تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[21 Jun 2007, 06:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الأستاذ محمد يحيى شريف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإنك أثرت مسائل دقيقة بعضها منهجي، وبعضها موضوعي، ثم قعَّدت لها قواعد , أطلقت حولها أحكاماً، وقد تكون تلك القواعد غير صحيحة، وقد تكون تلك الأحكام غير دقيقة، وربما يطول النقاش حول بعض تلك المسائل، ويبتعد بنا القول عن أصل الموضوع الذي أثاره سؤال الأستاذ عبد الحكيم، ولكني وجدت نفسي مضطراً لمواصلة النقاش، نصيحةً لإخواني المهتمين بمثل هذه الموضوعات، بقدر معرفتي واطلاعي، وأدعو الله تعالى أن يقترن ذلك مني بإخلاص النية وصدق المقصد.

وتحتاج مناقشة بعض ما ورد في تعليقكم من مسائل إلى تفصيل قد يطول على بعض الإخوة القراء، وقد يثقل ذلك على البعض منهم، ومن ثم فإني سوف اختصر القول، وأجعل ذلك في نقاط سأكتبها تباعاً، إن شاء الله، وسوف أسميها مقدمات، وأرجو أن يتاح لي متابعة كتابتها.

المقدمة الأولى: حدود الاجتهاد في القراءة القرآنية

لابد من التفريق بين جانبين للقراءة القرآنية، اختص كل جانب منهما بعلم من العلوم، وهما:

(1) علم القراءات

(2) علم التجويد

وعلى الرغم مما بين العلمين من صلة وتكامل إلا أن كل علم له موضوعه ووسائله ومنهجه، وكان علماء السلف - رحمهم الله – قد أدركوا ما بين العلمين من تمايز، وحملهم ذلك على تأسيس علمين لهما.

وأهم ما يميز علم القراءات عن علم التجويد أن الأول علم رواية، وأن الثاني علم دراية، وهذا يعني بالضرورة أن علم القراءات لا مجال للاجتهاد فيه، وأن علم التجويد فيه مجال للاجتهاد، وكل اجتهاد يكون مظنة الاختلاف، وهو اختلاف لا يتهدد القرآن في شيء، بل هو مفيد في الوصول إلى فهم صحيح لظواهر النطق في القراءة.

وبناء على هذه الحقيقة كانت القراءات ثابتة لا تزيد ولا تنقص، أما مسائل علم التجويد فإنها تزيد وتختلف فيها الأقوال، ولتسمحوا لي بإيراد هذا المثال للاختلاف في طريقة تناول مسائل العلمين، وهو: إن القراء اليوم جميعهم يقرؤون الآية الكريمة في سورة الفاتحة: " اهدنا الصراط المستقيم " بطريقة واحدة، لكن يمكن أن يختلف تحليل علماء التجويد لهذه الآية، فيمكن أن يقول البعض: إن الطاء في (الصراط) صوت مجهور، ويمكن أن يقول آخر: إنه صوت مهموس، وقد يكون الصواب في أحد القولين، لكن هذا الاختلاف لا يغير من طريقة الأداء، ولا يتهدد القرآن، ولا يقدح بحفظه، وإنما هو اجتهاد في فهم النطق بحسب الوسائل والاصطلاح.

وإذا اتفقنا على هذه المقدمة الموجزة، أخي محمد يحيى الشريف، والقراء مدعوون لذلك أيضاً، فتح لنا ذلك مجال القول في مقدمة أخرى، إن شاء الله.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[23 Jun 2007, 11:48 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا العلامة، أفهم ممّا تفضلتم به في هذه المقدّمة أنّ الخلاف بين ما يقوله علماء الأصوات وأهل الأداء في مسألة الطاء هو مجرّد خلاف لفظيّ لا يترتّب عليه تغيير في النطق. أقول: هذا فيه نظر لأنّ القول بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة خلافاً للنطق القديم، استلزم القول بأنّ الطاء الصحيحة المجهورة هي الضاد الحديثة، وهذا يدلّ دلالة قطعية بأنّ الخلاف في المسألة ليس خلافاً في اللفظ فقط. بل هو تغيير جذريّ في نطق الحرف.

وقد ذكرتُ في أول البحث أنّ الخلاف اللفظيّ هو الذي لا يترتّب عليه تغيير في أداء الحرف،والخلاف فيه لا يضرّ كالخلاف في إدغام النون الساكنة في الميم نحو {من مال} هل الغنّة هي غنة النون أم هي غنة الميم، ومسألة وجود أصل القلقلة في الحرف المتحرّك وكذلك وصف الضاد بالتفشي والخلاف في عدد الصفات والمخارج فهذا كلّه يدخل في باب الاجتهاد إلاّ أنّه لا يترتّب عليه تغيير في أداء الحرف. أقول: لا شكّ أنّ الخلاف في هذا النوع من المسائل لا يضرّ لأنّه لا يترتّب عليه تغيير في أداء الحرف بخلاف مسألتنا هذه فالأمر يختلف تماماً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Jun 2007, 12:57 ص]ـ

السلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير