نظراً لتطور طرق التعليم بصورة عامة وإمكان الإفادة من هذه الطرق في تعليم القرآن الكريم وتمسك كثير من المعلمين بالموروث من الأساليب والإجراءات غير التربوية التي تتم في الموقف الصفّي، كانت الحاجة لتقويم طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم العام والتعليم الجامعي لمعرفة فاعليتها وجدواها.
هذا الأمر يتطلب طرح التساؤلات التالية:
1. ما طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم العام؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟.
2. ما طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم الجامعي؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟.
3. هل توجد فروق بين الطرق المختلفة لتعليم القرآن الكريم في المراحل المختلفة للتعليم؟.
وفي أهمية الموضوع يقول: وانطلاقاً من الدور التربوي والتعليمي والديني الهامّ للقرآن الكريم، تصبح الحاجة ماسّة إلى إجراء بحوث ودراسات للوقوف على طرق تدريس القرآن الكريم، وتقويمها، بتشخيص الواقع وقياس ما تم تحقيقه لتسديد نواحي الضعف وتعزيز جوانب القوة، والتعرف على الوسائل التي يجب تأمينها لتحسين طرق التعليم، للوصول إلى الطرق المثلى لتعليم القرآن الكريم مع إمكان الإفادة من التقانة الحديثة التي تناسب كل مرحلة من مراحل التعليم، كل ذلك لأهمية القرآن في بناء الشخصية المسلمة السّوية التي ستؤدي بالمسلم إلى احتلال مكان الصدارة كما كان عليه السلف الصالح.
ويقدم الباحث استبانة يمكن استخدامها في تقويم أداء المعلم الكريم في الموقف الصفي للكشف عن الأساليب المتبعة في مراحل التعليم المختلفة.
وفي خاتمة بحثه جاءت نتائجه وتوصياته:
أبرز نتائج البحث وتوصياته
أولاً: يمكن تلخيص أهم النتائج السابقة بما يلي:
1. يلتزم المعلمون في جميع مراحل التعليم بتلاوة الآيات الكريمة بطرق متعددة ولكن بنسب مختلفة، مع ملاحظة عدم اهتمام البعض بالوقوف على رؤوس الآيات وبخاصة معلمو الصفوف الابتدائية العليا.
2. يُلزم المعلمون الطلاب بالتقيد بأحكام التجويد في جميع المراحل.
3. يرى المعلمون جميعاً أن ترتيل الطلاب لآيات القرآن الكريم فيه فائدة في التعلم والتفكير والاستنباط.
4. يربط المعلمون معنى الآيات بالحياة العامة مع إعطاء الأمثلة.
5. يلتزم كل المعلمين في جميع المراحل على إكمال المقرر الدراسي.
6. يركز المعلمون على إجادة الطلاب للقراءة بغض النظر عن إكمال المقرر الدراسي عدا معلمي المرحلة المتوسطة والثانوية والمرحلة الجامعية.
7. لا يهتم معلمو القرآن الكريم في جميع مراحل التعليم بمحور اختبار التعلم القبلي سواء بتكليف الطلاب بقراءة آيات الدرس السابق أو مناقشتهم بمدلولات الألفاظ والمعنى الإجمالي للآيات أو ما شابه ذلك، وهذا يؤدي إلى إهمال الطلاب لمسألة مراجعة الدروس السابقة.
8. إن عنصر التشويق والتمهيد الجيد للدرس الجديد لإثارة اهتمام الطلاب لم يصل إلى درجة القبول في جميع مراحل التعليم.
9. عدم اهتمام معلمي القرآن الكريم في جميع المراحل بالقراءة الصامتة بالرغم مما لهذه الطريقة من آثار طيبة في تسهيل عملية التعلم والتعليم.
10. لا يهتم معلمو جميع مراحل التعليم بشكل عام بالقراءة الجماعية ولا بالقراءة الزمرية، ولا يميلون إلى تقسيم الطلاب إلى مجموعات مهما كثر عددهم.
11. عدم اتباع معلمي القرآن الكريم الطرق التربوية في تصحيح أخطاء الطلاب، حيث يقوم المعلمون بتصحيح الأخطاء بأنفسهم ولا يتركون الفرصة للطالب القارئ بتصحيح أخطائه، ثم من قبل طالب آخر، ثم يأتي دور المعلم.
12. يعتمد معلمو القرآن الكريم على الوسائل القديمة وخاصة السبورة الطباشيرية بالإضافة إلى المسجل في المرحلة الابتدائية فقط رغم تطور وسائل التعليم من شفافيات وأفلام ومختبرات لغة…الخ.
13. لا يهتم معلمو التعليم العام في جميع المراحل بالعناية بدور الطلاب، فلا يميلون تكليفهم بالتحضير للدرس الجديد.
14. لا يعتمد معلمو جميع مراحل التعليم العام على التلقين فقط في تعليم القرآن الكريم، في الوقت الذي اعتمد فيه معلمو المرحلة الجامعية على التلقين فقط.
15. لا يميل معلمو الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة إلى إجراء المسابقات في تلاوة القرآن الكريم.
ثانياً: من خلال النتائج السابقة فيمكن الأخذ بالتوصيات التالية:
1. أن يتولى مشرفو التربية الإسلامية مسألة التأكد من تطبيق المعلمين لجميع إجراءات تعليم القرآن بكل جدية بما يتلاءم مع كل مرحلة من مراحل التعليم مع إقامة دروس نموذجية لتعليم القرآن الكريم مع استخدام تقنيات التعليم الحديثة.
2. على معلمي القرآن الكريم الاهتمام بالتحضير لدروس القرآن الكريم وأخذ ما يلي بعين الاعتبار:
أ. التمهيد الجيد وتشويق الطلاب لدرس القرآن الكريم
ب. الاهتمام بجميع أنواع القراءة وبخاصة القراءة الصامتة والجماعية والجهرية والزمرية والفردية حسب كل مرحلة.
ج. اتباع الأصول التربوية في تصحيح أخطاء الطلاب.
د. استخدام الوسائل التعليمية المناسبة في الوقت المناسب.
ه. تفعيل دور الطلاب في حصص القرآن الكريم والعمل على زيادة دافعهم إلى التعلم، وتحسين مستوياتهم بكل الطرق الممكنة.
و. الاهتمام بالتلقين في تعليم القرآن الكريم في جميع مراحل التعليم.
ز. الاهتمام بالأنشطة غير الصفِّية لحفز الطلاب على تعلم القرآن الكريم، ومن ذلك إجراء المسابقات الجادة مع زيادة التعزيز المادي للطلاب.
والله الموفق
من بحث تقويم طرق تعليم القرآن الكريم
في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي
إعدادد. محمود بن إبراهيم الخطيب
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالقنفذة
رئيس مركز البحوث والدراسات التربوية
أخيرا:
أقول لنفسي و لإخواني المقرئين الجامعيين، هذه لفتات مهمةفي طرق تدريس مقرر القرآن الكريم الجامعي والعام، وأحسب أن في جعبتهم غيرها، فأرجو أن يحرصوا عليها في دروسهم، لزيادة تحصيل طلابهم من مقرر القرآن الكريم في مايستقبل من أعوام دراسية قادمة إن شاء الله. والله الموفق.
¥