ختاما: أسأل الله أن يوفق أبناءنا الطلاب وإخواننا المعلمين في حياتهم العلمية والعملية، وأن ينفع بهم إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 Sep 2007, 07:20 ص]ـ
هموم (17) في تحقيق ماكان من التراث من كتب القراءات.
بداية من المهم الإشارة إلى أهمية تحقيق التراث الإسلامي فماحقق بالنسبة لماهو في مكتبات العالم ضئيل جدا،
ومن المعلوم أهمية إحياء هذا التراث، وإخراجه إلى النور ليراه الآخرون مرة أخرى بثوب جديد، فذلك من أولويات الباحثين.
وقد ناقش بعض أهل العلم والخبرة طريق تنظيم الإفادة من مجموعات المخطوطات في العالم،
من هؤلاء صاحب كتاب (عوامل تحصين الأمة).
وإليك مقتطفات منه: جعلتها على شكل أسئلة وأجوبة، عن موضوعها وتقديم حلول مقترحة له.
كالتالي: لماذا تحقيق المخطوطات؟ وماهي أبرز مشكلاتها؟ وبعض الآليات المقترحة؟
قال صاحب كتاب عوامل تحصين الأمة:
لعلنا نتفق جميعا أنّ من المشكلات البارزة لخدمة علومنا الإسلامية وخدمة تراثنا ... تنظيم الإفادة من (مجموعات المخطوطات) الموزعة في (مكتبات العالم)،وسوف أحاول أن أقدم بعض الحلول العملية بعد وصف المشكلة الراهنة:
المشكلة: شهدت الفترة الأخيرة من تاريخنا المعاصر حركة إحياء لـ (لمخطوطات العربية) في مختلف العلوم الإسلامية، وأقبل الدارسون بحماسة لتحقيق التراث الإسلامي، تحقيقا علميا، غير أنه لم يكن هناك أسس ثابتة لعمليتي الانتقاء والتحقيق، ممّا جعل المسألة تكتنفها أشكال من الحيف والفوضى بحقّ المخطوط، والدّارسين،فلم يعد الباحثون يملكون إجابة علمية عن الأسئلة التالية:
1 - ماذا حقق من التّراث وماذا بقي؟
2 - ما النّسخ المخطوطة المحفوظة في العالم لهذا المخطوط، أو ذاك؟
3 - هل المخطوط المحقق رُوُعِيت فيه أصول التحقيق العلمي، ووصل إلى محققه النسخ المحفوظة في مكتبات العالم؟
4 - هل يتعدد الجهد بين الباحثين لتحقيق المخطوط نفسه، فلايعلم الأول عن الثاني شيئا؟
المشكلة وجوابها: - بعد تصرف بسيط مني في عبارته- يقول:
تَعثّر الإجابة العلمية الحاسمة عن هذه الأسئلة، أبدى على السّاحة الظّواهر السّلبية التّالية:
- يقوم أحد المحققين بتحقيق وريقات من المخطوط، ويعلن عن هذا ثم يتوقف، وينتظر الآخرون ولايصدر شيء.
- يتمّ التّحقيق على أساس مخطوطات محدودة، ولايصل إلى المحقق علم بالنسخ الأخرى الضرورية لإتمام العمل العلمي.
- يقوم أكثر من محقّق في أكثر من بلد بتحقيق كتاب معين، وقد يعلم أصحاب العمل أولايعلمون، فيتعدّد الجهد، وتصرف طاقات كانت أولى بأن تصرف في مخطوطات أخرى غير محقّقة.
- أصبح الكتمان والخطف والإخفاء، أموراً تُلازم كثيراً من المحقّقين بحجة أنّ هناك من يسرع إلى تحقيق المخطوط، أوطبعه.
- يرغب كثير من الباحثين أن يتّجه إلى التّحقيق، ولايجد مايناسب، وقد يجد ولكن ثمّة عقبات تحول دون الوصول إلى النسخ.
- ثمّة مخطوطات لها أهميتها وقيمتها، ولكن يصعب الحصول عليها من طريق الأفراد، وقد يسهل من طريق هيبة الجامعة وقدرتها.
ثم يعرض المؤلف للحلول التي يراها نافعة من خلال (الجامعات الإسلامية)، وذلك بأن:
- يعقد ممثلوها اجتماعا لتوزيع العمل فتختص واحدة بمخطوطات الحديث مثلا، وتختص الثانية بعلوم العربية، وهكذا ...
- إذا اختصت جامعة معينة بعلوم العربية مثلا ... أوفدت بعثة علمية متخصصة مزودة بفنيين في التصوير إلى مظان المخطوطات العربية في العالم ... ويتخصص فريق في الجامعة بتحليل هذه الأفلام لتزويد الحاسب الآلي بنتائج التحليل في شكل بطاقة مفصلة ..
- تستطيع الجامعة التي تخصصت في علوم العربية مثلا أن تضع لنفسها خطة زمنية بأن تنجز خلال المرحلة الأولى حصر مظان المخطوطات من غير تصويرها، وفي مرحلة تالية تنجز التصوير في بلد معين كتركيا مثلا ... ومن الأفضل أن يتم التفاهم بين بلد الجامعة وبلد المخطوطات على نحو رسمي لكيلا تعرقل أعمال البعثة العلمية والفنية ...
- تيسير المادة العلمية التي بناها السلف، هو في حقيقة أمره تيسير لمعرفة المنهج الذي احتذوه وساروا في أثره ....
- من ناحية أخرى هذا التراث إن عرض عرضا دقيقا كمايريده أصحابه ثم درس دراسة تحليلية نقدية تقويمية فإن الأجيال ستفيد من العرض والتحليل فائدة حية، فإن الصالح منه .. سيعمق الصلة بالإسلام،ويجعل الأجيال مؤسسة على تقوى ومعرفة غير الصالح منه سيجعل الأمة قادرة على رد مالايناسبها وماليس هو من الخير لها .. /49 من كتاب عوامل تحصين الأمة د: أحمد محمد الخراط، الناشر علي محمد العمير،1424هـ.
ختاما: يسرّني أن يقوم المتخصّصون، والمؤسسات العلمية بتفعيل هذه الآليات والحلول المقترحة. أسال الله أن يوفق الجميع لخدمة كتابه واتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
فائدة:سبق كتابة هذا التعليق في مشاركة سابقة في ملتقى أهل التفسير.
¥