وأن القسم الأول على جلالة قدرهم وعلو مكانتهم لا تعتبر قراءتهم قراءة مسندة نعم هي علم ولكن ليسوا كا القسم الثاني
هذا شيء
وهناك صورة مهمة وهي:
لو أن شخصا متقنا حافظا مجيدا قرأ على شيخ القرآن من أوله إلى آخره ولم ينطق الشيخ بالاجازة في النهاية هذا لا يضر أصل قراءته والله أعلم ـ وهذا من وجهة نظري ـ ولي على ذلك أدلة ليس هنا محل بسطها
لأن القراءة هي أعلى مرتبة من الإجازة في طرق التحمل الثمانية
ولكن العلماء اصطلحوا على الإجازة في نهاية الختم القرآن أو ختم الكتاب لملحظين:
الأول: لجبر ما عسى أن يكون فات سهوا بالتلقي
الثاني: اعتراف وشهادة من الشيخ المجيز لللطالب المجاز بأنه وصل إلى مرتبة ينطق فيها الحروف كما نطقها هو وكما تلقاها على شيوخه وأنه يشهد أنه أهل لقراءة القرآن وإقرائه
ومع ذلك كله أقول:
إن التحفظ والاحتياط في مسألة القرآن والقراءات ينبغي أن يكون في أعلى مستوياته وهذا هو عمل العلماء بينما جرت عادتهم أن يتساهلوا في هذا الجانب في الحديث وبقية العلوم
وأما ذكركم لبعض كبار العلماء بأنهم كانوا أهلا للعلم وان لم يجازوا .... وهم من هم في التقوى والورع
أقول: نعم هذا في العلم والفقه والحديث ولكن في القرآن الأمر مختلف: فقد لاحظت ولاحظ غيري أن كبار مشايخنا من هيئة كبار العلماء بل ومن كبار علماء الأزهر ممن لم يتلقوا القرآن تلقيا كاملاً من أفواه الشيوخ لاحظنا أنهم لا يجيدون تلاوة القرآن الكريم ولا تجويده
وقد استمعت إلى تلاوة شيخنا الشيخ حماد الأنصاري والشيخ ابن باز وغيرهم وغيرهم من الكبار فلم أجدهم بلغوا مبلغ الإجادة لمخارج الحروف ولا عجب في ذلك ...
فالتلقي هو العمدة لأن في التلقي تدريبا للسان والنطق
واستمع إلى هذا الموقف الطريف
حدثني المقرئ الشيخ حسين خطاب شيخ القراء في دمشق رحمه الله في السجد النبوي الشريف أنه اجتمع ذات مرة عدد من قراء الشام مع عدد من كبار علماء المملكة في المدينة وكان ذلك في بيت العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله وفي استضافته، فطلبوا من أحد القراء الضيوف أن يتحف المجلس بشيء من التلاوة على رواية ورش فقرأ: وكان مما قرأ لفظة: بلى
فقرأها على حسب رواية ورش بالإمالة الصغرى
فرده الشيخ ابن باز رحمه قائلا: إن القرآن فخم ففخموه
فاعترض الشيخ حسين خطاب قائلا: يا سماحة الشيخ القصد هنا تفخيم المعنى لا تفخيم اللفظ فهل تريد منا ان نقرأ لفظ بلى لوش مفخما هكذا ونطق به بلم مفخمة .... فهذا مما لا يقول به أحد
فسكت الشيخ ابن باز رحم الله الجميع
والشاهد من هذه الحكاية أن العلم شيء والتلقي والأخذ من أفواه العلماء شيء آخر
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 Jun 2007, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ماذكرته ياشيخنا الكريم: د: يحي غوثاني، شيء طيب، ولفت نظر القراء إليه جدير بالإشادة،
لكن احببت أن أشير إلى أننا نحتاج إلى شيء من الاطمئنان ياشيخنا الفاضل في عرض هذه القضية،
شيخي الكريم أحسب أنه يمكن أن يجاز القراء في تخصصهم، و حسب غيرهم أن يجاز بحسب مقدرتهم،
ولايخفى عليكم الحديث الصحيح الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ....
أما ما أريده توضيحه للإخوة هو:
أننا ينبغي أن نقدم صورة علمية عن سمو منزلة قراء الأمة وشدة ضبطهم وحرصهم في الدروس والمحافل والجامعات،
لكن في ظلّ هذه المنزلة السامية التي حبا الله بها القراء،
ينبغي أن نعلم أنه لايزال بعض الطالبين للإجازة ولما يحصلوا عليها يشكون - ككثير من الطلاب- من صعوبة شروط الحصول عليها، حتى أن بعضهم انسحب من دروسها أملا في تجدد خبرات معلميها،
وبعضهم يشكو من صعوبة طلبها من القراء الكبار ممن بلغوا من العمر عتيا حيث يصعب عليه سماع مايتلقاه وما يفيده من شيخه،
وهنا أقول لعل الأمل الكبير ياشيخنا الفاضل:
هو في إعادة توجيه هذه المسألة المهمة وجهتها الصحيحة بالتعريف بأصحابها ذوي الخبرة والقادرين على إفادة غيرهم،
والطلب إليهم بتقريب هذا العلم وتبسيطه لطلابه وترغيبهم فيه، وملاحظة معنويتهم النفسية،
وإسماع شكوى بعض طلبتهم إليهم من طول المدة، ومن صعوبة الوصول إليهم،ونحو ذلك من أمور أخرى تساعد في تهيئة الظروف المناسبة لاستمرار هذه الإجازات الطيبة إن شاء الله ....
حفظك الله ورعاك.
¥