أيديهم،
¥